عبدالله آل الشيخ: الفئة الباغية إذا فاءت إلى أمر الله فحقها في العدل محفوظ

  • 1/2/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أوصى عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ د.عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ المسلمين بتقوى الله عز وجل والإنابة وإسلام القلوب إليه وحفظ الجوارح وترك المحرمات واتقاء الشبهات. وأوضح آل الشيخ في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض امس أن العدل تقليد تتوارثه الأمم فتقيم له الضمانات وتبني له السياجات حتى يشتد ويبقى مشيراً إلى أن الحضارات الإنسانية لا تبلغ أوج عزها ولا عز مجدها حتى يعدل العدل تاجها وتزين به مفرقها فتبسطه على القريب والغريب والقوي والضعيف والصغير والكبير. وأبان أن العدل تواطأت عليه الشعائر الإلهية والعقول الحكيمة وبه تمدح ملوك الأرض وقادتها وعظمائها وساستها ودلت عليه الأدلة الشرعية والشرائع السماوية قال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) مؤكداً أن أي أمة تغفل عن الخلة فما تثبت إلا أن تأتيها آفات جارحة وزوايا قاتلة وبلايا مهلكة وما تلبث إلا أن تبتلعها الأمم فبالعدل قامت السماوات والأرض ولا يكون في بلد إلا عمر ولا أرتجع من بلد إلا دمر وأن الدول لتدوم مع العدل ولو كانت كافرة ولا يدوم مع الظلم دولة ولو كانت مسلمة. ودعا ولاة أمر المسلمين إلى العدل في رعيتهم يقول عليه الصلاة والسلام (من ولي أمر من أمور المسلمين فلم يعدل بينهم إلا كبه الله في النار) ولذلك جاء في مأثور الحكم والسياسات لا دولة إلا برجال ولا رجال إلا بمال ولا مال إلا عمارة ولا عمارة إلا بعدل، عدل يكون فيه التواضع ولين الجانب للمسلمين، عدل تقوم فيه المهمات والوظائف تكليفاً لا تشريفاً، عدل يكون فيه إنصاف للمظلوم ونصرة للمظلوم وقصر للغشوم وردع للظلوم. وأوضح أن نزاهة القضاء ونقاء القضاة أمر واجب حيث يكون صاحب الحق مطمئنا على حقه والمتهم بريئاً حتى تثبت إدانته يقول عليه الصلاة والسلام (إن الله مع القاضي ما لم يأجر فإن جار تخلى عنه ولزمه الشيطان) مبيناً أن عدل الإسلام يشمل حتى غير المسلمين قال تعالى (يأيها الذين أمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنأن قوم على أن لا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى). وأكد أن العدل العالمي هو العدل الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 14 قرناً ولا يصل إلى ما وصل إليه حتى يرضى بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً وبالقرآن حكماً ودستوراً والويل لأقوام أعطاهم الله بسطة في القوة لا يحقون حقاً ولا يقيمون عدلاً مما يطففون إذا اكتالوا لأنفسهم يستوفون وإذا اكتالوا لغيرهم يخسرون وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم تأبى إلا العدل (وأمرت لأعدل بينكم) مشيراً إلى أن الأمة لا تصل إلى هذا الأمر حتى تتحلى بالتقوى وتتزين بالعدل. وأفاد أن الفئة الباغية إذا فاءت إلى أمر الله فإن حقها في العدل محفوظ (فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) مبينا أن العدل كذلك في الألفاظ والأقوال إذا قلتم فاعدلوا فإن الله يحب من الأقوال ما كان عن عدل وعلم ويكره من الألفاظ ما كان عن جهل وظلم يقول سبحانه وتعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ). وبين عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن العدل إذا ساد حفظت الحقوق وإذا تجافى وقع الظلم ونبت الحقد حيث أن من العدل الحاكم إقامة حدود الله وتنفيذها على من يستحقها وتشريعها حفظ للمجتمعات الإسلامية وللدين والنفس وللعرض وللمال شرعها الله تعالى لحكم عظيمة علمها من علمها وجهلها من جهلها.

مشاركة :