ودّع لبنان سنة 2015 بغصّة ينطبق عليها قول رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تنذكر وما تنعاد ، لأنها حفلت بالتعطيل الرئاسي والنيابي والحكومي وبالأحداث الأمنية الدامية والتفجيرات ، وكانت كارثية بكل المعايير لولا حدث الإفراج عن العسكريين ال 16 لدى جبهة النصرة ديسمبر الماضي، ويستقبل السنة الجديدة على أمل أن تكون فاتحة خير كما طلائعها الأولى من خلال العاصفة الثلجية التي وصلت أمس ، بغية حل الأزمات كافة، وتفعيل العمل الحكومي وفتح باب المجلس النيابي للتشريع، ومفتاحها إنهاء الفراغ الرئاسي المتمادي منذ 587 يوماً على التوالي. وتتوجه الأنظار إلى جلسة السابع من الجاري لانتخاب الرئيس وما إذا كانت ستكون كسابقاتها من دون نصاب دستوري ، وسيدخل البلد مجدداً في مرحلة انتظار مع تعثر التسوية الرئاسية التي طرحها رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري وينتظر أن يعلنها رسمياً، ويجدد بالتالي ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية للرئاسة ، رغم معارضة الكتل المسيحية الأساسية ، لاسيما التيار الوطني الحر الذي لا يزال على موقفه الرافض لهذه المبادرة ، وكذلك حزب القوات اللبنانية الذي يتجه رئيسها سمير جعجع إلى طرح مبادرة مضادة تتمثل بترشيح العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية كاحتمال مطروح وقائم، فيما يدرس حزب الكتائب الموقف بدقة. وفي هذا الإطار، لا يزال بري عند رأيه، أن مشكلة الرئاسة في لبنان هي مسيحية مسيحية، حيث لفت إلى أنه عندما يتفاهم الموارنة بين بعضهم بعضاً لحل المشكلة الرئاسية ينتهي الأمر، وقال: صحيح أن انتخاب الرئيس هو مسؤولية مجلس النواب، لكننا اليوم نقوم بمراعاة للخصوصية القائمة، وأبدى خشيته من دخول المنطقة في أحد سيناريوهات ثلاثة: إما التقسيم أو التفتيت أو إعادة النظر باتفاقية سايكس بيكو. إلى ذلك، توقعت مصادر مطلعة أن يشهد الأسبوع الأول من الشهر الحالي اتصالات مكثفة لتنشيط عمل الحكومة على اعتبار أن هناك أكثر من 700 بند جرى تأجيلها منذ تعطيل جلسات مجلس الوزراء وهذا ما اتفق عليه أركان الحوار الوطني، بحيث سيصار إلى إعادة الآلية التي كانت معتمدة في المرحلة الأولى بعد تشكيل الحكومة والقاضية بعدم السير بأي بند يعترض عليه مكونان أو أكثر من مكونات الحكومة. أمنياً، أطلق الجيش اللبناني النار على إرهابي فقتل على الفور أثناء محاولته التسلل إلى أحد مراكز الجيش في وادي عطا في عرسال لتنفيذ عملية إرهابية عشية رأس السنة، ودهمت دورية من الجيش بلدة العماير في وادي خالد الحدودية الشمالية، وأوقفت سورياً للاشتباه بانتمائه إلى مجموعة إرهابية. كما أوقف الأمن العام لبنانياً لانتمائه إلى جبهة النصرة الإرهابي . وأطلقت المضادات السورية عند الضفة السورية لمجرى النهر الكبير في الشمال أمس النار باتجاه مروحية عسكرية للجيش اللبناني ، كانت تقوم بجولة في منطقه سهل عكار. وأفيد عن إصابة المروحية وأن الطيارين تمكنا من العودة بها إلى قاعدة القليعات الجوية. على صعيد آخر، أكد وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي في حديث صحفي أنهما تبلغا رسمياً أنّ الهبة السعودية للجيش اللبناني وضعت على سكة التنفيذ وباتت قيد التصنيع ، تمهيداً لجدولة عملية تسليم الأسلحة الفرنسية تباعاً إلى لبنان.
مشاركة :