• قليلون هم الناس الذين تشعر بانهم قريبون منك رغم تباعد المسافة بينك وبينهم. •• وفي مقدمة هؤلاء هم الطيبون.. والأنقياء من الداخل. •• هؤلاء الناس الصافية نفوسهم والرقيقة مشاعرهم لا تمتلك الا ان تضعف امامهم حتى وان غضبوا أو اخذوا على خواطرهم منك.. لان اقل كلمة تؤثر فيهم وتبلسم جراحهم وتعيد الى نفوسهم الراحة بسهولة شديدة.. •• من هؤلاء البشر بل وفي مقدمة من عرفت في حياتي.. فقيد الصحافة واحد المجاهدين المبكرين في رحابها الاستاذ عبدالله عبدالتواب حسنين. •• هذا الزميل الطيب القلب الذي رحل الى بارئه يوم الاربعاء الماضي.. دون ضجيج وبكل هدوء.. عرفته منذ بداياتي الاولى في جريدة المدينة المنورة في العام 1385هـ ثم عرفته بعد ذلك اثناء عملي في جريدة البلاد.. وكذلك في جريدة عكاظ. •• لقد كان مناضلاً بحق.. حيث حفر بأظافره في صخرة العمل الصحفي الاخباري من أقدس البقاع وأطهرها.. وكان يملك قدرة وجلد نادراً في متابعة ما يبعث – للصحيفة دون كلل أو ملل لانه يعشق عمله.. ويحرص على نشر كل ما يبعث به.. بعد ان يكون قد تعب على توفيره ليس فقط من جامعة ام القرى التي يعمل فيها.. وانما من كل دائرة وجهاز وزقاق وشارع التقط عناصره.. ومرتاديه. ** هذا النوع من المجاهدين الحقيقيين الاول في عالم الصحافة السعودية.. قد لا تنصفه الصحافة.. وقد لا يتذكره الناس وقد ينساه حتى اقرب المقربين اليه من الذين ساهم في تقدمهم لمهنة الصحافة – كما هي حال الدنيا – واخشى ما اخشاه ان ينساه المؤرخون لمراحل تتطور صحافتنا (كمخبر متميز) ثم كمحرر يملك الجلد والمثابرة التي افقتدها الكثيرون من المتعجلين في بلاط مهنة المتاعب. •• اخشى كل ذلك لان المرحوم واسكنه فسيح جناته ما كان يأبه بالمظاهر واهتمامه بنشر مواده.. وخدمة المرافق أو الاشخاص الذين اراد ابراز جهودهم.. او اللقطة التي لفتت نظره اثناء عبوره الشارع العام.. •• لقد حزنت كثيراً.. عندما ابلغني الزميل خالد الحسيني بخبر وفاة هذا الرجل الإنسان وتذكرت على الفور كثيراً من خصائصه ومناقبه.. وفي مقدمتها طيبة قلبه وصفاء نواياه، وعشقه اللامتناهي للمهنة.. عدم اكتراثه للتعويض المادي. •• ويكفي انه كان يقطع الطريق من مكة الى جدة أكثر من مرة في الأسبوع الواحد ليوصل مواده.. أو يتابع نشر ما يقدمه الينا.. قبل أن تتوفر وسائل الاتصال السهلة من هاتف وفاكس ووسائل تواصل اجتماعي. •• رحمك الله ايها الانسان الطيب. •• جعل الخير كل الخير لك في ابنائك واهلك.. وفي الأوفياء الذين عرفوك.. واحبوك.. وتألموا لحظة سماع خبر وفاتك وما أكثرهم بكل تأكيد. ضمير مستتر •• قليلون هم الطيبون الذين نحبهم.. ونظل نتذكرهم أو اقتربوا منا.. او ابتعدوا عنا. هاشم عبده هاشم
مشاركة :