مقتدى الصدر يصور نفسه مشروع شهيد

  • 8/31/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - أظهرت تغريدات سابقة لرجل الدين العراقي مقتدى الصدر ما يبدو سعيا الى تصوير نفسه "مشروع شهيد" من اجل العراق، حيث قُتل العشرات من أنصاره بالرصاص خلال الاحتجاجات على الازمة السياسية غير المسبوقة منذ 2003. وعادة ما يركز مقتدى الصدر، وهو سليل أسرة دينية عريقة، على معاني "الشهادة في سبيل الله"، ويشير الى والده محمد صادق الصدر الذي اغتيل عام 1999 في النجف. كما يسمي نفسه احيانا "حفيد الحسين" الإمام الذي قتل في القرن السابع. و"ابن الشهيدين"، في اشارة الى والده وابن عم والده محمد باقر الذي اغتيل عام 1980. كما يركز الصدر على إظهار "وطنيته" في مواجهة القوى السياسية والفصائل المسلحة الموالية لايران التي تنازعه على الحكم، وايضا يعتبر نفسه خصما للولايات المتحدة. وقال الصدر في تغريدة على تويتر الثلاثاء مشيرا الى قتلة المتظاهرين في وسط بغداد "أسأل الله أن يتوب على من حمل السلاح وأطلب منهم أن يكثروا من الإستغفار وأن لا يعودوا لمثل هذا العـمـل مستقبلا حيا كنت أم ميتا". وفي اليوم السابق كتب الصدر عن اعتزاله السياسة "الكل في حل مني. وإن مت او قتلت، اسألكم الفاتحة والدعاء". وقبل ايام من ذلك، قال ايضا "لن اجالس الفاسدين ومن يريد السوء او قتلي او النيل ممن ينتمي الينا آل الصدر". ويتحكم الصدر بالمشهد السياسي في العراق منذ انتخابات اكتوبر/تشرين الاول التي فاز فيها انصاره بأكبر عدد من مقاعد البرلمان. واتخذ منذ ذلك الحين الصدر جملة قرارات وصفت بالتصعيدية وانتهت اخيرا الى اعتزاله العمل السياسي. وذكر متابعون ان الخطوة الاخيرة لمقتدى الصدر تحمل رسالة بأنه صار زاهدا بالسياسة واقرب الى الشأن الديني الذي يتيح له تقوية نفوذه على نحو اوسع. وقال الصدر يوم الاثنين "كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية، إنني الآن أعلن الاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات المرتبطة بالتيار الصدري "باستثناء المرقد الشريف (لوالده)، والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر". وذكر معلقون على مواقع التواصل ان اعلان الصدر التفرغ للشأن الديني يلازمه الاستعداد "للشهادة" او تصوير نفسه كبش فداء او مشروع شهيد من اجل انقاذ العراقيين من ازماتهم.  وسبق لمقتدى الصدر ان اعلن اكثر من مرة اعتزاله السياسة ثم عاد عن قراره. وكان العديد من "أوامره" التي يوجهها الى انصاره مفاجئا او تصعيديا. ورغم ذلك تزداد شعبيته بين العراقيين الغاضبين من الفساد وانهيار الخدمات. وكان الصدر أول من شكّل فصيلا شيعيا لمقاومة القوات الأميركية. وقاد انتفاضتين على الولايات المتحدة مما دفعها إلى اعتبار جيشه، جيش المهدي، أكبر تهديد لأمن العراق. وفي عام 2004، أصدرت سلطة الاحتلال الأميريكي مذكرة توقيف بحق الصدر.

مشاركة :