وجود قوات خاصة أميركية في العراق يفاقم قلق ميليشات {الحشد الشعبي}

  • 1/2/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

رغم الصمت الحكومي بشأن استمرار القوات الخاصة الأميركية بتنفيذ عمليات شديدة السرية في محافظة كركوك (شمال العراق) أدت إلى تحرير العشرات من الرهائن لدى تنظيم داعش خلال عملية الحويجة الأولى قبل شهور واعتقال أعداد من عناصره، بمن فيهم قيادات هامة، فإن قادة الفصائل الشيعية المسلحة المنضوية غالبيتها ضمن «الحشد الشعبي» لا يخفون قلقهم من اتساع نطاق هذه العمليات. وحسب مصادر عراقية رفيعة تحدثت لـ«الشرق الأوسط» فإن العمليات التي تنفذها القوات الخاصة الأميركية بحرفية عالية تثير قلق قيادات الفصائل الشيعية المسلحة التي تخشى أن تطالهم مستقبلا. وكانت الحكومة العراقية قد أقرت، طبقا لما أفاد به مصدر مقرب من رئاسة الوزراء العراقية لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه، بأن «العراق وفي سياق استمرار حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي وما باتت تحققه قواته من انتصارات لعل آخرها عملية تحرير الرمادي يرى أن الحاجة انتفت تماما لإرسال قوات برية بعد أن أثبتت القوات العراقية المسلحة فعاليتها إلى الحد الذي لم تشرك فيه قوات رديفة لها في هذه العملية مثل (الحشد الشعبي) أو مقاتلي العشائر من أبناء تلك المناطق في الصولة الأولى للمعركة». وأضاف المصدر المقرب، أن «العمليات الخاصة التي تقوم بها قوات أميركية إنما هي جزء مما طلبته الحكومة العراقية من الأميركيين في ضوء الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الطرفين عام 2009، وبالتالي لا جديد في الأمر من هذه الناحية، لا سيما أن هذه القوات ليست برية، بل هي قوات إسناد قريب من خلال طائرات فيها قوات كوماندوز تتولى عمليات محددة مثلما حصل في عدة عمليات مؤخرا مثل عمليتي الحويجة والرياض في محافظة كركوك». لكن رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية والقيادي البارز في التيار الصدري حاكم الزاملي يبدي الكثير من القلق والشك بشأن مسار هذه العمليات التي لا يرى أنها تهدف إلى القضاء على تنظيم داعش بقدر ما هي عمليات الهدف منها تحقيق مصلحة أميركية. الزاملي، الذي عرف بتصريحاته الحادة ضد الأميركيين، أقر بأن العملية الأخيرة التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية في الحويجة أسفرت عن اعتقال عدد من قادة تنظيم داعش، لكنه كرر ما سبق أن قاله سابقا من أن الأميركيين لم يأخذوا موافقة الحكومة العراقية على تنفيذ عملياتها الأخيرة. ورغم من أن الزاملي اعترف بأهمية العملية الأخيرة لأنها استهدفت قيادات من «داعش» كانت شاركت «بعمليات خارج العراق، كفرنسا وغيرها، وكانوا يخططون للقيام بعمليات أخرى في أوروبا وأميركا»، لكنه رأى أن «استهداف أولئك الأشخاص جاء لمصلحة القوات الأميركية ولم يكن لأنهم دواعش»، بحسب رأيه. ويربط الزاملي عبر ما يسميه مصلحة أميركية خاصة وبين الحاجة إلى تنسيق مع الحكومة العراقية في مثل هذه العمليات وهو ما يعد تراجعا في لهجة التصعيد التي كان يمارسها عدد من قادة الفصائل المسلحة أو أعضاء البرلمان المقربون منهم رغم أن الزاملي تبرع نيابة عن العبادي بالقول إنه يستبعد أن «يكون رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، قد سمح لتلك القوات تنفيذ عمليات في العراق». العمليات الأميركية الخاصة وآخرها التي نفذتها في الثلاثين من الشهر الماضي بإنزال جوي أميركي على منزل وسط قضاء الحويجة غرب مدينة كركوك أدى إلى مقتل نحو 27 عنصرا من «داعش» واعتقال ثمانية من عناصر التنظيم، بينهم قياديون جاءت بعد نحو شهرين من عملية نفذتها قوات خاصة أميركية بإسناد قوات البيشمركة الكردية، لإنقاذ «رهائن» كانوا يواجهون «إعداما جماعيًا وشيكًا» من سجن لـ«داعش» غرب كركوك، أسفرت عن تحرير قرابة 70 رهينة بينهم أكثر من 20 من عناصر قوات الأمن العراقية، واعتقال خمسة «إرهابيين» وقتل عدد آخر منهم، والحصول على معلومات استخبارية مهمة. مع ذلك، فإن كل هذه العمليات التي أدت إلى تقليص قادة الخط الأول من تنظيم داعش من 48 قياديا إلى نحو 22 يرى فيها صلاح عبد الرزاق، القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأنها «لا تهدف إلى القضاء على تنظيم داعش، بل إن أقصى ما تهدف إليه هو العمل على احتواء (داعش) لأن هناك مصلحة أميركية في بقائه ولو في حدود غير فاعلة بالطريقة التي كان قد تمدد بها». وأضاف أن «الولايات المتحدة الأميركية لها مصالحها وهي تتعامل مع الأوضاع طبقا لهذه المصالح وهو ما بات يتناقض مع ما يريده العراق لجهة القضاء على (داعش) في حين أن هذه العمليات يمكن أن تؤدي إلى كسر شوكنه، لكنها لا تنهيه إلا من خلال زيادة فاعلية وتسليح القوات العراقية وليس العمل على إرسال قوات خاصة تقوم بعمليات هنا وهناك ولها تأثيرات محدودة».

مشاركة :