قمة إسطنبول الإسلامية بين العدالة والسلام - عبد الاله بن سعود السعدون

  • 5/7/2016
  • 00:00
  • 65
  • 0
  • 0
news-picture

تحت شعار العدالة والسلام استضافت عاصمة الخلافة العثمانية سابقاً إسطنبول الدورة الثالثة عشر لقمة منظمة التعاون الإسلامي في ظروف صعبة تمر بها الأمة الإسلامية من حروب أهلية وتدخلات أجنبية في الشئون الداخلية لكثير من الدول الإسلامية المشتركة في القمة علاوة لازدياد خطر الإرهاب المتطرف والذي يمارس التخريب والاغتيال والتهجير والسلب والنهب لمواطني العديد من دول العالم الإسلامي.. والكثير من الدول التي أصابها سونامي اللهيب العربي فقدت مؤسسات الدولة وانتقلت لمرحلة الفوضى الإرهابي في كل هذة الأجواء غير العادية والمتأزمة تعقد الجلسة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول. وكل أنظار العالم الإسلامي اتجهت لتتابع مراسم انتقال الرئاسة من مصر إلى تركيا إلا أن حالة الجمود والجفاء التي سادت بين وزيري خارجية تركيا ومصر خيبت آمال التمني بالمصالحة بين البلدين الإسلاميين الكبيرين، وقد انتقلت رئاسة المنظمة إلى تركيا بمراسم التسليم بكلمة رئيس جمهورية مصر العربية والتي ألقاها وزير الخارجية سامح شكري الذي ترأس الوفد المصري للقمة.. ومع تجاهل الوزير شكري في ختام كلمته ذكر اسم الرئيس أردوغان فقد تجنب أردوغان مصافحة الوزير المصري شكري ومع هذا السيناريو المبدد لحلم المصالحة المصرية التركية والذي تحول إلى سراب.. للأسف. أشار الرئيس أردوغان في كلمته الافتتاحية وبعد الترحيب بضيوف تركيا ومنظمة التعاون الإسلامي أكد على ضرورة التعاون بين الدول الإسلامية مع شعار الوحدة والتعاون موضع التطبيق رغم كل الخلافات وتحقيق العدل والسلام في العالم.. وبيّن الرئيس التركي أن الإرهاب أكبر مشكلة يعاني منها عالمنا الإسلامي وأن الإرهابيين الذين يقتلون باسم الإسلام لا يمكنهم أن يمثلوا الإسلام لأن ديننا دين السلام والسلم والمصالحة والنبي محمد جاء لينشر العدالة الألهية وأمرنا بالتعاون ونهانا عن الاعتداء والظلم لذلك يجب علينا أن نلتزم بالتآخي والمحبة والسلام وأن نبتعد عن العدوان وطالب أيضاً لعقد مؤتمد نسائي. في إطار منظمة التعاون الإسلامي لأن المرأة يجب أن يكون لها حق في التعبير عن مشاكلها في كافة المحافل.. وهاجم أردوغان الدول الخمس الكبرى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي داعياً إلى أعادة هيكلة المجلس الدولي في ضوء الخريطة الدينية والعرقية وانتقد عدم وجود بين الأعضاء الدائميين أي دولة إسلامية. وتطرق أردوغان في كلمته الافتتاحية إلى أزمة اللاجئين والمهجرين إلى أوربا عبر القوارب خلال بحر إيجة والبحر المتوسط جلهم من المسلمين، وهو أمر لابد أن يشعرنا بالخجل!!. وقد كان للكلمة الملكية السامية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الأثر العميق في نفوس الوفود الحاضرة وتلقفتها وسائل الأعلام التركية والعربية والأجنبية، حيث تطرق -حفظه الله- للقضية العربية المفصلية فلسطين السليبة قائلاً: إننا مطالبون بمعالجة قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.ز وبيّن خادم الحرمين الشريفين أن الأزمة السورية لابد أن تحل وفقاً لمقررات جنيف واحد وقرار مجلس الأمن 2256 وأيضاً دعم الجهود الليبية.. أما الشأن اليمني فمن الضروري دعم الجهود المبذولة من الأمم المتحدة لأنجاح المشاورات التي ستعقد في الكويت تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والدعوة لعقد مؤتمر دولي لأعمار اليمن وفي مجال محاربة الإرهاب قال نصره الله: إن واقعنا يحتم علينا الوقوف معاً أكثر من أي وقت مضى لمحاربة آفة الإرهاب وحماية جيل الشباب من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها والهادفة إلى إخراجه عن منهج الدين القويم والأنقياد وراء من يعثون في الأرض فساداً باسم الدين الذي هو منهم براء. وقد خطونا خطوة جادة في هذا الاتجاه لمحاربة الإرهاب بتشكيل التحالف العسكري الإسلامي والذي يضم 39 دولة لتنسيق كافة الجهود من خلال مبادرات فكرية وأعلامية ومالية وعسكرية تتماشى كلها مع مبادئ المنظمة وأهدافها. وبيّن خادم الحرمين الشرفين خطورة التدخل لبعض الجوار الإقليمي والمبني على الفتن والانقسامات بقوله: إن ما يتعرض له عالمنا الإسلامي من صراعات وأزمات تتمثل في التدخل السافر في شئون عدد من الدول الإسلامية وإحداث الفتن والانقسامات وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية واستخدام المليشيات المسلحة لغرض زعزعة أمننا واستقرارنا ولغرض بسط النفوذ والهيمنة مما يتطلب منا وقفة جادة لمنع تلك التدخلات وحفظ أمن وسلامة عالمنا الإسلامي..واختتم خادم الحرمين الشريفين، نصره الله قائلاً وفقنا الله جميعاً إلى كل ما نصبو إليه ونتطلع لبلوغه من التضامن والتعاضد لما فيه خير أمتنا وشعوبنا عملاً بقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}. ومن المؤشرات الإيجابية التي جاء بها البيان الختامي بتفويض الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بإيجاد آليات مناسبة للمصالحة بين الدول الإسلامية والتي تعتري علاقاتهالثنائية بعض الجفاء والأختلاف.. وتتطلع شعوب الأمة الإسلامية للقرارات الإيجابية المصيرية التي تتصدر البيان الختامي في نصرة شعب فلسطين في العيش الكريم على تراب دولته الفلسطينية المستقلة وحماية حرمة القدس الشريف من الاعتداءات الإسرائلية والعمل على حل الأزمة السورية ودعم شعبها العربي الإسلامي وتخليصه من الدكتاتورية وبطش المليشيات الطائفية وعلى رأسها عصابات داعش الإرهابية ومليشيات مايسمى حزب الله الإرهابي وأيجاد الحلول المناسبة للمهجرين وتهيئة الحياة الكريمة لهم مع تقديم المساعدات الغذائية والسكن لهم حتى يوم العودة لديارهم ومدنهم داخل وطنهم سريا الموحدة ودون الدكتاتور الأسد.. ودعم ليبيا في توحيد قواها السياسية لتخطي هذة المرحلة الحرجة من التقاتل بين الفرق السياسية المتصارعة وتثبيت ودعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج والدعوة لتوحيد الدولة الليبية وإيقاف تزويد المليشيات الإرهابية بالسلاح. وبدا الوفد الإيراني منفرداً يغرد خارج السرب بعد أن عجز وزير الخارجية ظريف من التأثير على معدي البيان الختامي لرفع الإدانة لإيران بتدخلها بالشئون الداخلية للدول الإسلامي بتأيدها للإرهاب في الصومال واليمن ومملكة البحرين وسوريا والاعتداء على البعثات السعودية في طهران ومشهد وتصريحاتها المحرضة على الطائفية وإدانة حزب الله بالأعمال الإرهابية في دول الجوار العربي كأداة أجرامية في المنطقة وبعد أن شعر الوفد الإيراني بوضعه في دائرة الأدانة الإسلامية الصادرة ضده من قمة إسطنبول أخذ عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الأيراني يصرح وبتشنج ظاهر بأن منظمة التعاون الإسلامي ستندم على القرارات التي أدرجتها في البيان الختامي لقمة إسطنبول ضد أيران وحزب الله. مما أثار عدم رضا الرئيس الإيراني الدكتور روحاني وغضبه على نص البيان الختامي الذي تضمن إدانة إيران وحزب الله الإرهابي وغادر قاعة المؤتمر متوجهاً إلى بلاده دون توديع رسمي.. وتميزت قمة إسطنبول الثالثة عشرة بفعالية نسائية حيث ترأست السيدة أمينة أوردوغان حرم الرئيس رجب طيب أردوغان اجتماعاً موسعاً لعقيلات رؤساء الوفود المشاركة بقمة إسطنبول لفعاليات مكافحة السرطان وتنظيم مجاميع عمل في دولهم لهذا الغرض الإنساني وأنها دعوة مستجدة للمرأة المسلمة في المشاركة في الوفود الرسمية لدولهن في القمة القادمة لتثبيت حقوقهن في كل مجالات الحياة العامة. مقالات أخرى للكاتب بغداد تظاهرات شعبية غاضبة واعتصامات برلمانية مضادة؟! المصالحة الإيرانية الخليجية بين المناورة والحقيقة! تركيا تتكلم عربي أهلاً وسهلاً سلمان جذور عميقة لشراكة إستراتيجية الرياض.. والقاهرة الفضاء العربي الخليجي والقنوات الطائفية؟؟

مشاركة :