كل مواطن محبًا لوطنه وأمته لا يمكن أن يرضى على اختراق حدوده وتدنيس ترابه الوطني بأقدام جيوش أجنبية تهدف لسلب كرامته وتمزق علمه وتهزم وتذل جيشه الوطني وتعرض أمنه القومي للخطر بل لعار الاستعمار وتتصرف بمقدرات شعبه كرعايا يأتمرون بأمر قائد جحافل جيوش الاحتلال وإدارة البلد عبر مندوب سامي، وذلك بعد عزله عن أحضان أمته العربية ومحيطه الإقليمي وتنصيب مجموعة من عملائه المختارين حسب انتمائهم الطائفي سبعة من الشيعة وستة من السنة ومثلهم من الأكراد واثنين تركمان وواحد يزيدي ومثله صابئي وتكملة العدد من الأقليات الأخرى. هكذا كان حال ما يسمى بالدولة العراقية بعد الغزو الأنكلو أمريكي الذي جاء بطلب من عملاء القوات الغازية وتلاميذ الحوزة في قم وأحفاد أبو رغال والذين تقدموا جحافل الجيوش الغازية ليدنسوا بأقدامهم القذرة أرض بلاد الرافدين العربية ويذلوا أبناء الشعب العراقي ويهدروا كرامته ويسلطوا عليه من لا يرحمه، بل عمدوا في سرقته وإذلال شعبه وأحالوا مدنه إلى خرائب مهجورة، وبقسوة المنتقم سيق أكثر من ثلث الشعب العراقي الصابر إلى مخيمات شبيهه بمعسكرات الأسرى وتركهم بالعراء دون ما يحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء تنفيذاً لأجندة ملالي طهران لخلق حالة من التصفية الطائفية بتحويل ديموغرافي مذهبي وتقسيم شعب العراق الموحد لكونتات تتمركز حسب المكون والقومية ليصبح العراق العربي الحديقة الخلفية لإيران وعملاءه من الأحزاب المذهبية في السلطة العراقية. كل هذا مر بقسوة على أبناء الشعب العراقي العربي تحت نظر موظفي مكتب الجامعة العربية في بغداد، ولم تحرك الجامعة أي ساكن نحو إصدار قرار يحمي الشعب العربي في العراق والدفاع عن سيادته المستباحة وأمنه القومي المهدد وحدوده ومنافذه السيادية، والتي كان آخرها اختراق آلاف رعايا إيران للمنافذ العراقية دون أوراق رسمية وسمات دخول نظامية تؤكد السيادة العراقية واحترامها. كما أن الجامعة العربية لم تستنكر الغزو الفكري الطائفي الذي أدخلته منظمة استطلاعات الإيرانية والتي أسست لها فروعاً ومكاتب علنية في جنوب ووسط العراق وعينت مندوبيها من العملاء في الوزارات ومكاتب السلطة العليا في بغداد حتى أصبح الجنرال الإيراني الجريح قاسم سليماني هو القائد العام الفعلي للجيش الطائفي الذي تأسس بعد حل الجيش العراقي الممثل الحقيقي للشعب العراقي الأصيل. أمام هذه التدخلات الإيرانية السافرة في هذا البلد المؤسس للجامعة العربية نرى الجامعة العربية وفي قرار يميل إلى التوازنات الإقليمية والدولية تدين دخول بعض القوات التركية في الأراضي العراقية وتعتبره انتهاكا لسيادة العراق وأمنه القومي في الوقت الذي أكدت فيه تركيا أن تواجد هذه القوات يأتي في إطار جهود التحالف الدولي لمحاربة القوى المتطرفة والإرهابية ونجدة أبناء الموصل من عصابات داعش وبناءً على صرخة استنجاد من النساء والرجال لإنقاذهم من تحكم داعش في حياتهم وسلب حرياتهم ونهب ثرواتهم وتحطيم مساجدهم ومتاحفهم وإرغامهم على نمط من الحياة القاسية البعيدة عن مظاهر عصرنا الواحد والعشرين.. أود أن أذكر مهندس السياسة العراقية أن سلوك السبل الدبلوماسية هي من أقصر الطرق لحل المشاكل الثنائية بين الدولتين الجارتين خاصة وأن اقتصاديات العراق المنهارة يعتمد استمرارها ونموها على القرار التركي فصادراتها من البترول تصل السوق العالمية عن طريق المنافذ التركية بخط جيهان ووارداتها الخارجية نصفها تصلها من حدود الجارة المسلمة تركيا والأهم من هذا كله الأمن الغذائي العراقي تتحكم به منابع دجلة والفرات الجارية من الأرض التركية كل هذا وغيره تنساها الدبلوماسية العراقية المتخبطة وتقدم شكواها ضد جارتها تركيا لمجلس الأمن الدولي، بين فترة وأخرى تتحفنا حكومة بغداد بأعجوبة جديدة وأزمة مختلقة لتبعد فشلها داخلياً. إنه زمن العجائب الذي ننتظر الكثير منه والضحية الوحيدة شعبنا العربي الصابر في العراق. مقالات أخرى للكاتب بعد أحداث باريس.. هل تنتهي «داعش»؟ قمة أنطاليا سياسة واقتصاد الناخب التركي يصوت لتركيا الدولة تركيا تنتظر نتائج الانتخابات المبكرة؟! الحوار العربي التركي..أساس لمشروع إقليمي مشترك !؟
مشاركة :