تزايدت الصراعات الداخلية بين أجنحة ميليشيات الحوثي الإرهابية على النفوذ ومكاسب السلطة والنهب والاستحواذ على عوائد التجارة الممنوعة وسرقة المساعدات الدولية. ووصل الصراعات بين أجنحة الميليشيات الإرهابية إلى التصفية الجسدية والاغتيالات واختطاف عناصر وقيادات حوثية بارزة. واعتبر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني عادل الأحمدي، أنه من الطبيعي أن تدب الصراعات بين قادة ميليشيات الحوثي وتتحول إلى أعمال عنف وتصفيات بعدما تسنى لها الوصول إلى أكبر مما كانت تحلم فيه بكثير بالسيطرة على العاصمة صنعاء والعديد من المدن. واعتبر الأحمدي في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الصراع بين أجنحة الميليشيات مرشح للمزيد من التصاعد، نتيجةً للخلافات حول ما يتم السطو عليه من مقدرات اليمنيين، مشيراً إلى أن جناح القيادات الحوثية الأكثر تطرفاً يسعى إلى فرض كلمته وحده. ولفت المحلل السياسي اليمني إلى أن الخلافات نشبت بين قيادات قبلية تم التغرير بها وناصرت أو وقفت مع «الحوثي»، عندما لم تجد ما كانت تأمل به، بدأت بالتفكير بترك الميليشيات الحوثية، حيث تعرضت للضغوط والتصفيات والتهديدات. وشهدت الأعوام الأخيرة تصفيات لقيادات وقفت مع الميليشيات وبمجرد الاختلاف بالآراء معهم أو بسبب بعض الممارسات من قيادات نافذة، أصبحت عرضة للاستهداف. وكشف عن أن هناك بعض العائلات دعمت «الحوثي» على أمل أن تحصل على مناصب أو ميزات بالسلطة، ولكنها لم تظفر بما كانت تحلم به، بل تراجع حضور العديد من تلك الأسر لصالح أسرة «الحوثي»، مما زاد من حدة الخلافات. وحذر الأحمدي من أن «الحوثي» يحرص على استمرار الحرب وعدم الجنوح للسلام لأن الحرب وسيلة لقمع التباينات والخلافات داخل صفوفه، ويرى في السلام تهديداً وجودياً وبدايةً لتحلل ميليشياته وتفكك صفوفه. وتشير التقارير الأمنية إلى أن شيخاً قبلياً وقيادياً في ميليشيات الحوثي بمحافظة عمران، يدعى «حيدر سعيد آل سعيد»، قتل في إطار صراعات الأجنحة الحوثية، وهو أحد القيادات الحوثية التي تم حشدها بعد تصاعد خلاف بينه وآخرين من الجماعة على أموال تجارة الممنوعات. ويأتي مقتل القيادي الحوثي «آل سعيد»، بعد يوم واحد من الإعلان عن وفاة نجل القيادي علي ناصر الجراشي والمعين من الحوثيين مديراً لأمن مديرية «بني ضبيان» بصنعاء، في كمين مسلح مماثل تعرض له في مديرية «خولان». بدوره، اعتبر المحلل السياسي والكاتب اليمني محمود الطاهر أن الخلافات تتزايد بين الأجنحة الحوثية ليس فقط على تجارة المخدرات والنفوذ، وإنما لإقصاء الآخرين، حتى أن زعيم الميليشيات، الإرهابي عبدالملك الحوثي، أصبح منبوذاً من الأجنحة الأخرى، ووصل الأمر إلى خلافات حول السلام والحرب في اليمن. وأوضح الطاهر لـ«الاتحاد» أنه رغم تصربحات عبدالملك الحوثي التي تتوعد بالحرب، إلا أن هناك أجنحة أخرى تابعة للميليشيات ترفض تلك التصريحات. وتعد قضية الخلافات وتزايد الصراع بين القادة الحوثيين على نهب المساعدات وسرقة المال العام وغيرها، إحدى أبرز القضايا التي تظهر من حين إلى آخر، إلا أن قيادات الميليشيات تسارع إلى التغطية عليها وإخفائها بافتعال قضايا وأزمات أخرى.