دعامات الشريان التاجي لا تظهر أي فائدة بعلاج قصور القلب

  • 9/1/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كل عام ، يتم تشخيص 60.000 شخص في المملكة المتحدة بقصور القلب. ويتم علاج الكثير منهم بالدعامات. لكن في دراسة جديدة كبيرة نُشرت بمجلة New England Journal of Medicine، اكتشف فيها الباحثون أن هذه الإجراءات غير ضرورية. وقصور القلب حالة ضعف عضلة القلب، ما يؤدي لظهور أعراض ضيق في التنفس قد يؤدي إلى الوفاة المبكرة. والسبب الأكثر شيوعًا هو انسداد الأوعية الدموية التي تقلل تدفق الدم إلى عضلة القلب. ويُعرف هذا بمرض الشريان التاجي. ويتم علاج الشخص المصاب بفشل القلب بالأدوية وأحيانًا باستخدام أجهزة تنظيم ضربات القلب المتخصصة. وعلى الرغم من هذا العلاج، يموت العديد من المرضى قبل الأوان أو يدخلون إلى المستشفى مع تفاقم الأعراض. ويخضع الأشخاص المصابون بفشل القلب أحيانًا لإجراء إدخال دعامة أنبوب معدني صغير يُستخدم لفتح الشريان التاجي. ويتم وضع الدعامات في شرايين القلب من قبل طبيب القلب عن طريق أنابيب يتم إدخالها إما في الرسغ أو الفخذ وتوجيهها بواسطة الأشعة السينية. وقد أظهرت التجارب أن الدعامات علاج فعال للغاية للأشخاص الذين يعانون من النوبات القلبية والذبحة الصدرية، لكن تأثيرها على مرضى قصور القلب ظل غير مؤكد، وذلك حسبما نشر موقع «theconversation» العلمي المتخصص. فقد لاحظ بعض أطباء القلب تحسنًا في أعراض المرضى ووظائف القلب بعد الدعامات، لكن الباحثين لم يتمكنوا من معرفة ما إذا كانت هذه التحسينات مرتبطة بشكل مباشر بالدعامات، أو كانت ستحدث على أي حال مع الأدوية. وبدون البحث المناسب، تباينت إرشادات العلاج لاستخدام الدعامات في مرضى قصور القلب؛، حيث أوصت هيئة الخدمات الطبية البريطانية (NHS) بعدم استخدام الدعامات. وفي الدراسة الأخيرة التي قادها البروفيسور ديفاكا بيريرا تم اختبار ما إذا كان العلاج باستخدام الدعامات يساعد المرضى على العيش لفترة أطول أو البقاء خارج المستشفى. وكانت التجربة عبارة عن تعاون بين 40 مستشفى تابعا للهيئة في المملكة المتحدة واستمرت من 2013 إلى 2020. يمكن تضمين المرضى في التجربة إذا كانوا يعانون من ضعف شديد في عضلة القلب وانسداد شديد في الشرايين التاجية. كما أجروا فحوصات القلب المتخصصة، بحيث يمكن توجيه الدعامة إلى مناطق عضلة القلب التي من المرجح أن تتعافى. وفي هذا الاطار، شارك سبعمائة مريض واختير نصفهم عشوائيا لتلقي الدعامات، بينما تلقى جميع المرضى العلاج القياسي لقصور القلب. وقد حضر المرضى مواعيد المتابعة لمدة تصل إلى ثماني سنوات حتى يمكن مراقبة صحتهم ووظائف القلب عن كثب. وبعد 3 - 4 سنوات في المتوسط ​​من العلاج، كان احتمال وفاة المرضى الذين تلقوا الدعامات مثل أولئك الذين لم يموتوا أو تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب قصور القلب، ما يدل على أن العلاج لم يكن فعالاً. كما أظهرت فحوصات القلب واختبارات الدم عدم وجود فرق في قوة ضخ القلب، ما يدعم نتائج التجربة الرئيسية. ووفق باحثي الدراسة «أظهرت دراستنا أن المرضى الذين خضعوا للدعامات كانوا يتمتعون بنوعية حياة أفضل في السنة الأولى، ولكن بعد عامين اختفى الاختلاف وأبلغ المرضى عن نفس الحالة الصحية. وعلى الرغم من عدم وجود فائدة من إدخال الدعامات، إلا أنه لم يكن هناك أي مؤشر على أن الدعامات تسبب الضرر. ليس هناك حاجة لمزيد من البحث». وتعني نتائج التجربة أنه لا ينبغي استخدام الدعامات لعلاج مرضى قصور القلب الناجم عن مرض الشريان التاجي إلا إذا كانت لديهم حالة أخرى، مثل الذبحة الصدرية أو نوبة قلبية حديثة. كما يعني التصميم وعدد المرضى المشاركين في التجربة أن الإجابة واضحة ولا حاجة إلى مزيد من البحث لمعالجة هذا السؤال في الوقت الحالي «سنقضي بعض الوقت في النظر إلى النتائج لمحاولة فهم سبب عدم نجاح الدعامة. وعلى الرغم من عدم إظهار أي فائدة، إلا أن النتائج مهمة لأنها تعني أن المرضى الذين يعانون من قصور القلب لن يخضعوا لإجراءات غير ضرورية. يمكن أيضًا إعادة توجيه تكلفة إجراءات الدعامة لتوفير علاجات أخرى ورعاية أفضل لمرضى قصور القلب».

مشاركة :