رندة تقي الدين: معضلة تخفيض أوبك الإنتاج وعدم تلبية مطلب الحليف الأمريكي

  • 8/30/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان للعالم ان أوبك+ قد تخفض انتاجها لان ليس هناك علاقة بين أسواق الورقية المستقبلية والسوق النفطية الفعلية. وبعد ان أدى تصريحه وهو وزير الدولة الأهم من حيث انها المصدر الأكبر في مجموعة أوبك+ الى ارتفاع سعر النفط تراجعت أسعار البرنت في لندن قليلا الى ١٠٤.٢٨ دولار للبرميل بعد ان صعدت يوم الاثنين ب٤،١ في المئة في اكبر زيادة منذ شهر. فتهدئة الأوضاع في العراق البلد النفطي الثاني في أوبك حيث تصدير النفط لم يتأثر بالاحداث السياسية والتطورات على الأرض اذ يصدر العراق طاقته التصديرية وهي ٣،٥ مليون برميل في اليوم. أيضا اندلاع حروب بين الميليشيات في ليبيا لم يؤثر حتى الساعة على الإنتاج النفطي. وزيادة البنوك المركزية أسعار الفائدة يعكس تخوف من تباطؤ اقتصادي عالمي مع انخفاض الطلب على النفط. فأدت هذه العوامل الى تراجع سعر النفط مع عودة محتملة للنفط الإيراني الى الأسواق ولو انها ما زالت غير مؤكدة اذا تم الاتفاق حول الملف النووي الإيراني بين ايران والولايات المتحدة. كل ذلك ساهم في تراجع سعر النفط. الا ان هذا التراجع ليس كبيرا لأن الأسواق تنظر الى ما تفعله أوبك+ يوم اجتماعها الشهري في ٥ أيلول وما اذا كان حجم التخفيض الذي توعد به الأمير عبد العزيز سيكون كبير او انه سيكون بكميات قليلة جدا لاختبار السوق. فمن الواضح ان دول أوبك+ لا تريد أسعار نفط اقل من مئة دولار للبرميل . والملفت ان روسيا تمكنت من زيادة صادراتها النفطية ومشتقاته رغم عقوبات أوروبا وأمريكا على نفطها منذ غزوها لأوكرانيا. واستفادت من ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير. فنقلت وكالة بلومبرغ عن ايلينا ريباكوفا مسؤولة اقتصادية في معهد المال العالمي ان موسكو تعوم بالمال النقدي اذ ان روسيا ربحت ٩٧ مليار دولار من مبيعاتها للنفط والغاز في يوليو هذه السنة منهم ٧٤ مليار دولار من النفط اذ ان البلد صدر ٧،٤ مليون برميل في اليوم من الخام والمنتوجات مثل الديزيل والغازولين يوميا في يوليو وذلك حسب وكالة الطاقة الدولية اقل ب٦٠٠ الف برميل في اليوم فقط منذ بداية السنة . زادت دول في آسيا والشرق الأوسط مشترياتها من النفط والمنتوجات الروسية رغم تقليص أوروبا مشترياتها من النفط الروسي خصوصا ان روسيا قدمت تخفيضات كبرى للحفاظ على مستوى صادراتها ولمنافسة نفوط الخليج التي هي اغلى من النفط الروسي. تجدر الإشارة الى ان في حال تم الاتفاق بين ايران والولايات المتحدة حول الملف النووي الإيراني ورفعت العقوبات النفطية عن ايران فهناك ٩٨ مليون برميل من النفط الإيراني الذين تم تخزينهم في الناقلات على البحر قرب الصين بإمكانهم ان يصلوا الأسواق فور رفع العقوبات عن ايران . فكل هذه الاحتمالات ترجح تقليص أوبك الإنتاج لكن السؤال باي مستوى والموضوع مطروح للمناقشة بين وزراء أوبك+ في طليعتهم الدولتين الكبيرتين من حيث الإنتاج السعودية وروسيا . اما كيف يدافع حلفاء الولايات المتحدة في الخليج وهم اكبر دول منتجة للنفط عن تخفيض انتاجهم خصوصا ان زيارة الرئيس الأمريكي السعودية واجتماعه بدول الخليج كانت أساسا لطلب زيادة الإنتاج للحد من سعر النفط. فتظهر دول أوبك يوم ٥ سبتمبر كيف ستحل هذه المعضلة وباي مستوى قد تخفض انتاجها.

مشاركة :