في مقطع فيديو مصور ظهر صبي يبلغ من العمر 12 عاما رافعا ذراعية يتوسل الرأفة من خاطفيه في محاولة لصد البندقية الموجهة إلى وجهه، في الوقت الذي يصيح فيه حامل البندقية في وجهه ”أين المال؟ أين المال؟”. الرجل الذي يظهر في الصورة يسحب الزناد، في محاولة لإخافة الصبي.. وينجح في ذلك، ويضرب الصبي على رأسه بفوهة البندقية، بينما يبكي الصبي قائلا ”أقسم لك.. ليس بحوزتي أي مال”. وخطف مسلحون مجهولون الصبي مازن محمد آدم، وهو لاجئ في ليبيا من إقليم دارفور الأسبوع الماضي مطالبين بفدية قدرها 5000 دينار، وبعد ساعات من بث التسجيل المصور لهذا المشهد على وسائل التواصل الاجتماعي خطف مسلحون والد الصبي. وبحسب العائلة الطفل كان يعمل في ورشة لصيانة السيارات وخرج منذ صباح 30 أغسطس ولم يعد، حتى ظهر في التسجيل المصور. أثارت قصة الصبي ووالده مخاوف رجل الشارع الليبي وحقوقيين، حيث سلط التسجيل المصور الضوء على تفشي الانتهاكات والتعذيب والعنف الجنسي وقتل المهاجرين في ليبيا. وصل محمد آدم إلى ليبيا مع أطفاله الأربعة بعدما فر من دارفور بالسودان في ديسمبر/كانون الأول 2017، وقبلها ببضعة أشهر لقيت زوجته حتفها عندما أضرمت النيران في منزلهم خلال أعمال عنف قبلية في دارفور. استقر آدم في طرابلس بانتظار فرصة للوصول إلى أوروبا، وتم تسجيل طلبه وأطفاله للجوء في سجل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وفق وثيقة اطلعت عليها أسوشيتدبرس، وعمل آدم كعامل بأجر يومي. تحدث آدم إلى الأسوشيتدبرس عبر الهاتف قبل ساعات فقط من إعلان ابنته رحاب ( 20 عاما) أن رجالا مسلحين يرتدون الزي العسكري خطفوه. وصف آدم كيف تم إلقاء القبض على الأسرة بأكملها في يناير/كانون الثاني، رغم وضعهم كطالبي لجوء معترف بهم، وذلك في حملة ضد المهاجرين شنتها السلطات الليبية. وقال إنهم احتجزوهم لأكثر من ثلاثة أشهر في مركز احتجاز في بلدة عين زارة، حيث تعرضوا لانتهاكات على يد الحراس وأحرقوا متعلقاتهم القليلة. وأضاف أنه تم الإفراج عنهم في 25 أبريل/ نيسان بعد تدخل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ثم انتقلوا إلى ورشفانة ، وهي بلدة تقع بضواحي طرابلس. عمل مازن، وهو الثاني من بين أربعة أخوة، أيضا كعامل باليومية في مزارع وورش لمساعدة الأسرة، وفي 30 أغسطس/آب غادر المنزل في الصباح متجها إلى العمل كالمعتاد، لكنه لم يعد. بعد ظهر ذلك اليوم تلقى آدم مكالمة هاتفية من امرأة سودانية أخرى في ليبيا أبلغته أن إبنه قد يكون مخطوفا، وأرسلت له مقطعا مسجلا يظهر فيه مازن وهو يتعرض للإيذاء، وشاهدته مجموعة من المهاجرين السودانيين على تطبيق واتساب. ومن غير الواضح كيف وصلهم التسجيل المصور، لكن هناك احتمالا قويا أن خاطفي مازن رغبوا في الضغط على عائلته لإرسال فدية، كما يحدث كثيرا. في التسجيل المصور يطلب محتجزو مازن 5000 دينار ليبي ، أي حوالي 1000 دولار، ويطلبون من الصبي التواصل مع أصدقائه أو عائلته لإرسال المبلغ. و قال آدم بعد ساعات من بث التسجيل المصور ”ليس لدي المال لإطلاق سراحه” متسائلا “هل لايزال حيا”؟ وردا على طلبنا بالتعليق قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها على علم ”بالتسجيل المصور المؤلم … وتتابع ذلك من خلال اتصال مباشر بالعائلة”. وبعد يوم من ظهور التسجيل المصور توقفت ثلاث سيارات أمام منزل آدم في ورشفانة. وقالت رحاب إن مسلحين خرجوا واقتادوا والدها. لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن خطف الطفل ولا والده. ولم يرد متحدث باسم الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها على مكالمات هاتفية أو رسالة تطلب التعقيب. الآن تتواجد رحاب وشقيقتها الصغرى مناسك (11 عاما) وشقيقها مصطفى ( 9 أعوام) في مركز تابع لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في طرابلس. وقالت ”لا نعرف مكان والدنا وشقيقنا. إن شاء الله نلتقي قريبا”. وعبر وسم #أين_مازن_ووالده؟ قالت ود الشريف الطفل السوداني مازن محمد آدم تم خطفه وإرسال فيديو التعذيب وطلب فدية 5000 دينار من قبل مسلح ليبي من مدينة ورشفانة وهو مكان الإختطاف بتاريخ 30 أغسطس حسب العائلة وشهود عيان، وفي اليوم التالي قامت مجموعة مسلحة عبر 3 سيارات اعتقال الأب من المنزل وتم اقتياده إلى جهة غير معروفة وترك بقية الأطفال في المنزل، لم تعلن أي جهة رسمية التحقيق في الحادثة. ويستخدم الاتحاد الأوروبي بعض سلطات البلاد للقيام بدور الشرطي لمنع المهاجرين من الوصول إلى شواطئه، من خلال احتجازهم هناك. وازدهرت تجارة تهريب البشر المربحة وتشاركت فيها الميليشيات، فأحيانا تتلقى الميليشيات رشى من المهربين لغض البصر عنهم، وكثيرا ما تقوم الميليشيات نفسها بخطف المهاجرين واحتجازهم وتعذيبهم لابتزاز أموال منهم. وقال محققون مفوضون من الأمم المتحدة العام الماضي إن مثل هذه الممارسات ترقى إلى مرتبة جرائم ضد الإنسانية، كما حذرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من أن ليبيا ”ليست دولة لجوء ولا موقعا آمنا”.
مشاركة :