تبدو لك بشرى بايبانو امرأةً بسيطةً وعاديةً للوهلة الأولى، لكنها سيدة التحديات بامتياز، هي التي تقفّت أثر أحلامها حتى النهاية. تركت الوظيفة المميزة بوصفها مهندسة، وركضت خلف أحلامها بعيداً في كل بقاع العالم لتتسلق أعتى الجبال، تعدّ المرأة العربية الوحيدة التي وصلت إلى قمة «أنابورنا» في النيبال خلال هذا العام لتخلق الحدث وتتلقى تهنئة خاصة من العاهل المغربي محمد السادس الذي وشحها بوسام المكافأة الوطنية من قبل على تميّزها، وهي أيضاً المرأة المغربية الأفريقية الوحيدة التي صعدت قمة إيفرست، عضو في الفيدرالية الملكية للتزحلق ورياضات الجبل، ورئيسة لجنة المرأة فيها. بدأ مسارها مع التسلق ورياضات الجبل في سن 15 سنة، وفي الخمسين تسلقت القمم السبع في العالم. بعد تحقيق أحلامها تريد أن تلهم النساء وتقول لهن «لا شيء مستحيل». «سيدتي» التقتها في الرباط، وأجرت معها هذا الحوار. تسلق الجبل بالنسبة إلي هواية وحب، بل شغف. حينما أتسلق الجبل، أكون في حالة سعادة وتناغم جميل مع نفسي، لذا فهو هوايتي وأكثر، هو شغفي الكبير. أجل هي هواية، في البداية كنت أذهب إلى الجبل لأمارس رياضة تستهويني، وكل مرة أدخل في تحدي مع نفسي لأكتشف طاقتي وأكتشف قدرتي على الصمود، وكل مرة يدفعني الفضول لاكتشاف جبال أخرى مختلفة، تدرجت شيئاً فشيئاً في ممارسة الهواية إلى أن تسلقت جبالاً عالية جداً، وتمكنت من أن أصل إلى أعلى قمم العالم وقمم صعبة. تابعي المزيد: متسلقة الجبال المغربية بشرى تستعد لتسلق "إيفرست" حينما تمكنت من الوصول إلى أعلى قمة في العالم، إيفرست، في عام 2017، سعدت جداً، كنت أول امرأة مغربية وشمال أفريقيّة تحقق هذا الإنجاز، كان الأمر خاصاً جداً بالنسبة إلي. كان فخرًا لي أن أرفع راية بلدي، وأشرف بلدي المغرب. كما شعرت بأنني أمثل نساء بلادي كلهن والمرأة العربية المسلمة في بقاع الأرض، لحظة يصعب التعبير عنها عشتها بأحاسيس جميلة واستثنائية. فعلاً، منحني التسلق طاقةً خاصةً، لأكون أكثر قوةً وتحدياً، وأذهب بلا تردد لمواجهة الصعاب، وأقبل بخوض تجارب جديدة، وأتعرف إلى ناس جدد وثقافات أخرى، منحني قوة وتميزاً داخلياً. لا أدري كيف أصفه، لكنه إحساس ممتع فيه تقدير للذات وشعور بالفخر. تابعي المزيد: ياسمين الدباغ: سعيدة بكوني أول سعودية تشارك في بطولة ألعاب القوى المقامة بأمريكا أبداً، أنا ولدت في الرباط، وكبرت فيها، ودرست فيها، وهي مدينة ساحلية لا جبال فيها، سبب اكتشافي للجبل هو أحد المخيمات الصيفية في عين خرزوزة بجبال الأطلس، كان لدينا عبور يومي إلى المدينة، وكان هذا العبور هو من جعلني أكتشف حبي للمشي في الطبيعة وعمري آنذاك 15 سنة، بعد مرور عشر سنوات سمعت عن جبل «توبقال»، فأخذتني الرغبة لاكتشاف الجبل وتسلقه. ومن هنا بدأت أول حكاياتي مع التسلق، لترافقني إلى الآن وأنا في الخمسين. درست، وتخرجت، وعملت مهندسة دولة في الاتصالات السلكية واللاسلكية، واشتغلت، ورزقت بابنتي، وظل معي هذا الشغف بالرياضة الجبلية. رافقتني رغبتي في اقتحام غمار المغامرات على الرغم من أنني لا أعرف نتيجتها إلى عام 2011، بعد أن تسلقت مجموعة من القمم في المغرب، قررت أن أخوض تجربة جديدة وأتعرف إلى أناس آخرين، وهذا ما دفعني لأتسلق أعلى قمة في أفريقيا، قمة كليمنجارو في تنزانيا، على ارتفاع 5895 متراً، وهناك اكتشفت مشروع تسلق القمم السبع في كل قارة. ومن ثم انطلق مساري المتميز بوصفي متسلقةً احترافيةً، وهو مشروع غالٍ ومكلف جداً، لكنني قررت أن أعيش هذا الحلم الذي بدأ يتحقق. بعده تسلقت أعلى قمة في أوروبا «أيل بروس» ثم «أكونكاغوا»، أعلى قمة في أميركا اللاتينية في عام 2014، وفي العام نفسه تسلقت أعلى قمة في أميركا الشمالية «جبل دينالي»، ثم قمة «كارستنز» في إندونيسيا، إلى أن وصلت قمة إيفرست، لأكون أول امرأة مغربية وشمال أفريقية تصل إلى هذه القمة، وختمت مشروعي بتسلق قمة «فانسون» أواخر عام 2018. بطبيعة الحال أشعر بالخوف عند كل مغامرة جديدة، لكن بمجرد أن أنفذ وأبدأ العمل يذهب الخوف. الخوف يزول بمواجهته. «أستعد جيداً، ولا أرمي نفسي إلى التهلكة. أتدرب جيداً، وأمارس الرياضة كثيراً وباستمرار، وفي الوقت نفسه أشتغل على القوة الذهنية لأقوي نفسي من الداخل لتجاوز الصعوبات، إضافة إلى التمرين على الصبر وتجاوز الذات». تابعي المزيد: أم لـ7 أطفال تتسلق أعلى جبال العالم أستطيع أن أقول إن المغامرة أصبحت بالنسبة إلي أمراً عادياً، بل يمكن القول إنني أصبحت أبحث عن المغامرة والتحدي. لعل المغامرة الكبرى التي قمت بها هي كوني غادرت وظيفتي التي تضمن لي مدخولاً محترماً، ودخلت غمار مغامرة مقاولة ذاتية فيها صعوبات وتحديات أخرى، تتمثل في البحث عن شركاء وتسويق منتوجك وتفاصيل أخرى ليست سهلة أبداً. أجل، جزءٌ كبير من نجاحي يعود إليه، كان دائماً إلى جانبي ويساندني، حتى في ظل الصعوبات التي كنت أمر بها وأفكر بالتراجع، أجده يشحذ همتي، ويحفزني على الاستمرار وعدم التخلي عن أحلامي. تابعي المزيد: سارة صبري.. أول رائدة فضاء مصرية تحلق خارج الأرض الحياة كلها تحديات في تقديري، وأعتقد أن المرأة أثبتت، اليوم، قدرتها على خوض مجالات الحياة كلها، أقول للنساء ثقن أكثر بقدراتكن، وتسلحن بالعلم والصبر، وحددن أهدافكن في الحياة، وسرن إلى الأمام، مذاق النجاح جميل ويستحق المكابدة. عليهن أن يمضين بثقة نحو تحقيق أحلام خاصة بهن، بموازاة مع أدوارهن الأخرى ليشعرن بالسعادة وطعم النصر الذي يمنحهن القوة والتأثير في محيطهن الاجتماعي والمجتمع ككل. فالمرأة حين تنجح في تحقيق أحلامها سينعكس ذلك إيجاباً على أبنائها وأسرتها، وتصبح نموذجاً جميلاً ومشرقاً في حياة الآخرين. كانت نقطة ضعفي ابنتي هبة التي كنت أَضْطَرُّ لتركها وحيدة لأيام كثيرة، وكنت أشعر بأنني لست أماً في المستوى، ولكنني أدركت فيما بعد، أنه من الضروري التضحة لتحقيق الأحلام، كنت أتركها مع والدها وأسرتي ووالدتي وأختي، وكنت أدرك أنها في أيادٍ أمينة، وحينما كنت أعود أعوضها عن الغياب بمنحها وقتاً أطول وأثمن، وحباً أكثر. منحتني مواجهة الصعاب في الحقيقة قوةً داخليةً كبرى جعلتني أخرج من باحة الأمان وأخوض غمار أشياء جديدة في حياتي، كما جعلتني أشعر بقيمة أمور يومية وأكون دائماً في امتنان، امتنان لله سبحانه وتعالى وللناس الذين ساعدوني، وامتنان لأشياء تكون عادية في حياتنا، مثل الشرب والأكل وفي بيت آمن. فحين تواجه وعورة الطبيعة والتسلق، تشعر هناك، فعلاً، بقيمة أشياء لا تعيرها اهتمامك في المعيش اليومي. لهذا السبب كتبت كتاباً تحت عنوان «طريقي نحو القمم السبع»، الذي أشاطر فيه مع القراء كل المغامرات التي خضتها، والدروس التي استفدت منها، والأمور التي جعلتني أنجح، إضافة إلى مفاتيح النجاح والحكايات التي عشتها خلال كل رحلاتي. أصدرته باللغة الفرنسية، وأنا الآن بصدد ترجمته ليكون متاحاً باللغة العربية قريباً. تابعي المزيد: بيتي برومج Betty Bromage امرأة في سن الـ93 عاماً تُحلِّق على جناح طائرة بعد تسلقي للقمم السبع، وعدد من القمم العالمية، أردت مشاطرة هذه التجربة مع أناس آخرين، خاصة الفتيات؛ ذلك لتكسير الصور النمطية الرائجة عن المرأة، لذلك أنظم مخيماً صيفياً مع الفتيات لأقول لهن بأن لا شيء مستحيلاً، ولكي يثقن بأنفسهن وأحلامهن، التي إن اشتغلن عليها سيحققنها، أريدهن أن يتحدين النظرة السائدة بأن هذا الشيء أو المجال هو خاص فقط بالرجال، أو هذه الدراسة للرجال فقط. كلنا سواء، نساء ورجالاً، فقط يجب العمل على الأهداف ليكون النجاح حليفهن. الأسرة هي الأهم، وهي الأساس، أسرتي هي أكبر سند لي، هي التي دعمتني ورعت ابنتي في غيابي، هي من يفرح لي، وتستقبلني عند كل عودة من مغامرة لتطمئن علي وتشجعني... هي السند القوي. بعد القمم السبع، تسلقت قمة «أنابورنا»، التي تعدّ من أصعب وأعلى القمم في العالم، فوق 8000 متر، وإن شاء الله أود تسلق قمم أخرى أعلى في جبال الهمالايا. تابعي المزيد: سعوديات يضعن بصمتهن في تسلق الجبال طبعاً، المجال متاح، لكن مع الإرادة والعمل الدؤوب. الأمر ليس سهلاً، ولكنه في الوقت نفسه ليس مستحيلاً، ولا بد من وجود الرغبة والحب. فالحب هو من يمنحك الشجاعة لمواجهة كل الصعاب والاستمرار. نعيش لحظات كثيرة صعبة، ونتعرض للمخاطر والحوادث الصعبة، لكن الحماسة والتحفيز هما من يعلمان الصبر. لا بد من تدريب جيد، والحفاظ على اللياقة البدنية، وحتى الذهنية. وعلى المرأة أن تدشن مشروعها بشكل تدريجي وعقلاني، على الأقل عليها أن تكتشف موهبتها، وتنخرط في برامج صغيرة للمشي مسافات طويلة في الطبيعة، وتتعلم بعض التقنيات للتسلق، وتبدأ بتسلق جبل قريب من محيطها وهكذا.. المهم أن تحاول دائماً البحث عما يحفزها ويسعدها ويجعلها مميزة في أي مجال تحبه. على الرغم من كل النجاحات التي حققتها، أملي أن أكون إنسانة استطاعت أن تلهم أناساً آخرين ليحققوا أهدافهم وأحلامهم في الحياة. أتمنى أن أكون مصدر إلهام لكل الناس، نساءً ورجالاً وشباباً، وأن أزرع الأمل فلا شيء مستحيلاً، أما أنا فأبقى في النهاية إنسانة متواضعة، سلاحي إيماني بالله، ومنه أستمد قوتي والإصرار على النجاح. تابعي المزيد: عمره 80 عاماً يتسلق 282 جبلاً في 1200 يوم ويحفر اسمه في جينيس تبدو لك بشرى بايبانو امرأةً بسيطةً وعاديةً للوهلة الأولى، لكنها سيدة التحديات بامتياز، هي التي تقفّت أثر أحلامها حتى النهاية. تركت الوظيفة المميزة بوصفها مهندسة، وركضت خلف أحلامها بعيداً في كل بقاع العالم لتتسلق أعتى الجبال، تعدّ المرأة العربية الوحيدة التي وصلت إلى قمة «أنابورنا» في النيبال خلال هذا العام لتخلق الحدث وتتلقى تهنئة خاصة من العاهل المغربي محمد السادس الذي وشحها بوسام المكافأة الوطنية من قبل على تميّزها، وهي أيضاً المرأة المغربية الأفريقية الوحيدة التي صعدت قمة إيفرست، عضو في الفيدرالية الملكية للتزحلق ورياضات الجبل، ورئيسة لجنة المرأة فيها. بدأ مسارها مع التسلق ورياضات الجبل في سن 15 سنة، وفي الخمسين تسلقت القمم السبع في العالم. بعد تحقيق أحلامها تريد أن تلهم النساء وتقول لهن «لا شيء مستحيل». «سيدتي» التقتها في الرباط، وأجرت معها هذا الحوار. المغربية بشرى بايبانو ماذا يعني لك تسلق الجبل؟ تسلق الجبل بالنسبة إلي هواية وحب، بل شغف. حينما أتسلق الجبل، أكون في حالة سعادة وتناغم جميل مع نفسي، لذا فهو هوايتي وأكثر، هو شغفي الكبير. هل هي مجرد هواية أثمرت مساراً استثنائياً، أم تحدٍ شخصي؟ أجل هي هواية، في البداية كنت أذهب إلى الجبل لأمارس رياضة تستهويني، وكل مرة أدخل في تحدي مع نفسي لأكتشف طاقتي وأكتشف قدرتي على الصمود، وكل مرة يدفعني الفضول لاكتشاف جبال أخرى مختلفة، تدرجت شيئاً فشيئاً في ممارسة الهواية إلى أن تسلقت جبالاً عالية جداً، وتمكنت من أن أصل إلى أعلى قمم العالم وقمم صعبة. تابعي المزيد: متسلقة الجبال المغربية بشرى تستعد لتسلق "إيفرست" أحاسيس استثنائية المغامرة المغربية بشرى بايبانو ما أقوى اللحظات التي عِشْتِها بصفتك امرأة؟ حينما تمكنت من الوصول إلى أعلى قمة في العالم، إيفرست، في عام 2017، سعدت جداً، كنت أول امرأة مغربية وشمال أفريقيّة تحقق هذا الإنجاز، كان الأمر خاصاً جداً بالنسبة إلي. كان فخرًا لي أن أرفع راية بلدي، وأشرف بلدي المغرب. كما شعرت بأنني أمثل نساء بلادي كلهن والمرأة العربية المسلمة في بقاع الأرض، لحظة يصعب التعبير عنها عشتها بأحاسيس جميلة واستثنائية. هل منحك التسلّق قوةً خاصةً؟ فعلاً، منحني التسلق طاقةً خاصةً، لأكون أكثر قوةً وتحدياً، وأذهب بلا تردد لمواجهة الصعاب، وأقبل بخوض تجارب جديدة، وأتعرف إلى ناس جدد وثقافات أخرى، منحني قوة وتميزاً داخلياً. لا أدري كيف أصفه، لكنه إحساس ممتع فيه تقدير للذات وشعور بالفخر. تابعي المزيد: ياسمين الدباغ: سعيدة بكوني أول سعودية تشارك في بطولة ألعاب القوى المقامة بأمريكا اكتشاف الجبال المغامرة المغربية بشرى بايبانو أتدرب جيداً، وأمارس الرياضة باستمرار، وفي الوقت نفسه أشتغل على القوة الذهنية لتجاوز أي صعوبات هل اكتشفت الرياضة الجبلية مصادفة، أم أنك مغرمة بالطبيعة وتنتمين إلى الجبل؟ أبداً، أنا ولدت في الرباط، وكبرت فيها، ودرست فيها، وهي مدينة ساحلية لا جبال فيها، سبب اكتشافي للجبل هو أحد المخيمات الصيفية في عين خرزوزة بجبال الأطلس، كان لدينا عبور يومي إلى المدينة، وكان هذا العبور هو من جعلني أكتشف حبي للمشي في الطبيعة وعمري آنذاك 15 سنة، بعد مرور عشر سنوات سمعت عن جبل «توبقال»، فأخذتني الرغبة لاكتشاف الجبل وتسلقه. ومن هنا بدأت أول حكاياتي مع التسلق، لترافقني إلى الآن وأنا في الخمسين. درست، وتخرجت، وعملت مهندسة دولة في الاتصالات السلكية واللاسلكية، واشتغلت، ورزقت بابنتي، وظل معي هذا الشغف بالرياضة الجبلية. رافقتني رغبتي في اقتحام غمار المغامرات على الرغم من أنني لا أعرف نتيجتها إلى عام 2011، بعد أن تسلقت مجموعة من القمم في المغرب، قررت أن أخوض تجربة جديدة وأتعرف إلى أناس آخرين، وهذا ما دفعني لأتسلق أعلى قمة في أفريقيا، قمة كليمنجارو في تنزانيا، على ارتفاع 5895 متراً، وهناك اكتشفت مشروع تسلق القمم السبع في كل قارة. ومن ثم انطلق مساري المتميز بوصفي متسلقةً احترافيةً، وهو مشروع غالٍ ومكلف جداً، لكنني قررت أن أعيش هذا الحلم الذي بدأ يتحقق. بعده تسلقت أعلى قمة في أوروبا «أيل بروس» ثم «أكونكاغوا»، أعلى قمة في أميركا اللاتينية في عام 2014، وفي العام نفسه تسلقت أعلى قمة في أميركا الشمالية «جبل دينالي»، ثم قمة «كارستنز» في إندونيسيا، إلى أن وصلت قمة إيفرست، لأكون أول امرأة مغربية وشمال أفريقية تصل إلى هذه القمة، وختمت مشروعي بتسلق قمة «فانسون» أواخر عام 2018. كيف تتحدين الخوف من المغامرة بتسلق جبال عاتية؟ بطبيعة الحال أشعر بالخوف عند كل مغامرة جديدة، لكن بمجرد أن أنفذ وأبدأ العمل يذهب الخوف. الخوف يزول بمواجهته. «أستعد جيداً، ولا أرمي نفسي إلى التهلكة. أتدرب جيداً، وأمارس الرياضة كثيراً وباستمرار، وفي الوقت نفسه أشتغل على القوة الذهنية لأقوي نفسي من الداخل لتجاوز الصعوبات، إضافة إلى التمرين على الصبر وتجاوز الذات». تابعي المزيد: أم لـ7 أطفال تتسلق أعلى جبال العالم المغامرة الكبرى هل أصبحت المغامرة جزءاً من حياتك اليوم؟ أستطيع أن أقول إن المغامرة أصبحت بالنسبة إلي أمراً عادياً، بل يمكن القول إنني أصبحت أبحث عن المغامرة والتحدي. لعل المغامرة الكبرى التي قمت بها هي كوني غادرت وظيفتي التي تضمن لي مدخولاً محترماً، ودخلت غمار مغامرة مقاولة ذاتية فيها صعوبات وتحديات أخرى، تتمثل في البحث عن شركاء وتسويق منتوجك وتفاصيل أخرى ليست سهلة أبداً. هل وجدت دعماً خاصّاً من زوجك؟ أجل، جزءٌ كبير من نجاحي يعود إليه، كان دائماً إلى جانبي ويساندني، حتى في ظل الصعوبات التي كنت أمر بها وأفكر بالتراجع، أجده يشحذ همتي، ويحفزني على الاستمرار وعدم التخلي عن أحلامي. تابعي المزيد: سارة صبري.. أول رائدة فضاء مصرية تحلق خارج الأرض مذاق النجاح بشرى بايبانو مع الجوائز والميداليات في بيتها المرأة حين تنجح في تحقيق أحلامها ينعكس ذلك إيجاباً على أسرتها، وتصبح نموذجاً جميلاً ومشرقاً في حياة الآخرين كلمتك للنساء العربيات؟ الحياة كلها تحديات في تقديري، وأعتقد أن المرأة أثبتت، اليوم، قدرتها على خوض مجالات الحياة كلها، أقول للنساء ثقن أكثر بقدراتكن، وتسلحن بالعلم والصبر، وحددن أهدافكن في الحياة، وسرن إلى الأمام، مذاق النجاح جميل ويستحق المكابدة. عليهن أن يمضين بثقة نحو تحقيق أحلام خاصة بهن، بموازاة مع أدوارهن الأخرى ليشعرن بالسعادة وطعم النصر الذي يمنحهن القوة والتأثير في محيطهن الاجتماعي والمجتمع ككل. فالمرأة حين تنجح في تحقيق أحلامها سينعكس ذلك إيجاباً على أبنائها وأسرتها، وتصبح نموذجاً جميلاً ومشرقاً في حياة الآخرين. ما نقطة ضعفك، وكيف واجهت لحظات الضعف؟ كانت نقطة ضعفي ابنتي هبة التي كنت أَضْطَرُّ لتركها وحيدة لأيام كثيرة، وكنت أشعر بأنني لست أماً في المستوى، ولكنني أدركت فيما بعد، أنه من الضروري التضحة لتحقيق الأحلام، كنت أتركها مع والدها وأسرتي ووالدتي وأختي، وكنت أدرك أنها في أيادٍ أمينة، وحينما كنت أعود أعوضها عن الغياب بمنحها وقتاً أطول وأثمن، وحباً أكثر. منحتني مواجهة الصعاب في الحقيقة قوةً داخليةً كبرى جعلتني أخرج من باحة الأمان وأخوض غمار أشياء جديدة في حياتي، كما جعلتني أشعر بقيمة أمور يومية وأكون دائماً في امتنان، امتنان لله سبحانه وتعالى وللناس الذين ساعدوني، وامتنان لأشياء تكون عادية في حياتنا، مثل الشرب والأكل وفي بيت آمن. فحين تواجه وعورة الطبيعة والتسلق، تشعر هناك، فعلاً، بقيمة أشياء لا تعيرها اهتمامك في المعيش اليومي. لهذا السبب كتبت كتاباً تحت عنوان «طريقي نحو القمم السبع»، الذي أشاطر فيه مع القراء كل المغامرات التي خضتها، والدروس التي استفدت منها، والأمور التي جعلتني أنجح، إضافة إلى مفاتيح النجاح والحكايات التي عشتها خلال كل رحلاتي. أصدرته باللغة الفرنسية، وأنا الآن بصدد ترجمته ليكون متاحاً باللغة العربية قريباً. تابعي المزيد: بيتي برومج Betty Bromage امرأة في سن الـ93 عاماً تُحلِّق على جناح طائرة تسلق الجبال علمني قيمة كل شيء في حياتنا كسر الصور النمطية ماذا تقولين أو تنصحين الشابات العربيات؟ بعد تسلقي للقمم السبع، وعدد من القمم العالمية، أردت مشاطرة هذه التجربة مع أناس آخرين، خاصة الفتيات؛ ذلك لتكسير الصور النمطية الرائجة عن المرأة، لذلك أنظم مخيماً صيفياً مع الفتيات لأقول لهن بأن لا شيء مستحيلاً، ولكي يثقن بأنفسهن وأحلامهن، التي إن اشتغلن عليها سيحققنها، أريدهن أن يتحدين النظرة السائدة بأن هذا الشيء أو المجال هو خاص فقط بالرجال، أو هذه الدراسة للرجال فقط. كلنا سواء، نساء ورجالاً، فقط يجب العمل على الأهداف ليكون النجاح حليفهن. الأسرة بالنسبة إليك؟ الأسرة هي الأهم، وهي الأساس، أسرتي هي أكبر سند لي، هي التي دعمتني ورعت ابنتي في غيابي، هي من يفرح لي، وتستقبلني عند كل عودة من مغامرة لتطمئن علي وتشجعني... هي السند القوي. ما طموحاتك الأخرى؟ بعد القمم السبع، تسلقت قمة «أنابورنا»، التي تعدّ من أصعب وأعلى القمم في العالم، فوق 8000 متر، وإن شاء الله أود تسلق قمم أخرى أعلى في جبال الهمالايا. تابعي المزيد: سعوديات يضعن بصمتهن في تسلق الجبال المجال متاح مع زوجها عبد المالك وابنتها هبة نقطة ضعفي هي ابنتي ولا نجاح من دون تضحيات هل يمكن لأي امرأة أن تتسلق الجبال؟ طبعاً، المجال متاح، لكن مع الإرادة والعمل الدؤوب. الأمر ليس سهلاً، ولكنه في الوقت نفسه ليس مستحيلاً، ولا بد من وجود الرغبة والحب. فالحب هو من يمنحك الشجاعة لمواجهة كل الصعاب والاستمرار. نعيش لحظات كثيرة صعبة، ونتعرض للمخاطر والحوادث الصعبة، لكن الحماسة والتحفيز هما من يعلمان الصبر. لا بد من تدريب جيد، والحفاظ على اللياقة البدنية، وحتى الذهنية. وعلى المرأة أن تدشن مشروعها بشكل تدريجي وعقلاني، على الأقل عليها أن تكتشف موهبتها، وتنخرط في برامج صغيرة للمشي مسافات طويلة في الطبيعة، وتتعلم بعض التقنيات للتسلق، وتبدأ بتسلق جبل قريب من محيطها وهكذا.. المهم أن تحاول دائماً البحث عما يحفزها ويسعدها ويجعلها مميزة في أي مجال تحبه. بشرى بايبانو، من هي باختصار بعد كل هذا التألق؟ على الرغم من كل النجاحات التي حققتها، أملي أن أكون إنسانة استطاعت أن تلهم أناساً آخرين ليحققوا أهدافهم وأحلامهم في الحياة. أتمنى أن أكون مصدر إلهام لكل الناس، نساءً ورجالاً وشباباً، وأن أزرع الأمل فلا شيء مستحيلاً، أما أنا فأبقى في النهاية إنسانة متواضعة، سلاحي إيماني بالله، ومنه أستمد قوتي والإصرار على النجاح. تابعي المزيد: عمره 80 عاماً يتسلق 282 جبلاً في 1200 يوم ويحفر اسمه في جينيس
مشاركة :