كشفت دراسة علمية جديدة نشرت نتائجها صحيفة «اندبندنت» البريطانية أن هناك مجموعة من الخلايا العصبية في دماغ الإنسان تستجيب فقط لأصوات الموسيقى، وهو ما يتناقض مع الرأي المقبول على نطاق واسع بأن الموسيقى مثل أي صوت آخر يسمعه الانسان يومياً كالكلام. واستخدم الباحثون في هذه الدراسة وسيلة متطورة لتحليل البيانات التي جُمعت بواسطة أجهزة التخطيط الكهربائي للدماغ، اذ استمعت مجموعة من الناس إلى أنواع مختلفة من الأصوات، فوجد العلماء ان بعض الخلايا العصبية في القشرة السمعية للدماغ تطلق شحنات كهربائية أثناء استماع المشاركين إلى الموسيقى. وكان الباحثون يعتقدون سابقا بأن الخلايا الدماغية التي تتعامل مع الموسيقى قادرة على كشف وفك الأصوات المعقدة الأخرى، مثل الكلام. إضافة الى ذلك تعتقد الدراسة الجديدة بأن الموسيقى ربما لعبت دوراً في تطور الدماغ البشري. وقال المشارك في الدراسة أستاذ علم الأعصاب في معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» جوش ماكديرموت: «عثرنا على دليل على وجود خلايا عصبية في دماغ البالغين تستجيب في شكل انتقائي للموسيقى»، مضيفاً: «كشفت التجارب أيضاً عن وجود خلايا أخرى تستجيب في شكل منفصل وانتقائي للكلام». وأوضح ماكديرموت «في الحالتين، انتقائية الردود كانت لافتة للنظر، إذ إن الاستجابة العصبية كانت قوية في خلايا محددة، وذلك عندما أستمع الناس إلى الموسيقى، الأمر الذي أنطبق على سماعهم إلى الكلام أيضاً، إلا أن خلايا أخرى استجابت للكلام كان تفاعلها أقل قوة بكثير أثناء الاستماع الى الموسيقى». وتابع: «هناك مجموعتان من الخلايا العصبية في مناطق مختلفة من القشرة السمعية، جزء منهما يعالج الصوت»، مشيراً إلى «وجود مسارات منفصلة في الدماغ بعضها لتحليل الموسيقى وبعضها الآخرللكلام». وأجريت الدراسة على 10 متطوعين تعرضوا إلى سماع 165 صوتاً مختلفاً، بما في ذلك مقاطع من الكلام ومقطوعات من الموسيقى، إضافة إلى أصوات أخرى مثل رنين الهاتف أو بوق السيارات. وعلى رغم أن النتائج ستحتاج إلى مزيد من التدقيق، إلا أنها تدعم فكرة وجود مركز متخصص أو «صندوق موسيقي» في الدماغ.
مشاركة :