أنصار الصدر ينسحبون من المنطقة الخضراء بناء على طلبه والإطار التنسيقي يفض اعتصامه | | صحيفة العرب

  • 8/30/2022
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - انسحب أنصار مقتدى الصدر الثلاثاء من المنطقة الخضراء في بغداد بعد أن أمهلهم زعيمهم ستين دقيقة لوقف كل الاحتجاجات، مندّدا باستخدامهم العنف بعد مواجهات بينهم وبين القوى الأمنية وأفراد الحشد الشعبي أسفرت عن مقتل 23 منهم خلال 24 ساعة. وفور بدء الانسحاب، أعلن الجيش رفع حظر التجوّل الذي أعلنه الاثنين في البلاد، الغارقة في أزمة حادة سياسية واقتصادية منذ الانتخابات النيابية التي جرت في الحادي والعشرين من أكتوبر 2021. وبدأت المواجهات التي استخدمت فيها الأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية الاثنين بعد نزول أنصار الصدر إلى الشوارع غاضبين، إثر إعلانه اعتزاله السياسة "نهائيا". وتلت ذلك فوضى عارمة تطورت إلى اشتباكات عنيفة. وقال الصدر في مؤتمر صحافي عقده في النجف "إذا لم ينسحب كل أعضاء التيار الصدري خلال ستين دقيقة من كل مكان، حتى من الاعتصام، أنا أبرأ منهم... بغض النظر عمن كان البادئ أمس (الاثنين)، أمشي مطأطأ الرأس وأعتذر للشعب العراقي الذي هو المتضرر الوحيد مما يحدث". وأضاف "أنا أنتقد ثورة التيار الصدري... بئس الثورة هذه... بغض النظر عمن هو البادئ. هذه الثورة ما دام شابها العنف، ليست بثورة". وفور انتهاء ندائه، بدأ أنصاره ينسحبون من المنطقة الخضراء في العاصمة التي تضمّ المؤسسات الرسمية والسفارات وتعتبر محصنة أمنيا. وسكت صوت السلاح. ووقعت المواجهات بين "سرايا السلام" التابعة لمقتدى الصدر من جهة، وقوى أمنية وفصائل من الحشد الشعبي موالية لإيران تشكل جزءا من القوات العراقية الرسمية. وقتل خلال المواجهات في المنطقة الخضراء 23 من أنصار الصدر بالرصاص، وفق مصدر طبي. وجرح 380 آخرون. وأشاد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الثلاثاء بدعوة زعيم التيار الصدري إلى وقف العنف، مؤكدا أنها "تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي". وقال الكاظمي في تغريدة عبر حسابه على تويتر إن كلمة مقتدى الصدر "تحمّل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني والشروع في الحوار السريع المثمر لحل الأزمات". وثمّن تحالف الفتح بزعامة هادي العامري موقف رجل الدين البارز في إنهاء مظاهر العنف وسحب أنصاره من المنطقة الخضراء، داعيا الحكومة وقوى الإطار التنسيقي إلى التعاون مع التيار الصدري لتنفيذ مطالب الأخير في شكل قانوني بعيدا عن العنف أو القوة. ونقلت وكالة "شفق نيوز" عن النائب مختار الموسوي قوله إن "موقف الصدر في نزع فتيل الأزمة أثبت ولاءه وحرصه على العراق، إلى جانب أنه أجهض الفتنة الخارجية التي كادت تعصف بالبلاد". ودعا الموسوي "أطراف الإطار التنسيقي إلى التعاون مع حكومة تصريف الأعمال والتيار الصدري لتنفيذ المطالب وفقا للدستور والقانون، والتي هي جزء من المطالب المعقولة للصدريين في حل البرلمان، وإنقاذ البلاد من الفتنة الخارجية التي كادت تدخل البلاد في صراع شيعي – شيعي". وقال إن "الكرة الآن في ملعب الإطار والحكومة، وكلاهما يجب أن يبادر بالرد الجميل للصدر الذي أوعز لأتباعه بالانسحاب وإفشال المؤامرة، وعدم تهميش التيار في أي توجه مستقبلي، المفترض أن يكون بتخطيط وتنفيذ عراقي بحت". وأضاف أن "على الأطراف والقوى السياسية التي وقفت موقف المتفرج أن تبادر بحلحلة الأزمة واحتوائها كما فعل الأخوة الكرد (في إشارة إلى مبادرة الزعيم الكردي مسعود بارزاني)، إذا لو تفاقمت الأزمة لتضرر الجميع دونما استثناء، نحتاج إلى وقفة حقيقية". ورحب رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي الثلاثاء بخطاب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي دعا فيه أنصاره إلى الانسحاب من الشوارع فورا. وقال الحلبوسي في منشور على تويتر "شكرا لكم سماحة السيد مقتدى الصدر، فموقفكم بحجم العراق الذي يستحق منا الكثير". ورحبت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" الثلاثاء بإعلان الصدر ودعوته إلى ضبط النفس. وقالت في منشور على تويتر "يونامي ترحب بالإعلان المعتدل الأخير للسيد مقتدى الصدر. وكما قلنا بالأمس (الاثنين): ضبط النفس والتهدئة ضروريان لكي يسود صوت العقل". كما رحّب رئيس تحالف عزم مثنى السامرائي بموقف الصدر، وقال في تغريدة "شكرا لسماحة السيد مقتدى الصدر على موقفه التاريخي في إطفاء نار الفتنة وحماية الوطن والشعب من خطرها". وأعلن الإطار التنسيقي بالعراق الثلاثاء إنهاء الاعتصام قرب الجسر المعلق وسط بغداد، فيما أمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بفتح الجسر أمام حركة السير. وطالبت اللجنة المنظمة لاحتجاجات الإطار التنسيقي، في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية، المتظاهرين "بالعودة إلى منازلهم". وقال بيان اللجنة "نحيي صبركم وثباتكم في ساحة اعتصام الدفاع عن الدولة والشرعية طيلة الأسابيع الماضية برغم كل التهديدات". وأضاف "موقفكم الوطني الشجاع هذا يضاف إلى سجل مواقفكم المشرقة (..) فعودوا إلى منازلكم سالمين غانمين". وتابع البيان "كونوا دوما على أتمّ الجهوزية لنلبي نداء الوطن حال استصراخه لنا". وأمر الكاظمي بفتح الجسر المعلق وسط بغداد، وقالت العمليات المشتركة في بيان نقلته وكالة الأنباء، إن "القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي أوعز اليوم (الثلاثاء) لنائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول ركن عبدالأمير الشمري بفتح الجسر المعلق وسط بغداد أمام حركة السير". قتال عنيف ويطالب الصدر الذي يعتصم الآلاف من أنصاره منذ قرابة الشهر داخل مبنى البرلمان وحوله، بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة من أجل السير بالبلاد على طريق الإصلاح. ويدعو إلى "إصلاح" أوضاع العراق من أعلى هرم السلطة إلى أسفله وإنهاء "الفساد" الذي تعاني منه مؤسسات البلاد. ومنذ يوليو، ارتفعت حدة التوتر بين الصدر وخصومه في "الإطار التنسيقي" وهو تحالف سياسي يضم فصائل موالية لإيران. وفيما يتمسك أنصار الصدر المولود في 1974، بمواصلة الاعتصام عند مبنى البرلمان، اعتصم أنصار الإطار التنسيقي على طريق رئيسي يؤدي إلى أحد مداخل المنطقة الخضراء. وقررت المحكمة الاتحادية العليا في العراق إرجاء عقد الجلسة التي كانت مقررة الثلاثاء، للنظر في دعوى حل البرلمان. وبررت المحكمة قرار التأجيل بأنها لم تنظر في الدعوى المعروضة أمامها بسبب حظر التجوال، المفروض من القوات الأمنية منذ الاثنين. وأعلن تحالف "السيادة" بزعامة خميس الخنجر الثلاثاء تأييده لقرار حل البرلمان والمضي بانتخابات مبكرة في العراق. وقال الخنجر في بيان "نسعى مع القوى الوطنية المخلصة إلى مبادرة عاجلة لوأد الفتنة"، داعيا في ذات الوقت القوات المسلحة وكافة المؤسسات الأمنية إلى "مسك زمام الأمور". وشدد الخنجر على أن "الدم العراقي أكبر من كل اللوائح والمدد القانونية"، مضيفا "نعلن دعمنا لأي قرار بحل البرلمان وإعادة الانتخابات أو أي صيغة تعيد الاستقرار".

مشاركة :