المقاومة الجنوبية تحبط عمليات تفجيرات كانت تستهدف البنك المركزي في عدن

  • 12/31/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أفشلت المقاومة الجنوبية ووحدات من الجيش الوطني عمليات هجومية على مبنى البنك المركزي في مدينة عدن القديمة (كريتر) على بُعد مئات الأمتار عن قصر «معاشيق» مقر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وتمكنت من تفجير سيارة مفخخة أعدت للهجوم وجرح ثلاثة من منفذي العمليات الانتحارية، أعقبتها اشتباكات ومطاردات بين منفذي الهجوم وحراسة البنك في عدد من أحياء السكنية غرب جنوبي العاصمة عدن. وأوضحت مصادر محلية مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، أن تنفيذ الهجوم يأتي بعد ساعات من وصول الدفعة الأولى من موازنة عام 2016 إلى البنك الأهلي، حيث يعد البنك الوحيد الذي يقع مقره الرئيسي في عدن، مشيرة إلى أن منفذي الهجوم الفاشل استخدموا مدرعات وسيارات مفخخة، وعددا من المسلحين. وقالت المصادر إن أفراد المقاومة الجنوبية والجيش الوطني المكلفين بحراسة البنك الأهلي تمكنوا من تفجير السيارة المفخخة بقذيفة «آر بي جي» قبل وصولها إلى مبنى البنك، ولم يصدر أي توضيح رسمي من السلطات الأمنية في عدن حول طبيعة الهجوم والجهات التي تقف خلفه، إلا أن مراقبين اتهموا المخلوع صالح بالوقوف خلف تلك التفجيرات. وتأتي تلك الاختلالات بعد أسابيع من الهدوء والاستتباب الأمني للمدينة في ظل قيادة محافظ عدن الجديد العميد عيدروس الزبيدي. بدوره أكد المتحدث باسم المقاومة الشعبية الجنوبية، علي شائف الحريري، أن الوضع الأمني في عدن على ما يرام ومستتب جدا، رغم التحديات الكبرى التي تواجهها المدينة، مضيفًا: «نحن نسعى جاهدين لاستتباب الأمن وعودة الاستقرار وفق خطة أمنية شاملة أعدت بالتنسيق مع قوات التحالف العربي وفي مقدمتها السعودية ودولة الإمارات التي تتولى الملف الأمني في عدن، وكذلك الأخ محافظ عدن عيدروس الزبيدي». وحول الانفجار الذي حصل أمس، أوضح الحريري، لـ«الشرق الأوسط»، أن التفجيرات ناتجة عن إطلاق النار من قبل رجال المقاومة على سيارة تم استهدافها بقذيفة «آر بي جي» كانت معدة لعمل تخريبي، وفق معلومات أمنية دقيقة، وانفجرت في مكانها لاحتوائها على مواد متفجرة كانت عناصر تخريبية تخطط لاستهداف البنك المركزي في كريتر، وقد أحبطت العملية قبل تنفيذها، وتم الاشتباك مع العناصر التخريبية، وهذا العمل يعد تقدما نوعيا للأمن في عدن. وعن أبعاد تلك التفجيرات، قال المحلل السياسي منصور صالح، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «ذلك يكشف أن العاصمة عدن ما زالت تعاني هشاشة أمنية سمحت بتحرك مثل هذه الجماعات وباستخدام سلاح يفترض أنه حصري على الدولة ومؤسساتها الأمنية والدفاعية»، مضيفًا أن ما نخشاه كثيرًا أن تكون تلك التفجيرات على ارتباط بجماعة المخلوع صالح، كونه جاء بعد يومين فقط من خطاب له دعا أنصاره فيه إلى الظهور وقال إن «المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد». ومضى المحلل السياسي منصور صالح قائلا «لا أتوقع أن تمتد تأثيرات هذه العملية السلبية إلى مرحلة مقبلة، بل على العكس فهي قد تحفز قيادة المحافظة والمسؤولين على الأمن فيها لمزيد من الجهد، لوضع حد للتسيب الأمني الذي خلفته ظروف الحروب ومع ذلك يمكن القول إن مثل هذه العمليات لا تعني فشل الدولة أو قيادة المحافظة، وإنما هي حادث عرضي، ويمكن أن تحدث في أي بلد حتى تلك التي تعد أكثر أمنا واستقرارا. من جهة ثانية، أعلن القيادي في المقاومة الجنوبية بعدن، الشيخ السلفي هاني بن بريك، عن حل «مجلس قيادة المقاومة الجنوبية» الذي يترأسه الوزير في حكومة الشرعية نائف البكري، وزير الشباب والرياضة، واعتباره لاغيا، حيث جاء ذلك في بيان له نشره على صفحته في «فيسبوك»: «أعلن للجميع أنا هاني بن علي بن بريك مع القائد الميداني العام للمقاومة الشعبية الجنوبية عدن السيد هاشم بن عبد الله الجنيدي (هاشم السيد) أن مجلس قيادة المقاومة الجنوبية عدن - الذي تم تأسيسه في بيت القائد الميداني، للعمل على تنسيق دور المقاومة في دفع العدوان الحوثي عفاشي - يعد مع وجود رئيس الجمهورية والسلطة المحلية للمحافظة في اﻷرض لاغيا». ومضى بالقول: «منذ البداية أعلنا في بيان اﻹشهار أن المجلس دوره ينتهي بعودة الرئيس»، مضيفا: «سنعمل تحت قيادة فخامة الرئيس والحكومة لعودة اﻷمن والاستقرار وإضفاء الشرعية الكاملة على أبطال المقاومة كما أمر فخامة الرئيس، وأن القيادات الميدانية التي تحت قيادة القائد الميداني العام الشيخ هاشم السيد الجنيدي، الذين جميعهم أعضاء مؤسسون في المجلس، كلهم تحت قيادة فخامة رئيس الجمهورية والحكومة، وبعد هذا التوضيح، فلا نأذن ﻷحد أن يصنفنا تحت مجالس قيادية للمقاومة، أيا كانت، مع وجود الرئاسة والحكومة، وسنظل حريصين على كل مصالح اﻷبطال من شهداء وجرحى وأحياء». وقال الشيخ بن بريك إن «مجلس قيادة المقاومة الشعبية الجنوبية عدن سيبقى مخلدا في التاريخ بأعضائه المؤسسين الذين عملوا لله سبحانه وتعالى فقاموا بالواجب الديني والوطني فذبوا عن دينهم وبلدهم. (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل». ولاقت الخطوة ارتياح العامة في عدن والجنوب، في حين اعتبر المحلل السياسي الجنوبي منصور صالح ما أقدم عليه الإخوة السلفيون، أنه خطوة إيجابية جدا، على حد قوله، مشيرا إلى أن العهد الثوري على الأقل هنا في عدن يفترض فيه أن يكون قد انتهى بعد أكثر من خمسة أشهر من تحرير المدينة، والمرحلة المقبلة لم تعد مرحلة مقاومة بل مرحلة بناء وإعمار للدولة ومؤسساتها.

مشاركة :