قطر تحاول نزع شوكة الانتهاكات من خاصرة المونديال

  • 9/8/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال ناصر الخاطر الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر الخميس، إن قطر واجهت انتقادات جائرة بشأن استضافتها للبطولة غير مبنية على حقائق، مستدركا أن الدوحة استجابت لأي انتقادات بناءة. ومنذ حصولها على حقوق تنظيم منافسات كأس العالم في 2010 تواجه قطر انتقادات وشكوكا حادة بشأن عديد القضايا أبرزها يتعلق بوضعية العمال المهاجرين. قالت منظمة إكيديم الناشطة في مجال حقوق العمال في أغسطس/ آب الماضي إن قطر رحلت عمالا وافدين بعد تنظيمهم احتجاجا نادرا على عدم دفع الأجور. وأكدت الحكومة القطرية اعتقال بعض العمال الذين شاركوا في احتجاج 14 أغسطس، دون أن تذكر تفاصيل عن طردهم أو بقائهم. وخلال احتجاج أغسطس علق 60 عاملا على الأقل، من بينهم بعض الذين لم يتلقوا رواتبهم لمدة سبعة أشهر، حركة المرور خارج شركة البندري. وقال مصطفى قادري، رئيس إكيديم التي تتخذ من لندن مقرا لها "تحدثنا إلى عمال شاركوا في الاحتجاجات، من بينهم شخص تم ترحيله إلى نيبال، وتأكدنا أنه عاد إلى بلاده". وردت الحكومة القطرية بأن "عددا من المتظاهرين اعتقلوا لخرقهم قوانين الأمن العام". وأضافت أن "أقلية من المتظاهرين ممن لم يراعوا الحفاظ على السلم، وعملوا على انتهاك قوانين الأمن العام في قطر، يواجهون الترحيل بأمر من المحكمة". ولم تذكر الحكومة أي تفاصيل عن عدد العمال الذين شاركوا في الاحتجاج. وقالت وزارة العمل القطرية إنها تدفع الرواتب والمزايا المستحقة لعمال البندري. وأضافت أن "إجراءات أخرى" اتخذت مع الشركة التي كانت قيد التحقيق بالفعل لتقاعسها عن دفع الأجور. وفي يوليو/ تموز الماضي، نشر مركز بيزنس أند هيومان رايتس ريسورس الخيري، وهو منظمة غير حكومية دولية تتعقب آثار حقوق الإنسان لأكثر من 10 آلاف شركة في حوالي 200 دولة، تقريرا جديدا شمل مشاركة 19 شركة إدارة فنادق عالمية في استفتاء صنفهم وفقا لنهجهم في حماية حقوق العمالة الوافدة. وجاء البحث للحصول على ردود من الشركات حول ما أثاره المجتمع المدني من مخاوف حول سوء معاملة العمالة الأجنبية في قطر. وتمثل الفنادق التي شملها الاستطلاع أكثر من 100 علامة تجارية عالمية مع أكثر من 80 فندقا في الدولة الخليجية، التي تستعد لاستضافة مشجعي كرة القدم في الـ20 من نوفمبر/تشرين الثاني القادم. وكشفت إجابات الفنادق أنها "لا تقوم بالعناية الواجبة بحقوق الإنسان لمنع تعرض العمال لانتهاكات ممنهجة، بما في ذلك رسوم التوظيف الباهظة والتمييز والوقوع في شرك الوظائف من خلال الخوف والترهيب". وفي الوقت الذي تكثف فيه جماعات حقوق الإنسان حملاتها قبل كأس العالم، وتدعو الفيفا إلى دفع تعويضات للعمال، فإن الحكومة تسلط الضوء على الإصلاحات الرئيسية التي أدخلتها. وقالت الحكومة القطرية ، إنها أدخلت إصلاحات مختلفة في السنوات الخمس الماضية ، بما في ذلك حد أدنى وطني جديد للأجور وإلغاء تصاريح الخروج وقال الخاطر إن "تكلفة البطولة تضاهي البطولات الثلاث السابقة أو ربما أقل"، مؤكدا أن البنية التحتية للملاعب والنقل قد اكتملت. وبلغت تكلفة كأس العالم 220 مليار دولار أميركي، بحسب تقارير نشرتها وكالة  رويترز للأنباء، وهو ما يتجاوز ضعف إجمالي ما تم إنفاقه لاستضافة كل نسخ البطولة عبر التاريخ. ويتجاهل منظمو كأس العالم الرد على أسئلة حول كيفية معاقبة السلطات الأمنية القطرية للمشجعين الذين يخالفون القوانين مثل تناول الكحول في الأماكن العامة. وأعلنت قطر أنها تعتزم السماح للمشجعين من حاملي تذاكر مباريات كأس العالم  لكرة القدم بشراء جعة (بيرة) تحتوي على نسبة كحول قبل ثلاث ساعات من انطلاق المباراة ولمدة ساعة بعد صفارة النهاية، ولكن ليس في أثناء المباراة. وأضاف مصدر في اللجنة المنظمة أن الشركة التي تتمتع بحقوق حصرية لبيع  الجعة  في البطولة ،وهي من الرعاة الرئيسيين لكأس العالم، ستقدم مشروبها داخل محيط كل ملعب، ولكن ليس في مدرجات الملعب أو في المداخل. وفي بطولات كأس العالم السابقة، كان يُسمح بشرب الجعة في مناطق المشجعين طوال اليوم.  وأفاد المصدر بأن القرار بشأن مكان وموعد بيع الجعة للجماهير قد تحدد الآن، لكن السعر الذي سيدفعه المشجعون مقابل الجعة لا يزال قيد البحث. ولا تحظر قطر المشروبات الكحولية مثل السعودية المجاورة، لكن تناولها في الأماكن العامة غير قانوني. ولا يمكن للزوار جلب الخمور إلى قطر، حتى من السوق الحرة في المطار، ولا يمكنهم شراؤها من متجر الخمور الوحيد في البلاد، في ضواحي الدوحة. ويمكن فقط للمقيمين الأجانب الحاصلين على تصاريح شراء الخمور لاحتسائها في المنزل.  ويمكن للزوار شرب الخمور في بعض الفنادق والنوادي المرخصة، حيث يمكن أن يصل سعر نصف لتر من الجعة إلى 18 دولارا. وتجنب الخاطر تقديم تفاصيل حول الدول التي سترسل أفراد شرطة أو جنودا إلى قطر للمساعدة في تأمين البطولة. وسبق للدوحة أن أعلنت استعانتها بالقوات التركية والمغربية وسلاح البحرية الملكية البريطانية وقوات الناتو للمساعدة في تأمين المونديال. وأعلن مسؤول في وزارة الأمن القومي الأميركية لشبكة إيه بي سي نيوز، أن الوزارة ستساعد في تأمين مونديال قطر. وأكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو في وقت سابق أن "الشرطة التركية ستعمل على تأمين بطولة كأس العالم لكرة القدم"، مشيراً إلى أن 3250 فردا سيعملون في قطر لمدة 45 يوما تقريبا. وأضاف أن "تركيا سترسل أيضا 50 كلبا بوليسيا مدربا مع مدربيها للكشف عن القنابل، و50 خبيرا بإبطال مفعول القنابل". وأعلنت لجنة الأمن والسلامة القطرية لبطولة كأس العالم الخميس أن "على المشجعين الدوليين الذين يعتزمون دخول البلاد بالسيارات تسجيل سياراتهم ابتداء من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل". وأعلنت وزارة الخارجية السعودية أواخر الشهر الماضي أنه قد تقرر منح تأشيرات متعددة الدخول لحاملي بطاقة "مشجع هيّا"، وهي وثيقة تعريف شخصية إلزامية للمشجعين لحضور مباريات مونديال قطر. وتستعد دولة الإمارات لاستقبال قرابة المليون مشجع من الذين حجزوا تذاكر المباريات وفضّلوا الإقامة في دبي وأبو ظبي وعدد من المدن الإماراتية، مع إمكانية التوجه إلى قطر يوم المباراة والعودة مباشرة بفضل توفر أكثر من 40 رحلة يومية من دبي إلى الدوحة. وتتوقع قطر أن يزورها مليون و200 ألف شخص لحضور كأس العالم، وقد أعرب العديد من المشجعين عن مخاوفهم بشأن محدودية توفر أماكن الإقامة والسفر.

مشاركة :