رندة تقي الدين: لا تغيير في «أوبك بلاس» رغم حرب أوكرانيا

  • 3/1/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اجتماع أوبك واوبك بلاس الشهري غدا قد يبقى على القرار الذي اتخذته المجموعة منذ اوغوستوس السنة الماضية بزيادة الإنتاج شهريا ب٤٠٠٠٠٠ برميل من النفط في اليوم للشهر المقبل أبريل رغم ارتفاع سعر البرنت في لندن إلى أكثر من ١٠١ دولار للبرميل في حين أنه بلغ مساء الاثنين ١٠٥،٧٩ دولار للبرميل. تحليق أسعار النفط والغاز سببه الحرب الروسية في أوكرانيا والعقوبات المالية الجسيمة على روسيا . ومجموعة أوبك + التي تضم روسيا لا ترى حاجة بزيادة إنتاج أكبر من ذلك لأن صعود الأسعار حاليا سببه جيوسياسي وليس نقص في الامدادات حسب تقييم الأعضاء في المجموعة . ليس صدفة أن يصدر عن مجلس الوزراء السعودي عشية اجتماع أوبك وأوبك بلاس تأكيد حرص المملكة على استقرار أسواق النفط والالتزام باتفاق أوبك+. وهو يشكل تأكيد أن المجموعة ستبقى على قرارها بزيادة ٤٠٠٠٠٠ برميل في اليوم رغم الضغوط التي تتعرض لها من الدول الغربية التي تتخوف من ارتفاع أسعار النفط والغاز في أوروبا والولايات المتحدة . عقدت وكالة الطاقة الدولية اجتماعا طارئا لاعضائها في باريس للنظر في العمل من أجل استقرار سوق النفط والغاز . وكشف مصدر في الرئاسة الفرنسية ان الرئيس بوتين تعهد لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتزامه بعدم قطع إمدادات الغاز لاوروبا وأنه حتى الآن ملتزما بهذا الوعد . وقال المسوؤل إن الحالة الراهنة بالنسبة للغاز في أوروبا غير مقلقة لأن هناك احتياطي منه ولكن ليس بأقصى الكميات ولكن أوروبا تأخذ احتياطاتها حول الموضوع وحول أسعار الطاقة لذا اتصل ماكرون بولي العهد السعودي آملا أن تزيد السعودية الإنتاج من أجل التصدي لصعود الأسعار كما أنه تحدث مع أمير قطر ورئيس أذربيجان علييف بالنسبة لزيادة كميات الغاز إلى أوروبا . فلا شك أن الحرب الروسية على أوكرانيا والعقوبات المالية التي فرضت بسرعة على روسيا قد قسمت العالم إلى الذين يراعون مصالحهم مع روسيا والآخرين الذين يعاقبون الهجوم الروسي على أوكرانيا دولة ديموقراطية موجودة في القارة الأوروبية . عدد كبير من الشركات الأوروبية والعالمية مستثمرة في روسيا منها توتال اينيرجي الفرنسية التي تملك ١٩ في المئة من الشركة النفطية الروسية نوفاتيك. و ٣٠ في المئة من إنتاج توتال اينيرجي من الغاز مصدره روسيا مع١٦،٧ في المئة من النفط والغاز وحسب رئيس للشركة الفرنسية باتريك بوياني ٣ إلى ٥ في المئة من اعمال الشركة في روسيا مستوى يمثل رقم اعمال بـ ٦ الى ١٠ مليار دولار . حتى الآن لم تعلن الشركة أي شيء عن نواياها، أما روزبنك الروسية التي هي تاسع مصرف في روسيا فهي أيضا تابعة للمصرف الفرنسي سوسييتي جنرال ولكنها ليست ضمن المصارف التي استبعدت عن نظام السويفت للتحاويل . البريطانية للنفط BP أعلنت عن خروجها من روسيا، فهي تملك خمسة في المئة من روزنفت اكبر شركة نفط روسية وشيل SHELL أيضا أعلنت عن خروجها وهي تملك ٢٧،٥ في المئة من مشروع ساخالين ٢ للغاز الضخم لشركة غازبروم الروسية. العقوبات على روسيا وإن لم تستهدف قطاع الطاقة تجنبا لنقص في الامدادات تشكل خطر على كل هذه الشركات المرتبطة بروسيا وعقوباتها المالية والمصرفية. اكسون موبيل Exxon Mobil تعمل في روسيا منذ ٢٥ عام وفيتاويل Vitoil وترافيغورا Trafigura لديهما حصص في مشروع نفط القطب الشمالي لروزنيفت الروسية. فمصالح شركات أوروبية وأمريكية عملاقة ضخمة في روسيا والعقوبات الغربية الصارمة خصوصا المالية على روسيا ستضع كل هذه المصالح في خطر. إلا أن رغم ذلك استطاع هجوم بوتين على أوكرانيا توحيد دول الاتحاد الأوروبي ودول الحلف الأطلسي وأعاد الاهتمام الامريكي بأوروبا و هو ما جعل أكثر من مسوؤل أوروبي يقول إن مجمل الدول الأوروبية لن تخرج من هذه الأزمة مثلما دخلت فيها إذ إن القارة الأوروبية ستكون منقسمة مع طلاق مع روسيا بوتين يجبر الدول الى مراجعة صيغ التضامن الأوروبي بين مختلف دول القارة. باريس

مشاركة :