جزر سليمان تقوض النفوذ الأميركي في المحيط الهادئ

  • 8/31/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

جزر سليمان تقوض النفوذ الأميركي في المحيط الهادئ كانبيرا (أستراليا) - علقت دولة جزر سليمان كافة زيارات قطع البحرية الأميركية لموانئها، حسبما أعلنت السفارة الأميركية في كانبيرا الثلاثاء، ما يضاعف القلق إزاء تزايد نفوذ الصين في المنطقة. وقالت متحدثة باسم السفارة في بيان إن "الولايات المتحدة تلقت إخطارا رسميا من حكومة جزر سليمان بخصوص تعليق جميع الزيارات البحرية في انتظار تحديث إجراءات البروتوكول". ويأتي القرار بعد أسبوع على إعلان واشنطن أن سفينة لخفر السواحل مُنعت من التزود بالوقود في هونيارا عاصمة جزر سليمان. وجاء في البيان أن "الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل لعدم تمكن سفينة خفر السواحل الأميركية من القيام بهذا التوقف المقرر في هونيارا.. سنواصل مراقبة الوضع عن كثب". وسُمح للسفينة الطبية الأميركية ميرسي بالرسو في إطار مهمة إنسانية في هذا البلد، لكن السفارة ذكرت أنها حصلت على إذن قبل بدء تطبيق التعليق. ولم يتضح بعد ما إذا كان قرار تعليق الزيارات يشمل سلاح بحرية دول أخرى من بينها أستراليا. وتقع جزر سليمان، التي يبلغ عدد سكانها نحو 700 ألف نسمة، على مسافة 2000 كيلومتر شمال شرق أستراليا. وتوترت العلاقات بين البلدين منذ عقدت جزر سليمان اتفاقا أمنيا مثيرا للجدل مع الصين قبل أشهر قليلة، رغم الدعوات التي وجهتها نيوزيلندا وأستراليا والولايات المتحدة إلى رئيس وزراء جزر سليمان، ماناسي سوجافاري، بعدم التوقيع على الاتفاق. وتصاعدت المخاوف حيال نفوذ بكين المتنامي على الحكومة في هونيارا، ووجود لعسكري محتمل في جزر سليمان لبعض الوقت في المنطقة التي تضم أيضا منطقة جوام الأميركية. والاتفاقية الأمنية مع جزر سليمان هي الأولى من نوعها التي استطاعت بكين توقيعها في جنوب المحيط الهادئ، وشكلت انتصارا دبلوماسيا مهما للصين. وحصلت جزر سليمان في التاسع عشر من أغسطس الجاري على قرض بقيمة 66 مليون دولار من الصين لتمويل تشييد 161 برج اتصالات في البلد بمبادرة من العملاق الصيني "هواوي". وهذا هو أوّل قرض تتلقّاه جزر سليمان من بكين منذ إبرام اتفاق أمني غامض بين البلدين في أبريل الماضي، إثر قطع العلاقات الدبلوماسية مع تايوان. وتعدّ حكومة جزر سليمان هذا القرض "شراكة مالية تاريخية" نُسجت بعد إعادة تفعيل العلاقات مع بكين في 2019. وتثير الروابط المالية والأمنية المتنامية بين البلدين قلق الولايات المتحدة وحلفائها، وخصوصا أستراليا المجاورة. وأشار مسؤولون غربيون إلى إمكانية أن تستخدم الصين هذا الاتفاق الأمني لإنشاء قاعدة عسكرية في البلد، وهي مخاوف دحضها رئيس الوزراء ماناسي سوجافاري أكثر من مرّة. وينصّ الاتفاق على منح جزر سليمان قرضا لعشرين عاما من مصرف الصين للتصدير والاستيراد التابع للحكومة والذي سيموّل بالكامل عملية تشييد الأبراج بمبادرة من "هواوي"، بحسب ما أعلنت الحكومة. المخاوف تصاعدت حيال نفوذ بكين المتنامي على الحكومة في هونيارا ووجود عسكري محتمل في جزر سليمان في المنطقة التي تضم أيضا منطقة جوام الأميركية وسيقام حوالي نصف الأبراج قبل انعقاد دورة ألعاب جزر المحيط الهادئ في نوفمبر 2023، بحسب الحكومة. وتسعى الولايات المتحدة إلى احتواء النفوذ الصيني المتنامي في جزر المحيط الهادئ، إلا أن ذلك لا يخلو من عقبات تقتضي، حسب محللين، تغيير الإستراتيجية الأميركية في المنطقة من التركيز على الأمن والديمقراطية إلى المواءمة بين السياسي والتنموي. ويقول محللون إن واشنطن تفطنت متأخرة إلى ضرورة تغيير إستراتيجيتها في المنطقة ومواجهة النفوذ الصيني بنفس آلياته، إذ أن الدعم التنموي والاقتصادي لجزر المحيط أدوات بكين الناعمة لترسيخ النفوذ.

مشاركة :