على مشارف انطلاق العام الدراسي الجديد في الأراضي الفلسطينية، المقرر في الأول من سبتمبر المقبل، أرسلت وزارة المعارف الإسرائيلية رسائل تهديد لمديري المدارس في القدس، تتوعد بشكل صريح بأن «ممثل قسم التنفيذ سيفتش المدارس والكتب، ويجبر ممثل المدرسة على التوقيع على عريضة تُلزمه بعدم تدريس المناهج الفلسطينية الوطنية». وتضمنت رسالة وزارة المعارف الإسرائيلية الموجهة هذا النص: «إذا ضبطنا مؤسسة تعليمية تقوم بالتدريس في الكتب المحظورة، فسنلغي ترخيصها على الفور»، ويقصد بذلك كتب المنهاج الفلسطيني، إذ يسعى الاحتلال لفرض ما يعرف بالمنهاج المحرف، الذي يلغي القضية الفلسطينية ويطمس هويتها. وتخطط سلطات الاحتلال، وفقاً لمدير عام وحدة شؤون القدس في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ديما السمان، لفرض المنهاج الإسرائيلي بنسبة 98% داخل المدارس المقدسية، و2% يصبح منهاجاً أجنبياً، ضمن محاولة فرض السيادة الإسرائيلية على المدينة المقدسة، وإلغاء كل ما هو فلسطيني. مناهج تهويدية وتبيّن السمان أن عدد الطلبة المقدسيين يبلغ نحو 100 ألف طالب وطالبة، أكثر من نصفهم يدرسون في المدارس الخاصة التابعة للجمعيات الخيرية والكنائس، ومدارس الأوقاف الفلسطينية والأردنية، ومدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وجميعها تدرس المنهاج الفلسطيني، وبقية الطلبة يتلقون تعليمهم في مدارس بلدية الاحتلال في القدس، التي تدرس نصفها المنهاج الفلسطيني المحرف، والمنهاج الإسرائيلي، إلى جانب مدارس «المقاولات»، التي يديرها أفراد بالنيابة عن وزارة المعارف الإسرائيلية. من جهة ثانية، يؤكد رئيس لجنة أولياء الأمور المركزية في القدس زياد شمالي، استهداف الاحتلال 82 مدرسة خاصة في القدس، حيث إن لجنة التعليم في وزارة المعارف الإسرائيلية تمتلك خطة لاستيعاب كل مدارس القدس خلال ثماني سنوات، بفرض المنهاج الإسرائيلي، وإلغاء المنهاج الفلسطيني. ويمضي شمالي بالقول في حديثه مع «الإمارات اليوم»: «لكن الاحتلال يسعى لتقليل تلك المدة والتخلص من التعليم الفلسطيني، لأنه يعتبر أن القدس عاصمة له، ويسعى لإلغاء الصبغة الفلسطينية فيها». ويبيّن رئيس لجنة أولياء الأمور أن الكتب الإسرائيلية والمناهج التي تعمل بلدية الاحتلال على تحريفها عبر شطب المحتوى الفلسطيني، ذات مضامين احتلالية، ومواد دراسية تهويدية «مسرطنة». استهداف التعليم في نهاية شهر يوليو الماضي، أقرت وزيرة التربية والتعليم الإسرائيلية، يفعات شاشا بيتون، إلغاء التراخيص الدائمة لست مدارس فلسطينية بالقدس، بسبب ما قالت إنه «تحريض ضد الدولة والجيش الإسرائيلي في الكتب المدرسية»، واستبدالها بمؤقتة لمدة عام، تحذف خلالها المدرسة المُخطرة من مناهجها الدراسية المضامين التحريضية، وفقاً لادعاء بيتون. والمدارس المهددة بالإغلاق عن طريق سحب تراخيصها الدائمة هي، الكلية الإبراهيمية في حي المصرارة المقدسي، التي تأسست في عام 1931، ومدارس الإيمان بفروعها الخمسة المنتشرة في أنحاء الأحياء المقدسية، التي تأسست في عام 1984، والتي تصنف بأنها مدارس خاصة، تحتضن داخل فصولها 2000 طالب وطالبة. وقبيل بدء العام الدراسي الجديد، نشرت الكلية الإبراهيمية، عبر موقعها الإلكتروني، رسالة موجهة إلى أولياء أمور طلبتها، تقول فيها، إن وزارة المعارف الإسرائيلية أصدرت للكلية الإبراهيمية تعليمات تمنع إدخال كتب التدريس الصادرة عن السلطة الفلسطينية إلى حرم المدرسة، وتحظر استعمالها في المدرسة، وتوعز باستعمال الكتب التدريسية الصادرة عن بلدية الاحتلال في القدس فقط. واشترطت المعارف الإسرائيلية ترخيص المدرسة، على مرحلتيها الابتدائية والثانوية، للعام الدراسي القادم 2023/2022، بعدم وجود كتب التدريس الصادرة عن السلطة الفلسطينية في حرم المدرسة. وتشير إدارة الكلية الإبراهيمية عبر موقعها الإلكتروني إلى أن وزارة المعارف الإسرائيلية عممت على بقية مدارس القدس الشريف بأن القرارات المذكورة ستطبق على جميع المدارس، وليس فقط على الكلية. ويلفت محامي الكلية الإبراهيمية نهاد ارشيد، إلى أن معظم المدارس في القدس تستخدم المنهاج الفلسطيني، وأن مدرسة الكلية الإبراهيمية تدرس طلبتها المنهاج الفلسطيني منذ 91 عاماً، مبيناً أن قرار وزارة المعارف الإسرائيلية الذي يهدد الكلية ومدارس الإيمان جاء في محاولة لاستهداف التعليم في القدس، والتفرد به. ويقول ارشيد، إن قرار المعارف الإسرائيلية بشأن الكلية الإبراهيمية ومدارس الإيمان الخمس، صدر بعد استدعاء إدارتهما لحضور جلسة لديها، في الـ18 من شهر يوليو الماضي، وإبلاغهما بنية الوزارة بعدم تجديد التراخيص التي كانت ستنتهي في الأعوام المقبلة، بذريعة أن المناهج الفلسطينية الصادرة عن السلطة الفلسطينية التي تدرسها هذه المدارس تشمل مواد تحريضية ضد الاحتلال. ويضيف: «بعد جلسة السماع أوعزت وزيرة المعارف للجهة المسؤولة في الوزارة بإلغاء التراخيص الموجودة، وإعطاء تراخيص جديدة مشروطة لمدة سنة فقط، على أن يحظر على المدارس وجود الكتب الصادرة عن السلطة الفلسطينية، وغير المصادق عليها من قبل بلدية الاحتلال، وإلا ستلغى التراخيص المؤقتة أيضاً، وبشكل فوري». يذكر أن الكتب التي تفرضها بلدية الاحتلال على المدارس المقدسية مزورة، إذ حذفت من محتوياتها الرموز الموجودة على الكتب الفلسطينية، ومنها «العلم، والكوفية، والنسر الفلسطيني»، كما أزالت نصوصاً كاملة، وتم استبدالها بأخرى، تدعو إلى العلاقة الحميمة مع الإسرائيليين، وتقاسم دور العبادة، إلى جانب مضامين أخرى، تزعم بأن الاحتلال غير موجود في القدس الشريف، وذلك بحسب محامي الكلية الإبراهيمية. تخطط سلطات الاحتلال، وفقاً لمدير عام وحدة شؤون القدس في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ديما السمان، لفرض المنهاج الإسرائيلي بنسبة 98% داخل المدارس المقدسية، و2% يصبح منهاجاً أجنبياً، ضمن محاولة فرض السيادة الإسرائيلية على المدينة المقدسة، وإلغاء كل ما هو فلسطيني. قبيل بدء العام الدراسي الجديد، نشرت الكلية الإبراهيمية، عبر موقعها الإلكتروني، رسالة موجهة إلى أولياء أمور طلبتها، تقول فيها، إن «وزارة المعارف الإسرائيلية أصدرت للكلية الإبراهيمية تعليمات تمنع إدخال كتب التدريس الصادرة عن السلطة الفلسطينية إلى حرم المدرسة، وتحظر استعمالها في المدرسة». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :