دمشق - وكالات: شنّ طيران النظام غارات مكثفة صباح أمس على مواقع في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي، لاستعادة السيطرة على المناطق التي قالت المعارضة إنها استعادتها. كما كثف غاراته على ريف اللاذقية الشمالي لتحقيق مكاسب ميدانية أخرى في المنطقة. وأفادت مصادر ميدانية بأن طيران النظام شن منذ ساعات الصباح الأولى أكثر من 15 غارة جوية على مواقع بمدينة الشيخ مسكين، إضافة إلى قصف مدفعي وصاروخي عنيف مع استمرار الاشتباكات العنيفة في البلدة. وكانت مصادر المعارضة قالت إنها شنت هجوماً معاكساً بعد ساعات من تقدّم قوات النظام ومليشيات أجنبية بجبهة الشيخ مسكين مدعومة بإسناد جوي روسي. وتمكنت كتائب المعارضة من استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من اللواء 82 الواقع شمالي الشيخ مسكين. وأفادت شبكة سوريا مباشر بأن استعادة السيطرة جاءت بعد مؤازرة عسكرية من مختلف الفصائل بدأت بها جبهة النصرة، حيث قامت بعملية "انغماسية" في تجمّع لعناصر جيش النظام ومليشيات حزب الله داخل اللواء، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات في صفوفهم. وتكمن أهمية مدينة الشيخ مسكين في موقعها الجغرافي الذي يتوسط المحافظة، كما أنها تقع على الطريق الدولي دمشق - درعا - عمّان، وتعدّ عقدة مواصلات بين محافظات درعا والقنيطرة والسويداء. وفي معارك الكر والفرّ بريف درعا، يحاول النظام تغيير المعادلة العسكرية في المنطقة وتحقيق مكاسب ميدانية تسنده في المفاوضات مع أطراف المعارضة التي من المقرّر أن تبدأ أواخر يناير المقبل، وهو ما يحاول القيام به أيضاً في معاركه في غوطتي دمشق. وفي هذه الجبهة أكدت قوات المعارضة السورية المسلحة أنها صدت هجوماً لقوات النظام كانت تحاول التقدّم على الأطراف الغربية لمدينتي المعضمية وداريا بريف دمشق الغربي، وقتلت عدداً من عناصرها. وفي ريف اللاذقية الشمالي يواصل الطيران الروسي غاراته على مواقع المعارضة بالمنطقة. وكان جيش النظام قد أعلن سيطرته على قرية القصب وتلة برج القصب الإستراتيجية التي تشرف على جانب من طريق اللاذقية - حلب. وتشهد المنطقة منذ أشهر معارك كر وفر بين جيش النظام ومقاتلي المعارضة، لكن النظام - بمؤازرة كبيرة من الطيران الروسي - يسعى لحسم السيطرة على المناطق والتلال الإستراتيجية بريف اللاذقية، واستعادة مناطق في جبلي الأكراد والتركمان القريبة على الحدود التركية السورية نظراً لأهميتها كورقة في أي مفاوضات أو تفاهمات مقبلة.
مشاركة :