أطالت اللاجئة السورية أم ثائر النظر إلى شاشة الهاتف لتعيد قراءة الرسالة التي جاءتها دون تمهيد مسبق، الرسالة القادمة من برنامج الأغذية العالمي تبين أنهم سوف يخفضوا المساعدات الغذائية التي تتلقاها العائلة كل شهر، وشكلت هذه الرسالة صدمة كبيرة ليست فقط لهذه الأسرة فحسب وإنما لأسر عديدة تقطن خارج مخيمات اللجوء في الأردن. خطوة صعبة فأم ثائر التي كانت تحصل على هذا الكوبون الذي كان يساعدها قليلاً في توفير الحاجيات، تقول: «إن تخفيض قيمة الكوبون في هذه الظروف يعد خطوة زادت من صعوبات الحياة التي نعيشها، فكيف لنا أن ننفق على أنفسنا، والعالم جميعه يعلم أننا في الأردن نعاني من قلة فرص العمل، ولا يوجد أمامنا خيارات، سوى الصبر والبحث عن حل جذري لمشكلتنا». تعيش مع أم ثائر، زوجة ابنها التي لديها أربعة أطفال، والشاب الكبير الآن يدرس مرحلة الثانوية العامة وهي مرحلة حاسمة وحساسة لتوجيه بوصلة الشاب المستقبلية، تضيف أم ثائر: «تخفيض القيمة يعني فعلياً أن هذه المبالغ التي تصلنا لا قيمة لها بما يوازي غلاء الأسعار، والمتطلبات التي لا مهرب منها مثل الإيجار وفواتير الكهرباء والماء، فضلاً عن الأدوية التي نشتريها للأمراض المزمنة التي نعاني منها». وعند سؤال الحاجة حول ماهية الخيارات المتاحة أمامهم كأسرة لا يوجد بها شخص معيل، أوضحت أن أمامهم خيارين، إما أن يتوجهوا لخيار الهجرة إلى أوروبا وهذا الخيار تصف فرص نجاحه بالضئيلة تبعاً لما يحدث من أوضاع على الساحة العالمية، والخيار الثاني المتبقي هو أن تحمل الأسرة حقائبها وتعود إلى سوريا، لتبدأ من جديد في الاستقرار. بالنسبة لأُسَر اللاجئين المصنَّفين «الأكثر احتياجاً للمساعدة الغذائية» من خارج المخيمات، الذين يتلقون عادةً المساعدة الغذائية بقيمة 23 ديناراً للفرد/شهرياً، سوف يتلقون 15 ديناراً للفرد/شهرياً، أما أُسَر اللاجئين المصنَّفين «متوسطة الاحتياج للمساعدة الغذائية» من خارج المخيمات، وهم الذين يتلقون عادةً المساعدة الغذائية بقيمة 15 ديناراً للفرد/شهرياً، فسوف يتلقون 10 دنانير للفرد/شهرياً، فيما تستمر جميع الأُسَر من اللاجئين المسجلين داخل المخيمات بتلقي المساعدة الغذائية كما هي وقيمتها 23 ديناراً للفرد/شهرياً، شريطةَ استمرارية توفر التمويل لدى برنامج الأغذية العالمي. تعلق أم ثائر بالقول: «نحن نعلم أنه لا يوجد دعم دولي للاجئين وهذا أثّر على جميع برامج الأمم المتحدة، ولكن أصبحنا نواجه حياة صعبة جداً، فلا مساعدات مادية والغذائية آخذة بالتراجع، ولا يوجد أمامنا أفق حقيقي، ورغم أننا في الأردن منذ عشر سنوات إلا أننا ما زالنا نشعر بالتخبط بسبب الاقتصاد المتأزم، ومع الوقت نتوقع أن جميع المساعدات بجميع أشكالها سوف تزول إلى أن تصل لسكان المخيمات». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :