أعلن الجيش الأمريكي، الإثنين، أنه أطلق قاذفتين من طراز «بي-52»، وهي قاذفات طويلة المدى ذات قدرات نووية، فوق الشرق الأوسط، في استعراض للقوة ضمن أحدث مهمة من نوعها في المنطقة مع استمرار التوتر بين واشنطن وطهران. وأقلعت القاذفتان من قاعدة القوات الجوية الملكية في فيرفورد بإنجلترا، وحلقت فوق شرق البحر المتوسط وشبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر، الأحد، ضمن مهام تدريبية مع طائرات حربية كويتية وسعودية، قبل أن تغادر المنطقة. وقال اللفتنانت جنرال أليكسوس جرينكيويتش، القائد الأعلى للقوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط في بيان: «التهديدات التي تتعرض لها الولايات المتحدة وشركائنا لن تمر دون رد. مهمات مثل هذه تهر قدرتنا على توحيد القوى لردع خصومنا، وإذا لزم الأمر، هزيمتهم». بالرغم من عدم ذكر القيادة المركزية للجيش الأمريكي إيران في بيانها، فقد أرسلت واشنطن قاذفات «بي-52» مرارا إلى المنطقة، مع احتدام الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وإيران، إذ أجريت أحدث تدريبات من هذا القبيل في يونيو الماضي. وأثار قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاق طهران النووي التاريخي مع القوى العالمية سلسلة حوادث متصاعدة في المنطقة. ويأتي عرض القوة في وقت تزداد التوترات بين طهران وواشنطن على خلفية المحادثات النووية الهادفة إلى إحياء الاتفاق مع إيران. وفي السياق ذاته قال مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس الإثنين، إنه أصبح أقل تفاؤلا حيال التوصل إلى اتفاق سريع على إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وذلك عما كان عليه قبل وقت قصير. وأضاف في تصريحات للصحافيين في بروكسل «يؤسفني أن أقول إنني أقل ثقة اليوم مما كنت عليه قبل 28 ساعة.. إزاء احتمالات إبرام الاتفاق الآن». وقال بوريل: «الطلبات الأولية التي تلقيتها كانت مقبولة من كلا الجانبين وتم أخذها في الاعتبار دون إجراء تغيير جذري في النص»، واصفا اقتراحه بأنه «متوازن للغاية»، لكن «الآراء الأخيرة لا تتقارب بل تتباعد» و«المواقف لا تتقارب.. على العكس». وقال «إنه أمر مقلق للغاية إذا لم يحصل تقارب خلال المفاوضات، فإن العملية برمتها في خطر». وأضاف دون الخوض في التفاصيل: «يجب أن أقول إن الجواب الأخير الذي حصلت عليه إذا كان الهدف هو إتمام الصفقة بسرعة فهو لن يساعد». وأكد أنه «سيواصل المشاورات مع جميع المشاركين في الاتفاق النووي ولا سيما الولايات المتحدة».
مشاركة :