ضمن الموسم الثقافي الرابع عشر والموسوم بــ"الحالمون لا يمكن ترويضهم أبداً"، استضاف مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث مساء الاثنين 28 ديسمبر 2015، الروائي والأكاديمي التونسي شكري المبخوت، الحائز على الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر 2015 عن روايتهالطلياني، وألقى بالمناسبة محاضرة موضوعها "الجوائز الأدبية العربية: الرهانات وسؤال التنمية الثقافية". افتتح اللقاء باقر النجار، فعرّف بالمحاضر مبرزا مكانته العلمية والأدبية والنقدية ومساهماته في الترجمة، ذاكرا بعض الجوائز الأخرى التي حصل عليها في المجال الروائي مثل جائزة الكومار الذهبي، وجائزة معرض الكتاب التونسيّ لهذا العام. ثمّ أحال الكلمة للدكتور شكري المبخوت. بعد التمهيد ببيان سبب اختيار موضوعالجوائز الأدبية العربيّة وسؤال التنمية الثقافية، تطرّق المحاضر إلى العوامل المحددة لمكانة الجائزة الأدبيّة عموما وهما: العامل الماديّ أي القيمة المالية المخصّصة لها، والعامل الأدبي أي القيمة الاعتباريّة.وأبرز في هذا السياق أنّ هذه الجوائز مظهر من مظاهر التحديث في الثقافة العربيّة، وأكّد في ردّه الضمنيّ على من يستكثر على المبدعين مثل هذه الجوائز وخاصة في شقّها الماليّ أنّهم يتناسون أنّ من وظائف رأس المال المساهمة في احتضان ودعم المبدعين. لكنه لا ينكر ما أثارته هذه المكافآت المالية من خصومة وتدافع بين من سمّاهم (صائدي الجوائز)، وأرجع هذه الظاهرة إلى الوضع المزري للروائي والشاعر والمبدع العربي عموما. واعتبر أنّ الخروج بالمبدع من هذا الوضع هو من بين وظائف هذه الجوائز الأدبية. كما تساءل المبخوت عن الرهانات المستقبلية لهذه الجوائزومنها بناء مشروع ثقافيّ حداثي تحرري بأن تصبح هذه الجوائز ذات بعد مؤسسيّ مستقلّ عن رعاتها، وأن يكون لها تصورّ واضح يساهم في مشروع التنمة الثقافية كما كانت عليه مجلة آداب ومجلة شعر مثلا. وقد أثارت المداخلة رغم قصرها حفيظة الحاضرين، فكانت تدخلاتهم وتساؤلاتهم مثرية لموضوع اللقاء، ودالّة على مدى راهنيّة هذا الموضوع وأهميّته بالنسبة إلى المثقف العربي. هذا وقد حضر اللقاء الفكريّ الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، فضلا عن سفيريْ الجمهورية التونسية والمملكة المغربيّة إضافة إلى نخبة من الجالية التونسية المقيمة في البحرين ووفد من المثقفات السعوديات وعدد كبير من مرتادي مركز الشيخ إبراهيم.
مشاركة :