الجدية والهدوء أحد صفات الناجحين

  • 1/1/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

•• كان واحداً من أولئك العصاميين الذين بنوا حياتهم طوبة طوبة وبهدوء يكاد يكون قاتلاً.. فتل حياته بخيوط من غزل ذلك الصوف العصي على “الانكاث” فهو لم يذهب الى ملذات الحياة وبهرجها.. بل الى كل ما هو جاد.. فانغمس في بوتقة صنع الرجال الذين بنوا حياتهم بذلك “الصوان” الخلقي الذي جعل على خطواتهم ذلك السياج الغارق في الصلاح والمتمم لتلك الصورة التي كان يترسمها صورة الرجل المستقيم فأصبح من أولئك الذين لو تأمنه على قنطار لأداه إليك بكل أريحية وشمم. كان صبوراً في تعاملاته لا يستعجل في الوصول الى ما يطمح إليه.. انه دؤوب في عمله في صمت ونشاط فيصل الى ما يرنو اليه وهو في قمة رضاه وقدرته على النجاح فيما أوكل إليه لكونه وصل إليه بعد أن عجنه وخبزه بإتقان فيقف أمام طابونة فرن النجاح بكل يقين. -2 – •• وإذا كان للصمت من ميزة فهو خير من أتبع هذه الميزة فلا تراه يخطف الكلام من الآخر مع جهالة ذلك الآخر فيما يتحدث عنه أو فيه، كان صمته عن كلمة تعلمها بالفطرة بأن الإنسان سيد الكلمة التي لم يطلقها.. لهذا تراه في أي مجتمع يذهب إليه يكاد أن يجعلك تقول أنه نسي لسانه في منزله.. لندرة ما يتحدث عنه.. مع امكانية أن يكون واحداً من المفوهين في شتى المعارف.. سواء كانت شعراً أو نثراً أو اقتصاداً، وبالذات في مجال الطاقة والنفطية على الخصوص.. إنه واحد من شباب البلاد الذين حملوا المسؤولية بكل ما لها من صعوبة وتحتاج إلى متن قوي للقيام بها على الوجه المطلوب.. يعمل ذلك دون الالتفات الى أي مكاسب ذاتية مهما كانت تلك المكاسب سهل الوصول إليها.. وتلك قمة العفاف.. -3 – •• اتخذ من وحدته التي لاذ بها كثيراً من التدريب النفسي في اعمال التفكير والتفكر فصاغ حياته بالتروي والهدوء وأبعدها عن التسرع او التسارع الذي كم – أزلق – البعض وراح بهم الى متاهات ما كانوا يصلون إليها لو أنهم تريثوا قليلاً كما كان قد فعل هو. كان صاحب القرار الناتج عن طول امعان قبل اتخاذه فيأتي في وقته ومكانه ومعقوليته أيضاً.. كل ذلك يأتي دون البعد عن روح العطف والسماح عند اتخاذه أو التلكؤ في الاقدام إليه كل ذلك لديه دون فقدانه لتلك السلاسة التي تغلف ذلك القرار الذي توصل الى الأخذ به.. وهذا ينم عن قدرة قيادية تبدو لمن يلحظها بانها قدرة ناعمة ولكنها جادة كل الجدية. -4 – •• كان في وحدته تلك يمارس لعبة “الشطرنج” وتلك لعبة تعتمد على – الفكر – وعلى الهدوء في نقل “البيادق” بشكل سليم كل ذلك انعكس على تصرفاته في مقتبل العمر وعند توليه لمسؤولياته العملية.. كأنه طبق ما كان يمارسه على رقعة الشطرنج على مساحة إدارته للعمل.. يحسن تحريكه لتلك الأدوات.. وتلك هي مسؤولية المسؤول الذي يؤمن بأهمية مسؤوليته تجاه ما يقوم به من عمل.. يريد منه تحقيق النجاح مع سلامة التصرف وتلك من علامات الإنسان الناجح وهي أحد صفات عزيزنا محمد أحمد مشاط.

مشاركة :