مختصون: آفاق واعدة لصناعتي التكرير والبتروكيماويات مع تراجع النفط

  • 12/31/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مالت أسعار النفط الخام للانخفاض من جديد في الأسواق العالمية بعد انتعاش سعري لم يدم طويلا بلغ 3 في المائة، وغلب تأثير لارتفاع مفاجئ في المخزونات النفطية الأمريكية على أسعار النفط، حيث جدد المخاوف من حالة تخمة المعروض كما عكس اشتداد المنافسة على الحصص السوقية بين أغلب منتجي النفط. ولم ينجح ارتفاع مستويات الطلب على النفط الخام بسبب موسم الشتاء وزيادة الاستهلاك في تأمين ارتفاعات مستمرة للأسعار، حيث عادت العوامل السلبية لتضغط على الأسعار خصوصا مع جنى الأرباح بعد الارتفاعات السعرية السابقة. وعزز انخفاض الأسعار تصريحات صادرة عن صندوق النقد الدولي تتضمن رؤية سلبية وقلقة لمعدلات النمو الاقتصادي في أغلب دول العالم خلال العام المقبل 2016 تزامنت مع تصريحات روسية تتوقع ألا يتجاوز سعر النفط 40 دولارا على مدار العام المقبل. وأوضح لـ "الاقتصادية"، يوها يارفنبا مدير شركة "إيلينا" للطاقة في فنلندا، أن تأرجح مستوى المخزونات النفطية الأمريكية يقود بالضرورة إلى تقلبات مستمرة في أسعار النفط الخام خصوصا أن الشكوك ما زالت تحيط بقوة مستويات الطلب العالمي في ضوء مؤشرات اقتصادية تتسم أيضا بالتذبذب في الصين وغيرها من دول الاستهلاك الرئيسة خصوصا اليابان وكوريا الجنوبية. وأشار يارفنبا إلى أن التوقعات كانت تسير في اتجاه ارتفاع الأسعار نتيجة زيادة الاستهلاك الطبيعي في موسم الشتاء في أوروبا والولايات المتحدة إلا أن توقعات أخرى بأن يكون موسم الشتاء أقصر هذا العام بفعل تغيرات المناخ جددت المخاوف من ضعف الطلب واستمرار وفرة المعروض بشكل كبير قد يتجاوز الفائض المعروف والمقدر بنحو مليوني برميل يوميا. وأشاد يارفنبا بتوجه كبار المنتجين نحو إعداد ميزانيات جديدة لهم وفق توقعات منخفضة لأسعار النفط الخام، مشيرا إلى أن هذه تعد من أفضل الآليات الاقتصادية لتحمل الصعوبات المالية الناتجة عن عدم استقرار السوق ومشددا على أهمية التركيز على زيادة القدرات الإنتاجية والاستثمارات في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة باعتبارها مجالات واعدة وبها طاقات هائلة ومن الممكن أن تحقق عوائد اقتصادية مرتفعة تعوض انهيار أسعار الطاقة التقليدية. ويقول لـ "الاقتصادية"، أرناود كارايوان رئيس شركة "كارايوان" الفرنسية لصناعة الأسمنت، أن انخفاض أسعار الطاقة التقليدية حقق وفورات جيدة للصناعات المستهلكة للطاقة ومن الضروري في هذه المرحلة الاهتمام بصناعتي التكرير والبتروكيماويات باعتبارها أفضل اقتصاديا من تصدير النفط الخام في ظروف السوق الحالية إلى جانب التركيز على تنمية واسعة في القطاعات الاقتصادية غير النفطية وهو اتجاه بدأ يقوى بين كبار منتجي النفط حول العالم. وأضاف كارايوان أن رفع الفائدة الأمريكية وصعود الدولار أرهقا المراكز المالية للشركات وأدى إلى حالة من الصعوبة في الحصول على التمويلات وفي سدادها للمصارف والمؤسسات المالية، كما نجد مثلا أن الروبل الروسي سجل أدنى مستوى له خلال العام أمام الدولار الأمريكي نتيجة انخفاض أسعار النفط وصعود الدولار وهو ما يمثل صعوبات واسعة للشركات الروسية التي تعد من أكبر منتجي النفط الخام في العالم. من جهته، أوضح لـ "الاقتصادية"، ماركوس كروج كبير مختصي "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن إعلان السعودية ميزانياتها الجديدة وما تضمنته من تعديلات جيدة في برامج الدعم يقوى دوليا نظرا لطبيعة الدور المحوري للسعودية في صناعة النفط. وأضاف كروج "كما كان متوقعا وجدنا عديدا من الدول تأخذ هذا المنحى حيث أعلنت سلطنة عمان أنها ستتخذ إجراءات اقتصادية قوية تتضمن خفض الإنفاق العام وتعديل أسعار الوقود والمنتجات النفطية بما يقلص الدعم الموجه إلى هذا القطاع وتعديل النظم الضريبية لتكون أكثر فاعلية وكفاءة وتحقق موارد أكبر للخزانة العامة". من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، هبطت أسعار خام برنت قرب أدنى مستوى لها في 11 عاما أمس حيث تضافرت مؤشرات على تباطؤ الطلب العالمي على الطاقة مع وصول المخزونات إلى مستويات قياسية. وجرى تداول خام برنت القياسي قرب 37 دولارا للبرميل بزيادة دولار واحد فقط عن المستويات التي سجلها الأسبوع الماضي، حيث تشير التوقعات إلى أن العامل الأساسي الذي يدعم الخام وهو موجة طقس بارد في أوروبا والولايات المتحدة سيكون قصير الأجل. وبحسب "رويترز"، فقد بلغ سعر تداول خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة استحقاق شهر 36.92 دولار للبرميل منخفضا 95 سنتا أو ما يزيد عن 2 في المائة عن سعر آخر تسوية في الجلسة السابقة، وهبط برنت 75 سنتا إلى 37.04 دولار للبرميل مسجلا تراجعا بنحو 2 في المائة. وقال أوليفر جاكوب المدير العام لـ "بتروماتريكس"، إنه لا يوجد تحسن كبير في الأساسيات السريعة محذرا من أن انخفاض حجم التداول مع اقتراب حلول بداية العام الجديد جعل الأسعار عرضة لتحركات كبيرة. وهبطت أسعار الخام بنحو ثلثي قيمتها منذ منتصف 2014 حيث أدت زيادة الإنتاج من الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا والولايات المتحدة إلى فائض عالمي تراوح بين نصف مليون ومليوني برميل يوميا. وصمدت صادرات النفط من جنوب العراق قرب مستوى قياسي عند 3.27 مليون برميل يوميا منذ بداية كانون الأول (ديسمبر) بما يعزز دوره كأسرع مصدر لنمو الإمدادات في العالم هذا العام. وأثر تباطؤ نمو الطلب وبخاصة في آسيا على الأسعار حيث سجل نمو استهلاك الطاقة في الصين هذا العام أدنى مستوياته منذ 1998. وأدت التوقعات بألا تستمر موجة الطقس البارد في أوروبا لفترة طويلة إلى تقلص الدعم الذي تلقته الأسعار الذي ساعد على ارتفاع الخامين الأمريكي وبرنت بنحو 3 في المائة في الجلسة السابقة. ومن المتوقع ألا تستمر موجة الطقس البارد القصيرة التي تتعرض لها معظم مناطق الولايات المتحدة أكثر من أسبوع. وقد يلقى النفط دعما من البيانات التي ستعلنها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في وقت لاحق إذا أظهرت تلك البيانات تراجع المخزونات الأمريكية على أساس أسبوعي. وأظهر مسح توقعات بهبوط مخزونات الخام بواقع 2.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 25 كانون الأول (ديسمبر)، وكشف معهد البترول الأمريكي عن زيادة غير متوقعة في المخزونات الأمريكية.

مشاركة :