عالم لا يتغير.. مهما حاول بعضهم!

  • 9/1/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نعلم جيدًا ان العالم والمجتمع من حولنا دومًا يتسم بالتغيير، وإلا لن تصير أو تسير الحياة، لكننا كسكان هذا الكوكب لم تتغير طباعنا، عساه يكون هذا من قبيل السليقة التي نحن مفطورون عليها، وعساه أيضًا يؤول لما ذكره ابن خلدون في مقدمته لعلم الاجتماع أن العنف والصراع نزعة طبيعية، شأنها شان الظلم والعدوان التي من أخلاق البشر. يبقى الصراع سمة لبداية أحودثة الحياة التي بدأت بالصراع بين الشيطان وأبانا آدم، ثم من بعدها بين قابيل وهابيل؛ لتكون أول جريمة سفك دم للبشر على وجه الارض. رحل عن عالمنا رحل عن عالمنا قبل نهاية أغسطس بيوم آخر رئيس لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، عن عمر ناهز 92 عاما بعد صراع طويل مع المرض.. رحل بعد صراع طويل مع المرض، رجلٌ رأي العالم بشكل آخر، قضى على الحرب الباردة، تلك الحرب التي تصف حالة الصراع والتوتر والتنافس التي كانت توجد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحلفائهم منذ فترة منتصف الأربعينيات حتى أوائل التسعينيات، بمشاركة الرئيس رقم 40 للولايات المتحدة الأمريكية، رونالد ريغان، وسعى في إنهائها؛ ليحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1990. رحل  غوربا تشوف عن العالم، في الوقت الذي يسعى فيه فلاديمير بوتين لإحياء الإمبراطورية الروسية بحربه الضروس ضد أوكرانيا، رحل بفكرته في الوقت الذي يسعى فيه القيصر لإعادة الأمجاد. العالم لا يتغير، والمبدأ لايتغير، مهما حاول بعضهم، لو نظرنا إلى موازين القوى في المجتمع الدولي نجد أنَّه لا زال المعسكرين الغربي بقيادة أمريكا والشرقي الذي يلوِّح بقدراته التدميرية، وإن كانت قد انتهت فكرة الحكم ثُنائي القطبين. إلَّا أنه لا زال هناك من يسعى دومًا إلى شحذ الصراع، وتشجيع التوتر الذي يتفاقم من آن لآخر. عالم لا يهدأ داخل عالم لا يهدأ، تسير الأمور على صفيح ساخن، وربما تبقى الشعوب تلهو بين بناء، وتشييد، وطموحات، وأحلام صغيرة، في ظل طموحات أكبر وأضخم وسط كمِّ هائل من التحليلات والتكهنات، التي يلقيها علينا المتخصصون كل يوم وكل ساعة، هذه الطموحات والخطط لا تسير وفق رؤيتنا – نحن الشعوب – طبعًا، ولا نعلم لها مآل. في ظل توترات وصراعات لم تزل تشتعل في العالم، فبالإضافة إلى الأزمة الروسية الأوكرانية، يشتعل الصراع بين  الصين وتايوان، وآخر بين أرمينيا وأذربيجان، تهددنا الطبيعة بجفاف الأنهار في أوروبا، وكذلك أمريكا  التي تعاني بسبب التغيرات المناخية التى يشهدها العالم عن نقص كبير فى معدل هطول الأمطار، وهو جفاف نهر كولورادو الرئيسية فى جنوب غرب الولايات المتحدة، الذى يعتمد عليه 40 مليون شخص فى المكسيك و7 ولايات أمريكية فى الشرب والزراعة والكهرباء  ماذا يبقي..؟ وماذا يبقى سوى أن يسعى العالم للتهدئة ومحاولة إرساء جسور جديدة أو خلق صيغة عادلة لتوزيع القوى واحترام الجميع، وإن كان هذا سيظل حُلمًا داخل مبدأ السياسة الدولية؟ ماذا ننتظر سوى أن تنتفض الطبيعة من حولنا؛ ثأرًا لبرائتها ؟ ودمتم،،

مشاركة :