أكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، الثلاثاء، أن وحدة المقاومة المسلحة في إطار غرفة العمليات المشتركة، هي خطوة ضرورية حققتها إرادة الشعب الفلسطيني، مطالبًا بتقويمُها وتطويرها، وتحويلها إلى جبهة مقاومة وطنية موحدة. وقال مزهر “منظمة التحرير هي ممثلنا الشرعي والوحيد الذي سنحافظُ عليه ونحميه ونمنعُ التفرّدَ فيه أو التغوّلَ عليه أو تشكيلَ بديل عنه، ويجب إعادةَ الاعتبار له ولدورره الوطني والتخلص من نهج الهيمنة والتفرد والإقصاء”. وأكد على أن أهمية تحرير الأسرى من سجون الاحتلال وهو التزام وواجب وطني وأخلاقي، ولتحقيق هذا الالتزام لا خطوط حمراء أمام المقاومة لانتزاع حريتهم. وأضاف مزهر في كلمة له خلال مهرجان إحياء ذكرى استشهاد القائد الفلسطيني أبو علي مصطفى الـ21 في مدينة غزة، أن أى قيادة سياسية لا تستطيع الامتثال لإرادة شعبها في الوحدة لا تستحق موقعها، وعليها مراجعة ذاتها، وعلينا محاسبتها. وأوضح قائلا “عنوان هذه الوحدة هو برنامج وطني لمواجهةِ الاحتلال، والتخلي عن اتّفاق أوسلو الكارثي، والمضيّ تجاه تشكيل مجلس وطني فلسطيني منتخب يعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني”. وقال إن حقوق ذوي الشهداء والأسرى خط أحمر، لا يمكن السكوت أو الصمت أمام سياسات العبث، التي قسمت شهداءَنا وأسرانا زمانيًّا ومكانيًّا، وعبثتْ بحقوقِهم المعيشة والمدنية، التي يجب أن تتوقف، ويتم الإفراج عن حقوقهم في أسرع وقت. باعتبار هذا الحق غيرَ قابل للمساومة أو التجزئة. واستطرد “بعد مرور واحدٍ وعشرين عامًا على رحيل القائد أبو علي مصطفى، تأتي هذه الذكرى الأليمةُ في ظروفٍ صعبةٍ وقاسية يمر بها شعبُنا الفلسطينيّ في ظل هجمة إسرائيلية شرسة، وفي ظلّ تطوراتٍ عربية وإقليمية ودولية كان لها تداعياتُها على الوضع الفلسطيني”. وشدد مزهر على أن غزة لم تعد وحيدة، ولم يعد الاحتلال قادر على الاستفرادِ بجنين أو نابلس، ولم يعد المستوطنون قادرون على الدخولِ لمدنِ الضفةِ ومخيماتِها، أو محاولاتِ جنودِ الاحتلالِ الاستفرادَ بأهلِها، أو تسييرِ مسيراتِ الإرهاب في القدس، دون أن يستنفر شعبُنا بكل مكان في وجه هذا الإرهاب. وذكر :” رغمَ إنجازات معركة سيف القدس في توحيد ساحاتِ الوطن في حراك ميداني، إلّا أننا فشلنا جميعًا في إيجاد جسم نضالي موحَّد على امتدادِ فلسطين، وفي مواقع وجود شعبنا في الداخلِ والخارج”. وخاطب مزهر السلطات الحاكمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالقول ” إنّنا نريدُ منكم سياساتٍ وإجراءاتٍ لا تشكّل عبئا على شعبنا، وتضع كلّ الموارد في خدمةِ الناس وصمودهم، خاصّةً في حوزةِ أفقر الناس وأكثرهم نضالًا،..، سياساتِكم أقلُّ ما يقالُ عنها: إنّها خاطئة، وتسهمُ في تقويضِ صمودِ شعبِنا وكشفِ ظهرِه”. واضاف، إن عدم قدرة الحكوماتِ على مواجهة هذا الواقعِ المعيشي الكارثي ترك آثارًا سلبيّةً على حياة الناسِ الذين باتوا ينظرون لتصاريحِ العملِ عند الاحتلالِ منقذًا لهذا الوضعِ الكارثيّ، فمن يتحمّلُ مسؤوليّةَ أن يكونَ المنسّقُ هو الحلُّ للأغلبيّةِ من أبناءِ شعبِنا؟. ودعا الحكومات الى تعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني على أرضه وتوفير متطلبات الصمود لهم وهو ما يتطلب من الحكومات ومعها الفصائل والقوى المجتمعيّة مسؤولياتهم للوصول إلى هذا الهدف.
مشاركة :