طرابلس 27 أغسطس 2022 (شينخوا) قتل مدنيان على الأقل وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في اشتباكات تدور بين فصيلين مسلحين وسط العاصمة الليبية طرابلس منذ ليل الجمعة / السبت، وسط قلق أممي. واندلعت الاشتباكات ليل الجمعة /السبت بين جهاز حفظ الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي وقوات الكتيبة 777 التابعة لرئاسة أركان الجيش داخل منطقتي شارع الزاوية وباب بن غشير وسط طرابلس، بحسب الإعلام المحلي. ونقلت قناة ((ليبيا الأحرار)) المحلية عن الناطق باسم طب الطوارئ في طرابلس مالك مرسيط، قوله إن "الحصيلة المبدئية للاشتباكات هي سقوط قتيلين، هما امرأة والممثل الكوميدي مصطفى بركة، وإصابة ثلاثة مدنيين، بينهم فتاة". وأضاف مرسيط "نواجه صعوبة في التحرك بأكثر من منطقة بسبب احتدام القتال، وننتظر وقف إطلاق النار وتوفير ممرات آمنة لإخراج العالقين". وما زالت الاشتباكات مستمرة، حيث يسمع دوي إطلاق نار كثيف، ويتصاعد الدخان في أحياء متفرقة وسط العاصمة، بحسب مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) في طرابلس. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر الإنترنت تبادلا كثيفا لإطلاق النار وإغلاقا لبعض الطرق الرئيسية وسط طرابلس وأضرارا جسيمة بعدد من الشقق المنزلية واحتراق سيارات مدنية. ونجمت هذه الاشتباكات عن قيام مجموعة عسكرية بالرماية العشوائية على رتلٍ مار بمنطقة شارع الزاوية، بحسب ما أفادت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، دون أن توضح انتماءات طرفي الاشتباكات. ونددت حكومة الدبيبة في بيان نشرته على ((فيسبوك)) اليوم بــ"ما يشهده وسط طرابلس من اشتباكات عنيفة في أحياء مكتظة بالسكان والمدنيين". وأوضحت أن هذه الاشتباكات تأتي في وقت "تتحشد فيه مجموعات مسلحة في بوابة الـ27 غرب طرابلس وبوابة الجبس جنوب طرابلس، تنفيذًا لما أعلنه المدعو فتحي باشاغا من تهديدات باستخدام القوة للعدوان على المدينة". وأردفت قائلة إن ذلك يتزامن أيضا مع "معلومات أخرى وردت عن تحشيدات عسكرية ستعبر من الطريق الساحلي إلى شرق طرابلس لزعزعة الأمن والاستقرار في المدينة في محاولة بائسة لتوسيع دائرة العداون على المدينة". واعتبرت حكومة الدبيبة أن "ما حدث هو غدر وخيانة بعدما كانت تخوض مفاوضات لتجنيب العاصمة الدماء بمبادرة ذاتية تلزم جميع الأطراف الذهاب للانتخابات في نهاية العام كحل للأزمة السياسية". واتهمت ما أسمته "الطرف الممثل لباشاغا" بـ"التهرب في آخر لحظة بعد أن كانت هناك مؤشرات إيجابية نحو الحل السلمي بدلا من العنف والفوضى". وأوضحت أن "هذا التفاوض أبدت فيه الحكومة مرونة عالية، وكان من المفترض أن يعقد جلسته الثالثة يوم الجمعة في مدينة مصراتة لمناقشة تفاصيل الاتفاق، إلا أنها قد أُلغيت وبشكل مفاجئ في آخر لحظة بالتزامن مع التصعيدات العسكرية التي شهدتها طرابلس ومحيطها". وكان رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا، قد طالب قبل أيام الدبيبة بتسليم السلطة طواعية والالتزام بالتداول السلمي. وقبل ذلك قالت حكومة باشاغا إن "حكومة الوحدة الوطنية (برئاسة عبد الحميد الدبيبة) انتهت صلاحيتها وليست لها شرعية "، محذرة من أن "كل من يحمل السلاح ضدها سيلاحقه القانون ويحاكم على هذه الجريمة". وأعربت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا اليوم عن قلقها إزاء الاشتباكات المسلحة والقصف العشوائي في الأحياء السكنية بطرابلس. وقالت البعثة في بيان صحفي إنها "تعرب عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات المسلحة المستمرة، بما في ذلك القصف العشوائي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين في طرابلس، مما تسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالمرافق المدنية، بما في ذلك المستشفيات". وكانت البعثة الأممية قد حذرت في بيان الثلاثاء الماضي من "التحشيد المستمر والتهديدات باللجوء إلى القوة لتسوية مزاعم الشرعية" في البلاد، ودعت إلى وقف التصعيد العسكري على الفور. وتحدثت تقارير إعلامية محلية خلال الأيام الماضية عن وجود تحشيدات عسكرية كبرى في العاصمة طرابلس ومحيطها وسط مخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة. وذكرت التقارير أن التحشيدات العسكرية المتواجدة بالقرب من العاصمة طرابلس هي لقوات تابعة لحكومة باشاغا، وتطالب رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بتسليم السلطة، بينما ترفض القوات المتمركزة في طرابلس والموالية للدبيبة هذا التحشيد وتصفه بمحاولة لزعزعة استقرار العاصمة. وتواجه ليبيا حالة من الانقسام السياسي في ظل تواجد حكومتين، الأولى برئاسة عبد الحميد الدبيبة منبثقة من اتفاق سياسي قبل أكثر من عام وتعمل من العاصمة طرابلس، والأخرى برئاسة فتحي باشاغا مكلفة من مجلس النواب وتمارس مهامها من مدينة سرت.
مشاركة :