أعلنت قوات الأمن الداخلي «الأسايش»، التابعة للإدارة الذاتية شرقي الفرات، إطلاق حملة أمنية داخل مخيم الهول شمال شرقي سوريا، لملاحقة وتعقب الخلايا النائمة الموالية لتنظيم داعش المنتشرة في المخيم ومحيطه. وجاء الإعلان عن الحملة، عبر بيان تلاه (الخميس) من داخل المخيم الناطق الرسمي باسم «الأسايش» علي الحسن، في مؤتمر صحافي، ظهر إلى جانبه المتحدث الرسمي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» آرام حنا، والناطق باسم وحدات حماية الشعب الكردية نوري محمود. وقالت «الأسايش» إن الحملة بدعم وتنسيق من قوات التحالف الدولي المنتشرة في محيط المنطقة وقوات «قسد»؛ حيث فرضت حظراً كاملاً ومنعت بموجبه حركة الدخول والخروج والتنقل داخل المخيم، كما أقامت الحواجز على طول الطريق الواصل بين المخيم ومدينة الحسكة، لملاحقة الخلايا الإرهابية وتجفيف الموارد المالية بهدف إنهاء تأثير «داعش» وإنقاذ المخيم وسكانه من بلاء التنظيم وحماية القاطنين من شرورهم وإرهابهم. وتأتي هذه الحملة استكمالاً للمرحلة الأولى لعملية «الإنسانية والأمن» التي أطلقتها القوات في شهر أبريل (نيسان) العام الماضي. وأكد علي الحسن أن مخيم الهول تحول إلى بؤرة لخلايا «داعشية» ويلقى دعماً من العائلات المرتبطة به، «يستفيد منها التنظيم في التجنيد واستقطاب العناصر المحتملة وبث الدعاية التحريضية لخلاياه الطليقة في سوريا والعراق والعالم». وأشار إلى أن هذه الخلايا وسعت أنشطتها داخل وخارج المخيم بهدف فتح ممرات وثغرات في الأسوار والجدران الأمنية وبواباته، «لربط المخيم بالمناطق الشرقية لسوريا مع الحدود العراقية والبادية السورية وصولاً للحدود التركية»، ولتوسيع السيطرة على أراضٍ جغرافية في هذا المثلث الصحراوي القريب من الحدود العراقية شرقي البلاد. وكشف المتحدث العسكري عن حصيلة العمليات الإرهابية التي نفذتها خلايا يشتبه بتبعيتها للتنظيم المتطرف، وربط زيادة وتيرتها مع تصاعد التهديدات التركية. وقال: «نفذت خلايا التنظيم الإرهابي 43 عملية إرهابية قُتل أو أعدم فيها 44 شخصاً من قاطني المخيم، ضمنهم (14 امرأة وطفلان)، ببنادق ومسدسات كاتمة للصوت أو بآلات حادة». ولفت إلى أن تلك الخلايا عمدت إلى تعذيب الضحايا ورمي جثثهم في أقنية الصرف الصحي لإخفاء معالم الجريمة، كما شهد المخيم نحو 13 محاولة خطف لقاطنيه. وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من داخل مخيم الهول، لفتت مديرته جيهان حنان، إلى أن الهجمات التركية أنعشت أنشطة خلايا «داعش» وأن الخلايا النائمة تتحرك وتنظم نفسها، مشددة على أنه «لا يمكن الحديث عن انتهاء (داعش) في المخيم، فهو موجود وعملياته مستمرة ونشاطه مستمر». وذكرت أن الأجهزة الأمنية عثرت على أسلحة وخنادق وأنفاق سرية، «مما يزيد من المخاوف على قاطني المخيم والعاملين فيه واستدعت هذه العملية الأمنية». وأشارت حنان إلى أن تدهور الوضع الأمني في المخيم يعود بالدرجة لأولى لمساحته الكبيرة فهو محاط بأرض صحراوية وعرة. وعلى الرغم من زيادة نقاط المراقبة ومخافر الحراسة والدوريات الأمنية التي تربط الليل بالنهار لحمايته زادت مؤخراً جرائم القتل ومحاولات الفرار. وناشدت مديرة المخيم المجتمع الدولي والدول والحكومات المعنية التي لديها رعايا داخل المخيم، التحرك سريعاً والتدخل لوضع حد لأنشطة التنظيم، وأن «الوضع يمكن أن ينفجر هنا في أي لحظة». وشددت مديرة المخيم على عدم إمكانية التعامل مع المخيم كسجن عسكري أو معسكر مغلق، «هناك مدنيون وأبرياء، وسيكون الوضع كارثياً إذا حصل انفلات أمني داخل الهول». وهذا المخيم الذي يقع على بُعد نحو 45 كيلومتراً شرقي مدينة الحسكة، يُعد من بين أكبر المخيمات على الإطلاق في سوريا، ويضم 56 ألفاً معظمهم من النساء والأطفال غالبيتهم من اللاجئين العراقيين، كما يؤوي قسماً خاصاً بالعائلات المهاجرة من عائلات عناصر التنظيم، وهم 10 آلاف شخص ينحدرون من 54 جنسية غربية وعربية. من جانبه، حذّر نائب رئاسة المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، بدران جيا كرد، من أن تنظيم داعش يستعد لإحياء نفسه من جديد، وقد يكون مخيم الهول نقطة الانطلاقة. وقال في حديث صحافي: «خلايا التنظيم تنتظر أن توسع تركيا دائرة هجماتها، للتحضير لعمليات خاصة في المنطقة تساعده في السيطرة على نقاط استراتيجية»، مؤكداً ذلك وفق معلومات استخباراتية تبادلتها مع قوات التحالف الدولي».
مشاركة :