في عام 1983 نشر الأديب المصري الراحل إبراهيم أصلان روايته الشهيرة «مالك الحزين»، التي رغم كونها باكورة أعماله الروائية فإنها تعتبر واحدة من أهم وأبرز الروايات العربية المعاصرة، وبعد صدورها بعدة أعوام، وتحديدًا في عام 1991 حولت الرواية إلى فيلم تحت عنوان «الكيت كات». وفي واحد من أبرز مشاهد هذا الفيلم يتقابل بطله الكفيف «الشيخ حسني» مصادفة مع «الشيخ عبيد» الكفيف أيضًا، قبل أن يسأل الأخير الأول عن مكان شارع «مراد»، معتقدًا أن «حسني» مبصر، ولكن «الشيخ حسني» يمتنع عن إخباره بحقيقة أنه هو الآخر كفيف أيضًا، ويأخذ بيده ويعبر به الشارع، وبينما يفعل ذلك يقول «الشيخ حسني» جملته الشهيرة: «إذا لم يساعد «سليم النظر» مثلي «عاجز النظر» مثلك.. إذن، قل على الدنيا السلام». ثم يمعن «حسني» في خداع «الشيخ عبيد» وإيهامه بأنه مبصر، حين يحذره قائلًا: «انتبه يا أخي، أمامك عمود كهربا»، وطبعًا لم تكن هناك أي أعمدة إنارة. وهكذا استرشد الكفيف بكفيف مثله. هذا المشهد العبقري، ربما هو أفضل وصف لطبيعة ما حدث بعد رحيل البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني السابق لمنتخب مصر، وهجومه الدائم ضد الاتحاد المصري لكرة القدم في كل مناسبة ولكن اتحاد الكرة قرر أن يكون الشيخ حسني.. لا حياة لمن تنادي أو على راي المثل «ودن من طين والتانية من عجين». لك أن تتخيل صديقي القارئ، مدير فني تم تعيينه لقيادة منتخب بحجم مصر ورحل وتبقى له مستحقات مالية لم يحصل عليها بل وطالب بها أكثر من مرة ولكن «الشيخ حسني» مازال في سوق الكيت كات لم يأخذ باله. كيروش رفض فكرة تدريب النادي الأهلي بسبب اتحاد الكرة، ورغم تدخلات جهازه المعاون وصديقه البرتغالي فينجادا المدير الفني السابق لاتحاد الكرة، ومحاولة إقناعه بأن النادي الأهلي يختلف عن اتحاد الكرة ولكنه رفض رفضًا قاطعًا. ثانية واحدة؟ النادي الأهلي يختلف عن اتحاد الكرة؟ نعم هكذا جاءت تصريحات رسمية! هل وصلنا إلى أن نتحول جميعًا مع اتحاد الكرة إلى «الشيخ حسني»؟ لا نرى ماذا يقال عنا كمصريين وعن الاتحاد التابع لبلدنا؟ رسالة إلى من يهمه الأمر، «الشيخ حسني» فضح الجميع في الميكروفون دون قصد - في الفيلم - فماذا تنتظرون بعد هذه التصريحات؟ نعم فهمت تنتظرون الشيخ كيروش في الكيت كات.
مشاركة :