ينتظر «كاسيوس» و«روكسي» منذ ثلاثة أشهر داخل مركز إيواء للحيوانات في هونج كونج مَن يتبنّاهما، إذ إنّ أصحابهما السابقين هم من بين كثر اختاروا مغادرة المدينة بسبب هيمنة بكين المتزايدة والقيود الصحية المتشددة التي لا تزال مفروضة فيها. وتُعتبر هذه الحالة مألوفة جداً لموظفي مركز الإيواء الواقع في هونج كونج. وتقول المسؤولة عن قسم التواصل في «هونج كونج دوغ ريسكيو» إيفا سيت وسط نباح ومواء متواصلين، إنّ المركز «يستقبل باستمرار العدد الأقصى من الحيوانات». وتضيف لوكالة فرانس برس «نجد صعوبة كبيرة في رفض الطلبات لأننا نشعر بحزن بالغ في شأن الكلاب». وعندما يرتاد الأشخاص المركز للتخلي عن حيواناتهم، يملأون استمارة يحددون فيها سبب تخليهم عنها. وبينما كان التخلي عن الحيوانات بسبب الهجرة السبب وراء عشرين في المئة من الحالات، أصبح حالياً «السبب الوحيد تقريباً» الذي يدفع الأشخاص إلى ترك حيواناتهم. وتشهد هونج كونج منذ سنتين هجرة كبيرة للسكان المحليين والأجانب، لأسباب تعود بشكل رئيسي إلى الحد من الحريات التي لطالما كان السكان يتمتعون بها، بالإضافة إلى القيود المفروضة على السفر جراء جائحة كوفيد-19. وشهد عدد سكان هونج كونج انخفاضاً، ففي الفترة الممتدة بين منتصفي 2020 و2022، أظهرت الأرقام أنّ صافي الهجرة السلبي بلغ 200 ألف نسمة، بحسب بيانات سكانية حكومية. وعادة ما يصطحب المغادرون حيواناتهم معهم، إلّا أنّ هذه الخطوة أصبحت صعبة جداً منذ انتشار الجائحة.
مشاركة :