قال الباحث علي أحمد الكندي المررفي في حديثه لـ (الاتحاد الثقافي): «علاقتي بهذه المذكرة علاقة قديمة، وذلك منذ أن بدأت البحث عن المصادر التاريخية لمنطقة الظفرة، للاستفادة منها في بحوثي وكتاباتي، فكانت هذه المذكرة من الأسماء التي كنت بحاجة إليها، فبحثت عنها في المكتبات التي لها عناية بالوثائق القديمة، فوجدتها مذكورة في فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، فصورت منها نسخة، ثم استطعت أن أحصل على عدة نسخ للمذكرة من الأرشيف والمكتبة الوطنية في أبوظبي، والتي سهلت علي قراءة الكلمات المطموسة وغير الواضحة بالرجوع إلى النسخ الأخرى». ويضيف: الذين كتبوا هذه المذكرة هم موظفو الحكومة البريطانية، ومن قراءة المذكرة يتضح جلياً أنها كتبت بداية باللغة الإنجليزية، ثم ترجمت إلى العربية، ويبدو ذلك من الأخطاء الكثيرة في أسماء الأماكن. أخبار ذات صلة آرثر رامبو.. الكائن النّيزكي قاسمنا المشترك ثلاث روايات عن الجوع في مناقشات «الملتقى الأدبي» علي المرر علي المرر وتابع المرر: كُتبت المذكرة من أجل تقديمها إلى المحكمة الدولية لإثبات حق مشيخة أبوظبي في منطقة الظفرة سنة 1955م، إلا أن المهم في المذكرة ما جاء فيها من التوثيق لتاريخ الظفرة ممّا كتب فيها من الوصف التاريخي لمناطق الظفرة وبيان أقسامها، وذكر أسماء لبعض أعلامها، والمهن التي امتهنها سكانها، والنظام المتبع لديهم في طريقة عيشهم، ومواسم تنقلاتهم في السنين الماضية، ومصادر دخلهم، ثم بيان امتداد سلطة آل بوفلاح في المنطقة، وولاء جميع سكان الظفرة لحاكم أبوظبي، بالإضافة إلى المعلومات الدقيقة عن المناطق التي امتدت إليها سلطة آل بوفلاح وقوة بني ياس السياسية في شرق الجزيرة العربية، وولادة الشيخ خالد بن سلطان آل نهيان في ليوا، والمعلومات الدقيقة عن تاريخ القلاع والأبراج القديمة في ليوا لا تجدها في غيرها من الوثائق. ويلفت المرر إلى أن المذكرة جمعت معلومات تاريخية مهمة، ولكنها لم تتطرق إلى التاريخ القديم لمنطقة الظفرة، فأقدم حدث جاء فيها هو زيارة سكانها للساحل واكتشاف بئر الماء في جزيرة أبوظبي سنة 1761، ثم الأحداث التي تلت تلك السنة. والسبب هو قلة المصادر التي تتحدث عن الحقبة التي سبقت تلك السنة، وعدم الاهتمام بالتدوين قبل ذلك، ومن الواضح أن أصحاب المذكرة لم تتوفر لديهم المصادر القديمة لتاريخ الظفرة. يؤكد المرر: هذا لا يقلل من أهمية ما كتب في المذكرة من معلومات تاريخية عن منطقة الظفرة، فهي تعتبر مصدراً وثيقاً لمن أراد معرفة تاريخ الظفرة ولا غنى للباحثين والمؤرخين عنها، لما حملته في طياتها من أخبار نادرة وتفاصيل أحداث غابرة. برج المارية الغربية قبل الترميم في منطقة الظفرة برج المارية الغربية قبل الترميم في منطقة الظفرة مخزون ثقافي نادر يشير المرر إلى أن الكتاب يتضمن نص المذكرة، بالإضافة إلى معلومات عن الساحل المتصالح، سلطة حاكم أبوظبي، سكان الظفرة، مناطق الظفرة وجزرها: ليوا، قلاع وأبراج ليوا، البطين، الكدن، الظفرة الغربية، بينونة، الطف، البطانة والقفا والساروق، رملة الحمرة، الساحل، خور العديد، العقل، المجن، سبخة مطي، الجزر. متناولاً تاريخ مشيخة أبوظبي، بالإضافة إلى اقتصاد منطقة الظفرة: صيد اللؤلؤ، صيد السمك وجمع سماد الطيور، اقتصاد ليوا والصحاري المجاورة لها، وصولاً إلى القبائل: بنو ياس (التي كانت في ليوا في أوج موسم قطف التمر في سنتي 1951 و1954 وهم: المزاريع، الهوامل، المحاربة، القبيسات، آل بوفلاح، المرر)، والمناصير. واستعرض الكتاب مجموعة من الصور والمصادر التي توّثق تلك الحقبة الزمنية التي مرت بها منطقة الظفرة، كأحد المحاضر في ليوا، وجزيرة دلما، والمنازل المصنوعة من سعف النخيل في ليوا، وبرج المراية الغربية قبل الترميم، ومربعة ظفير، وبقايا آثار حصن الظفرة، والعديد غيرها من الصور مع الوثائق النادرة مثل معاهدة السلام الدائمة بين الحكومة البريطانية والقبائل العربية 1820م، التي تجعل القارئ أمام مخزونٍ ثقافيٍ تاريخيٍ حافل بالإرث الذي يضيف إليه المعلومات الجديدة والقيّمة. واختتم المرر حديثه لـ «الاتحاد الثقافي» قائلاً: يراد في هذا العمل التاريخي الذي يوثق أهم مراحل منطقة الظفرة، بمعلومات دقيقة تعزز من قيمة المادة نفسها لأن تكون مرجعاً للباحثين والمعنيين والمهتمين بمناطق الظفرة ومواردها، وقبائلها، وشيوخها، وأساليب عيش سكانها، حيث يجعلهم الكتاب أمام صورة متكاملة، ومراجع لوثائق تاريخية تصب في تلك الحقبة التي مرت على المنطقة. مؤكداً، ما يميز هذا الجهد هي الصياغة التي جاءت على المذكرة بإضافة بعض المعلومات والتعليقات الموجزة إتماماً للفائدة، وتصحيح ما ورد فيها من أخطاء، ما أسهم في إثراء محتوى هذه المذكرة المهمة في تاريخ إمارة أبوظبي خاصة، وتاريخ دولة الإمارات عامة، وأن يكون الكتاب قيّماً بما يحتويه بين دفتيه لينقل القارئ إلى تاريخ عريق من القصص والذكريات والحقائق التي تنعم بها مناطق الظفرة.
مشاركة :