الروائي التونسي شكري المبخوت: الثورة فكت قيود المبدعين

  • 2/18/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

المبخوت يعرب عن سعادته بتتويجه بجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب، معتبراً أنها مختلفة عن الجوائز الأخرى التي نالها لأنها ذات طابع أكاديمي.العرب  [نُشر في 2018/02/18، العدد: 10904، ص(1)]المبخوت: ضريبة الحرية تلزم الكاتب بأن يطور ويجود كتاباته تونس- قال الروائي التونسي شكري المبخوت إن الثورة في بلاده حررت جميع الكُتاب، لكنها ألقت عليهم مسؤولية كبرى. وأوضح أن الكتابة في سياق الحريات أمر مختلف تماماً عن الكتابة في سياق قيود. وبرر ذلك بأن هناك بعض الكتابات قبل الثورة كانت تحمل بعض النقد لمنظومة الاستبداد أو لمظهر من المظاهر في تونس، بينما كان الجانب الفني يعتبر ثانوياً. وتابع “لكن الآن، أمام الجرأة، التي قد يبديها الكاتب لم يعد ذلك ممكناً، وأصبح الرهان على قدرته فعلاً على أن يبدع، بحسب قواعد الفن الذي يكتبه، سواء كان شعراً أو مسرحاً أو رواية. وأوضح المبخوت أن ضريبة الحرية أكبر لأنها تلزم الكاتب بأن يتعمق بموضوعه ويطور ويجود كتاباته. وشكري المبخوت مواليد سنة 1962، باحث وروائي حاصل على دكتوراه الدولة في الآداب، وكتب عديد المؤلفات الأدبية بينها “الطلياني”، “السيدة الرئيسة”، و”باغندا”، بالإضافة الى عديد الدراسات والكتب البحثية والنقدية. ونال سنة 2015 الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” عن رواية “الطلياني”، ويشغل حاليا منصب مدير معرض تونس الدولي للكتاب في دورته 34 (حكومي). ثورة حقيقة وفي سياق آخر، أعرب المبخوت عن تفاؤله بمستقبل البلاد، الذي جاء كنتيجة لثورة حقيقية، باعتبارها غيرت الكثير، وارتقت بتونس إلى مصاف أعلى، ورهانات أكبر ومشاكل أكثر لأن الارتقاء ليس إيجابيا مطلقا. ودعا النخب المثقفة، التي لا تعتبرها ثورة، أن تراعي عفوية الجماهير التي تحركت وعرضت صدورها للرصاص وضحت واستشهدت. وفي الفترة من 17 ديسمبر 2010، و14 يناير شهدت تونس ثورة أطاحت برأس النظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى. وفي تعليقه على الأوضاع الحالية في البلاد، اعتبر المبخوت أنها “انتقالية” فيها الكثير من الترددات والمخاوف والكثير من العجز أيضا على مواجهة المشكلات. وتابع قائلا “لكنني أراها شخصياً ضمن ديناميكية تشهدها جميع الثورات وأن هذه الديناميكية ستفرز شيئا… بل بدأت تفرز شيئاً جديداً”. وأكد أن المشكلات ذات طابع اقتصادي خاصة في الحديث عن التنمية وضغوطات صندوق النقد الدولي، أو عن الفساد أو التهريب، لذلك لا بد من جرأة سياسية لمواجهة هذه المشاكل. وتابع″مادام النمط الليبرالي المتوحش هو المسيطر على منوالات التنمية في جل بلدان العالم، فإن المطلوب هو استثمارات كبرى لتشغيل الشباب ولدفعهم أكثر كي يروا بصيصا من الأمل في الأفق”. واعتبر المبخوت أن القضية ليست اقتصادية أو سياسية بالأساس وإنما تقنية فقط متعلقة بالاستثمارات. ودعا الغرب إلى الكف عن “نفاقهم” لأنهم كانوا يقولون لنظام بن علي (2011 -1987) إن مزيداً من الحريات والديمقراطية تعني المزيد من الاستثمارات، أما الآن فتونس لديها فائض من الحريات ولا يوجد الاستثمار. جائزة الملك فيصل وأعرب المبخوت عن سعادته بتتويجه بجائزة “الملك فيصل” العالمية للغة العربية والأدب، معتبراً أنها مختلفة عن الجوائز الاخرى التي نالها لأنها ذات طابع أكاديمي وهي تتويج لمجموعة من الكتابات وليست لكتاب واحد. وأكد أن مثل هذه التتويجات تجعل الكاتب دائما مبتهجا لأسباب مادية بالإضافة الى الاعتراف المعنوي والأدبي لمجمل الأعمال التي يقوم بها الكاتب. وحصل المبخوت، مطلع العام الجاري، على جائزة “الملك فيصل” العالمية للغة العربية والأدب والتي اهتمت بموضوع “الدراسات التي تناولت السيرة الذاتية في الأدب العربي”. وجاء تتويجه عن الإصدارات الثلاثة التالية: “سيرة الغائب، سيرة الآتي: السيرة الذاتية في كتاب “الأيام” لطه حسين، و”أحفاد سارق النار: في السيرة الذاتية الفكرية”، و”الزعيم وظلاله: السيرة الذاتية في الأدب التونسي”. قراءة الرواية في تونس وحول واقع الرواية في تونس بعد الثورة، قال شكري المبخوت إنه لمس مساحة من التطور خاصة لدى الشباب، عبر لقاءات عديدة في نواد أدبية ومن خلال نسب المبيعات في المكتبات الكبرى. وأوضح أن “الكتاب في تونس لم يكن من قبل ثانوياً والآن أيضا ليس أمراً ثانوياً ولن يكون”. وتابع أن تونس كانت تنتج في حدود 20 رواية باللغة العربية سنوياً قبل الثورة وهو رقم ضعيف، والآن أصبحت تنتج بين 45 و50 رواية سنويا. وأكد أن التراكم وكثرة الإنتاج هو الذي سيقرر النوعية الجيدة في الكتابة من غيرها. وأضاف أن هناك أمرين مقلقين في صناعة الكتاب في البلاد الأول يتمثل في مشكلة الإبداع لإيجاد نصوص قوية في الجانب الأدبي. والثاني يكمن في ضرورة التنوع في المنتج لأنه دائما كل كاتب يحلم بإنجاز كتاب العمر، لكن لا بد أيضا من وجود كتابات بحسب ما يريده القارئ والتي تسمى بالكتاب التجاري، وفق المبخوت. وتابع ” ربما لا يوجد به الجهد الفني المطلوب في أعمال راقية وإنما ضروري لترسيخ عادة القراءة وجلب القراء وتوسيع قاعدة المطالعة”. وعن إصداراته الجديدة ، قال المبخوت إن الجديد هذه المرة سيكون فكريا وليس أدبيا وسيصدر في أقل من شهر. وفضل الاحتفاظ بعنوانه وفكرة موضوعه مكتفياً بالقول إنه سيثير ضجة كبيرة من حيث الموضوع.

مشاركة :