بي.أم.دبليو تسير عكس تيار الشكوك بوقود الهيدروجين

  • 9/7/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لا يتوقف مصنعو السيارات عن توسيع دائرة اهتمامهم بتكنولوجيا خلايا الهيدروجين، حيث زادوا من وتيرة إيقاع السباق إلى منصة تصنيع هذه المركبات بشكل قياسي، بعد أن باتت جزءا أساسا في منظومة بناء مدن صديقة للبيئة. ميونخ (ألمانيا) - اشتد السباق على حلبة سيارات الهيدروجين بعدما أظهرت بي.أم.دبليو عزيمة على الوصول إلى الطرقات، بعد محاولات لشركات ألمانية وكورية جنوبية ويابانية خلال السنوات القليلة الماضية لنشر أسطول مركبات من هذا النوع. وتعد خلايا وقود الهيدروجين الطاقة الأكثر كفاءة حاليا، لأنها تعمل بصفة مستمرة بحيث لا تسبب فقدانا للطاقة، ولكن من أجل تحقيق الاستفادة منها أكثر في عالم السيارات لا بد من اجتياز بعض التحديات، ولذلك فإن الشركات لديها إصرار على إزالة كل العقبات. وبينما يتسارع السباق على ابتكار مركبات كهربائية ولتبديد الشكوك حول عدم القدرة على تصنيع وإنتاج وتسويق مركبات تنسجم مع التحولات الراهنة، قطعت شركة بي.أم.دبليو خطوة كبيرة نحو اعتماد وقود الهيدروجين. وبدأت الشركة بالفعل في إنتاج أنظمة خلايا الوقود لسيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات آي.إكس 5، والتي تعمل بالهيدروجين، لتمضي بذلك نحو استخدام وقود بديل صديق للبيئة لا يتوقع منافسوها الألمان أن يكون عمليا مع سيارات الركاب. وفي حين أن بعض الشركات المصنعة، مثل فولكسفاغن، تراهن بكل شيء على البطاريات الكهربائية، اعتقدت الشركة المصنعة في ميونخ منذ فترة طويلة أن “الهيدروجين يلعب دورا رئيسيا على الطريق إلى الحياد المناخي”. أوليفر زيبسي: الهيدروجين سيصبح أكثر أهمية في التنقل نظرا لمميزاته وفي هذا المجال، تعتقد بي.أم.دبليو أنها تلعب دورا “رائدا”، لاسيما بسبب تعاونها منذ عام 2013 مع تويوتا اليابانية، التي تعد من أكثر الشركات تقدما في مجال محركات الهيدروجين. وقال الرئيس التنفيذي أوليفر زيبسي خلال حفل افتتاح موقع الإنتاج في ميونخ الأسبوع الماضي “سيصبح الهيدروجين أكثر أهمية في التنقل الفردي نظرا لمميزاته”. وأوضح أن السيارات التي تعمل بالهيدروجين هي التكنولوجيا المثالية بالنسبة لنا، باعتبارها مكملة للسيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات بالكامل. وتعتبر بي.أم.دبليو هي الصانع الألماني الوحيد للسيارات الفاخرة، الذي لا يزال يسعى لابتكار وتصنيع وإنتاج محركات الهيدروجين على نطاق واسع. وكانت مرسيدس – بنز قد أوقف بشكل مفاجئ قبل فترة إنتاج سيارتها الرياضية متعددة الاستعمالات جي.أل.سي التي تعمل بخلايا الوقود للتركيز على السيارات التي تعمل بالبطاريات، كما علقت أودي المملوكة لفولكسفاغن خطط أسطول اختبار الهيدروجين للسبب نفسه. وفي صيف 2020 عرضت هيونداي سيارتها نيكسو التي تعمل بخلايا الهيدروجين، وتصورا لشاحنة تعمل بنفس الوقود أطلقت عليها اسم “نيبتون”، لكن لم تظهر أي علامات تقدم في ذلك. وكان إيلوك ماسك، مؤسس شركة تسلا، قد قال في مقابلة مع صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في أبريل 2018 إن “تقنية خلايا الوقود وسيلة احتيال حمقاء، وذلك لأن فصل الهيدروجين عن الماء عبر عملية التحليل الكهربائي يستهلك قدرا أكبر من الكهرباء عما ينتجه الهيدروجين”. وتصدر السيارات الكهربائية التي تعمل بخلايا الهيدروجين بخار الماء فقط، حيث إنها تحول ما يتم تخزينه فيها إلى كهرباء لتزويد المحرك بالطاقة. وتعمل خلايا الوقود على توليد الكهرباء من أجل تشغيل البطارية والمحرك عن طريق خلط الهيدروجين والأكسجين في الصفائح المعالجة بشكل خاص، والتي تتجمع لتشكل كومة خلية الوقود. oo ويرى الكثير من خبراء صناعة السيارات أن تطوير محركات الهيدروجين مكرس حاليا بشكل أساسي لمركبات الخدمات ومركبات البضائع الثقيلة. ومن خلال تتبع ما تقوم به الشركات، يتضح أن إنتاجها كثيف الاستخدام للطاقة ولا يزال يعتمد إلى حد كبير على الوقود الأحفوري، كما أن الافتقار إلى محطات الشحن يعيق تطورها. ولكن زيبسي لديه قناعة بأن خلايا وقود الهيدروجين يمكن أن توفر خيارا صديقا للمناخ لشريحة كبيرة من المستهلكين من 20 إلى 30 في المئة حسب تقديره، والذين لن تخدمهم البنية التحتية للشحن بما يكفي لاستخدام سيارة كهربائية بالكامل. وأشار في المقام الأول إلى السائقين الذين يقومون برحلات أطول عبر المناطق الريفية. ويعتقد الرئيس التنفيذي لشركة بي.أم.دبليو أن خلايا الوقود ستساعد في تقليل الاعتماد على بعض المواد الخام، مثل الليثيوم والكوبالت، لأن النظام القائم على الهيدروجين يستخدم في المقام الأول الألمنيوم والفولاذ والبلاتين، وهي معادن أكثر قابلية لإعادة التدوير. وفي الوقت نفسه، يبلغ حجم البطارية الاحتياطية لنظام خلايا الوقود تقريبا عشر تلك المستخدمة في المركبات الكهربائية ذات النطاق المماثل. وتخطط الشركة لإنتاج أقل من 100 سيارة هيدروجين من طراز آي.إكس بحلول نهاية العام الجاري للاختبار، و”تدرس بجدية” إمكانية إنتاج سيارات تعمل بخلايا الوقود بكميات كبيرة خلال العقد الحالي. الصانع الألماني يراهن على الهيدروجين الصانع الألماني يراهن على الهيدروجين ومن المتوقع أن توفر تويوتا خلايا الوقود، في حين طوّرت بي.أم.دبليو بعض المكونات، مثل الضواغط، وستنتج أنظمة خلايا الوقود في بافاريا. وستبدأ بي.أم.دبليو تسليم سياراتها الهيدروجينة المنتظرة لشركاء مختارين في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا اعتبارا من نهاية العام الجاري. كما أن الهدف من الاختبار الميداني، الذي سيستمر لمدة تصل إلى عامين، هو اكتساب نظرة ثاقبة على الاستخدام اليومي للسيارات. وكان زيبسي قد أشار مطلع الشهر الماضي إلى أن النماذج التي تعمل بالهيدروجين قد تكون خيارا لمنصة بي.أم.دبليو الجديدة “نويه كلاسيه” بدءا من عام 2025. وبحلول ذلك الوقت وحتى عام 2030 ستكون البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية غير كافية في العديد من البلدان، مما يجعل المركبات التي تعمل بالهيدروجين مهمة لتحقيق أهداف المناخ.

مشاركة :