ضباع وقردة وذئاب !

  • 12/31/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قرأت قبل فترة تقريرا صحفيا يتضمن وجود مقترحات لمعالجة ظاهرة تكاثر قردة «البابون» التي تظهر في بعض المرتفعات الجنوبية من بلادنا بل إن أعدادا من تلك الفصيلة من القردة أخذت تظهر في جبال على طريق مكة المكرمة - المدينة المنورة، وهناك شكوى صادرة عن سكان بعض المناطق الجنوبية وأصحاب المزارع من قيام القردة بمهاجمة المساكن والمزارع وبسطات الفاكهة وإتلافها وإفزاع الصغار وإلحاق الأذى والضرر بالممتلكات! وقد استغربت من طرح اقتراح عجيب للقضاء على تكاثر قردة البابون، وهو أن يتم جلب أعداد من الضباع والذئاب وتوزيعها على مواقع تكاثر القردة لتقوم بواجب القضاء عليها فيرتاح الناس من شرها المستطير! وذكرني هذا الاقتراح بما قيل عن قيام بلدية جدة قبل ما يزيد عن عقدين من الزمن بجلب أعداد من الغربان للقضاء على الأعداد المتكاثرة في شواطئ جدة من الفئران الكبيرة والجرذان التي أصبحت تخيف حتى القطط السمان، فإذا بتلك الغربان تتكاثر وتغطي جميع أشجار الشواطئ وتقف على أعمدة الإنارة فيها وهي تصيح من الفجر حتى غروب الشمس «قاق قاق» حتى علت الشكوى من وجودها واحتمال نقلها للأمراض إثر نفوقها وأن البلدية لم تستفد منها في القضاء على الفئران والجرذان وإنما جلبت لنفسها متاعب جديدة توجب عليها التفكير في وسائل للقضاء على أسراب الغربان! وبناء على ما تقدم ذكره فإن لدي مخاوف من أن يؤدي تنفيذ المقترح الخاص بجلب الضباع والذئاب للقضاء على القردة المتكاثرة، إلى تكاثر هذه الوحوش الشرسة حتى لو زعم أصحاب الفكرة أنها ستوضع في بيئة آمنة؛ لأنها ستتكاثر هي الأخرى وستحارب من أجل البقاء وتتجه نحو الماشية بعد فناء القردة وربما قبلها، فإن لم تجد ما تأكله هاجمت الإنسان ولا شك أن القضاء على الحيوانات المفترسة أكثر صعوبة من القضاء على الغربان وثمن المعركة فادح ومدتها طويلة. وعلى أية حال فإن الوسيلة المثلى للقضاء على تكاثر أي نوع من أنواع الحيوانات المؤذية ومنها القردة هي أن تستخدم وسائل «العقم» عن طريق حقنها عن بعد بالأمصال التي تمنع تكاثرها وتناسلها، ولكن هذه الوسيلة تحتاج حسب ما نشر إلى فتوى شرعية .. يجوز أو لا يجوز وفي الحالتين فلا داعي لفكرة الضباع والذئاب!

مشاركة :