بومباي (أ ف ب) - شهدت المصارف الهندية الجمعة لليوم الثاني على التوالي تدفق جموع تريد الحصول على عملات ورقية صالحة مما ادى الى انخفاض السيولة في عدد من الفروع واجهزة التوزيع الآلي. وفي كل انحاء الهند، تشكلت صفوف انتظار طويلة امام المؤسسات المصرفية لتبديل الاوراق النقدية من فئة 500 و1000 روبية (6،5/13 يورو) التي باتت فجأة غير صالحة للاستخدام لأنها سحبت من التداول بقرار من الحكومة هذا الاسبوع، في مقابل قطع نقدية صغيرة او الورقة النقدية الجيدة من فئة 2000 روبية. لكن ملايين الهنود اضطروا بعد ساعات من الانتظار الى المغادرة ولم يتمكنوا من تبديل اموالهم لان عددا من الوكالات المصرفية والموزعات الالية قد نفدت موجوداتها من السيولة. ففي بورصة بومباي، تراجعت اسهم المصارف الهندية. ولدى الاقفال، خسر "آي سي آي سي آي بنك" 9،99%، و"ستيت بنك اوف انديا" 2،61%، اما "ستيت بنك اوف انديا" فتراجع 2،77%. وقال سوجان هاجرا، كبير الخبير الاقتصاديين في شركة "اناند راتي سكيوريتيز" ان "الاعلان المفاجىء تسبب بحصول مشكلة للمصارف، لكن القطاع سيستفيد على المدى البعيد من سحب هذه الاوراق النقدية من التداول" الذي سيؤدي الى ارتفاع الودائع المصرفية. وتؤدي القيود التي فرضتها الحكومة على السحوبات الى تعقيد عمليات دفع الرواتب نقدا وعدا، في اقتصاد ينشط فيه قطاع كبير غير رسمي، وحيث يتم 90% من الصفقات نقدا وعدا. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال فيكران ديب سينغ سيكهون المسؤول عن زراعة الشاي في ولاية البنغال الغربية (شرق) "دفعنا رواتب حوالى 700 عامل الاثنين لكن تعذر على العدد الاكبر منهم تبديل اموالهم وهم مفلسون". واضاف ان موظفيه "باتوا غير قادرين على شراء بعض السلع الاساسية الضرورية لكل يوم". وقد فوجئت الهند التي يبلغ عدد سكانها 1،25 مليار نسمة، باعلان رئيس الوزراء مساء الثلاثاء ان القطع النقدية من فئة 500 و1000 روبية فقدت فجأة قيمتها الشرعية، وذلك لمكافحة التهرب الضريبي. واذا كانت بعض القطاعات الحساسة (المستشفيات ومحطات البنزين ومحطات الحافلات، الخ) ما زالت تقبل الجمعة الاوراق النقدية القديمة، فسيتعذر عليها بصورة قانونية قبولها ابتداء من منتصف الليل (18،30 ت غ). وطمأن البنك المركزي الهندي المواطنين، فأعلن انه وزع مبالغ كافية على المؤسسات المصرفية لتلبية الحاجات. واكد البنك المركزي الهندي "وجود اموال كافية في المصرف، وقد اتخذت كل الاجراءات حتى تصل الاوراق النقدية الى كل انحاء البلاد".
مشاركة :