فرنسا تعاني تدفقاً مفرطاً للسياح

  • 8/30/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعاني فرنسا هذا الصيف تدفقا مفرطا لعدد الزوار على المواقع السياحية المختلفة، ما استدعى اتخاذ إجراءات تنظيمية. تترافق عودة النشاط السياحي مع مبادرات تهدف إلى تجنب الاكتظاظ في مواقع معينة، بينها مثلاً إلزامية الحجز المسبق للسباحة في الخلجان المحاطة بالصخور، وحظر ركن المنازل المتنقلة في مواقع معينة، وإبعاد مواقف السيارات عن مسارات رحلات المشي. الإجراء الذي أثار الضجة الإعلامية الأكبر كان الحد، لأول مرة، هذا الصيف من عدد الزائرين إلى اثنين من الخلجان المتوسطية في مدينة مرسيليا (جنوب شرق). وقد بات الوصول إلى هذين الموقعين، اللذين تحدهما المياه الفيروزية، في متنزه طبيعي غني بالتنوع البيولوجي لكنه يعاني تبعات التعرية، يتطلب حجزاً مسبقاً. لكن مع انتعاش السياحة، التي تعود تدريجياً إلى مستويات عام 2019، قبل انتشار وباء «كوفيد-19»، واجهت مواقع عدة تدفقاً من السياح اعتُبر خارج السيطرة، وتعتمد لمواكبة هذا الوضع تقنيات كان يُعتقد أنها محصورة بمدن مثل البندقية أو برشلونة. من الأدلة السياحية، إلى مواقع مرتبطة بنجاحات سينمائية، مروراً بتأثير شبكات التواصل الاجتماعية، تتعدد أسباب الاكتظاظ السياحي، الموقت أحياناً، في بعض الأماكن. وللتعامل مع هذه "السياحة المفرطة"، "هناك حلان"، "إما الحظر أو التنظيم". لكن الحظر الكامل للزيارات السياحية، على غرار ما حصل في موقع خليج "مايا" في تايلاند، الذي وقع ضحية النجاح الكبير لفيلم "ذي بيتش" مع ليوناردو دي كابريو، ليس وارداً في الوقت الحالي في فرنسا، حيث تدرس السلطات فرض مزيد من الإجراءات التنظيمية. ويمكن أن يتخذ هذا المنحى جوانب مختلفة، وفق جان ديدييه أوربان، عالم الاناسة. يشمل ذلك نظام الحجز، كما حصل مع الخليجين المتوسطيين في مرسيليا. ويؤكد أوربان أن "المتاحف كانت أول من تبنى هذا النوع من التنظيم" الذي "أصبح جزءاً من عاداتنا، ونحن نتجه نحو هذا النوع من الأشياء". تشرح شركة "كومباني ديزالب" المشغلة للمتنزهات الترفيهية والمناطق الجبلية، أنها تختبر "في متنزهاتها في الخارج" أسلوب الحجز الإجباري لإدارة التدفق الكبير للزائرين، بينما شهدت متنزهاتها الفرنسية نمواً هذا الصيف بنسبة 20% مقارنة بعام 2019، كما يوضح مدير المتنزهات في الشركة فرنسوا فاسييه. يمكن أن تتخذ القواعد أيضاً شكل نظام الحصص. فقد فرضت جزيرة "بوركورول" الواقعة قبالة سواحل مقاطعة فار (جنوب شرق)، منذ يوليو 2021، حداً أقصى لعدد الزوار يصل إلى ستة آلاف يومياً. كما أن جزيرة "بريها" في منطقة بريتاني (شمال غرب)، والتي تستقبل في أيام معينة أكثر من خمسة آلاف زائر في المنطقة التي تعد 400 نسمة على مساحة ثلاثة كيلومترات مربعة، لم تحدد حصصاً بعد، لكنها قررت إحصاء زوارها وقياس تأثيرهم هذا الصيف، بحسب صحيفة "لو تلغرام" الإقليمية. - طرق رادعة يضيف جان ديدييه أوربان "هناك أيضاً طريقة للثني عن المجيء وفق المصطلح الجديد + demarketing + (تسويق عكسي)، وهو أسلوب توجيهي ينصح بعدم زيارة منطقة ما في أوقات معينة"، أو حتى عدم المجيء على الإطلاق. ويحذر الموقع الإلكتروني لبلدية "بريها" في هذا الإطار من الأيام التي تشهد تدفقا كبيراً للزائرين.تضم منطقة "كروزون"، الواقعة أيضاً في بريتاني، 7600 نسمة في الشتاء، و30 ألفاً في الصيف. وهي تحاول، من دون جدوى، ثني السائحين عن الذهاب إلى خليج صغير يوصف بأنه أحد أجمل الشواطئ في أوروبا، وهو مغلق الآن للجمهور. كان رئيس البلدية باتريك بيرتيلو قد قال في عام 2021 إنه يقوم الآن بـ "إعلان سلبي" عن الشاطئ. وثمة حل آخر يتمثل في "تفريق" الزائرين" من خلال "زيادة أماكن الجذب" أو توزيع الزوار على فترات زمنية مختلفة، وفق عالم الاناسة.

مشاركة :