كانت هذه العائلات داخل الرمادي قبل يوم واحد فقط، غير متأكدة مما تحمله لها الأيام، واليوم، أفرادها مرهقون ويشعرون بالبرد، ولكنهم على الأقل بأمان إلى حد ما… تعد هذه العائلات – وهي بالمئات - من المحظوظين، فالمسؤولون العراقيون يقولون إن هناك ألف عائلة على الأقل ما زالت عالقة في الرمادي، تستخدم كدروع بشرية من قبل داعش لإغلاق المنطقة الشرقية من المدينة، وإبطاء هجمات الجيش العراقي. هذا المخيم في محافظة الأنبار، بني لتجميع كل العائلات التي كان الجيش العراقي يأمل بإنقاذها من داخل الرمادي. ولكن مازالت الكثير من الخيم فارغة، ولكنهم يأملون بإنقاذ المزيد من العائلات لتملأها. تقول ندى إن داعش قد أخذ زوجها ووضع السيف على عنقه، ولكنه، كما تقول، استطاع انقاذهم وحال دون أن يكونوا ضمن العائلات التي أُخذت إلى شرقي المدينة واستخدمت كدروع بشرية. استطاع زوج ندى الهروب من داعش، ولكنه الآن برفقة الكثير من الرجال الذين خرجوا من الرمادي، قيد الاستجواب من الحكومة العراقية. وإلى أن يرجع، لن تشعر ندى بأن هذا الكابوس قد انتهى حقاً. تغرب الشمس ويتجمع الرجال حول النار، فالبرد قارس وهم لا يملكون إلا الملابس التي يرتدونها. ولكن وجودهم هنا وشعورهم بالأمان يكفي.
مشاركة :