أحمد أبو خنيجر: لا جدوى من ورش الكتابة

  • 1/3/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تمتاز كتابات الروائي والقاص المصري أحمد أبو خنيجر برائحة جنوب مصر، وحكايات الأسلاف، التي تمد خيوطها إلى الواقع المعاصر، فتصنع عالماً متشابكاً من الرؤى، وهذا ما ظهر بوضوح في رواياته خور الجمال، العمة أخت الرجال ونجع السلعوة ، إضافة إلى مجموعاته القصصية ودراساته في الأدب الشعبي. هنا حوار مع الروائي والقاص أحمد أبو خنيجر. هل الموهبة ضرورية لصناعة كاتب؟ ـ الظروف الحياتية والبيئية تؤثر بشكل كبير في الكاتب، عندما تجيء نداهة الكتابة، والموهبة هي الأساس، لكن إلى أي مدى نعوّل على مسألة الموهبة، فهناك كثيرون لديهم مواهب متعددة، لكنهم لا يدركونها. لكن البعض يرى أن ورش الكتابة أصبحت بديلاً للموهبة؟ ـ لا أرى جدوى في ورش الكتابة التي يشارك فيها الشباب لكتابة عمل إبداعي، فالكتابة ليست صنعة، وإذا خرج منها عمل روائي فسيكون بلا روح، وقد شاركت في ورش لتعليم تقاليد الكتابة، لا لكتابة رواية، فأنا ضد الورش التي تسعى إلى تأسيس كتابة. هل ترتبط الموهبة بسن معينة؟ ـ مسألة السن لا يعوّل عليها، كثيرون بدأوا الكتابة بعد الأربعين، فيوسف زيدان على سبيل المثال كان باحثاً في التراث، وكتب الرواية في مرحلة متأخرة من العمر، الموضوع بحاجة إلى مراجعة، فالسن ليست مقياساً لبروز الموهبة. بداياتك جاءت من خلال الاستفادة من الحكايات الشعبية خاصة في مجموعتك القصصية الأولى حكايات خاصة للجدة . كيف ترى هذه التجربة الأولى؟ ـ أنا مشغول في الأساس بفكرة الخيال، إذا لم تكن الفكرة قوية فسوف تأتي الكتابة بلا معنى، ربما يكون هناك اتكاء على الموروث، لكن الأهم هو ما الإضافة التي يمكن أن أضيفها إلى ما قدمه الآخرون؟ هنا تكمن الخصوصية. هل تخطط لكتابة الرواية أم تترك المسألة للحالة الإبداعية؟ ـ عندي دائما هواجس، لكنني لا أخطط لأي عمل إبداعي، أن تصنع ملفات للشخصيات مثلما كان يفعل نجيب محفوظ، فهذا لم يعد موجوداً، هذا الزمن انتهى، أنا أكتب الرواية مرة واحدة، منذ أن كتبت نجع السلعوة أحيانا تبدأ الرواية عندي بمشهد قصير، أكتبه وأهجره أحيانا، ثم أعود إليه مرة أخرى، فتتفجر ينابيع الكتابة. رواياتك فتنة الصحراء وخور الجمال والعمة أخت الرجال ثلاثية روائية هل تؤمن بفكرة المشروع الإبداعي؟ ـ لم تكن هذه الفكرة تراودني عند الكتابة، فأنا لا أحب التخطيط بشكل مسبق، بعد نجع السلعوة دخلت في مرحلة التعبير عن عالم الصحراء، فكتبت روايتي فتنة الصحراء ثم خور الجمال أنا لا أؤمن بفكرة المشروع الأدبي في الكتابة، أنا مع فكرة وجود همّ يسيطر عليك فتخرجه في كتاب أو رواية. هناك فترات راحة بالنسبة للكاتب يعود فيها إلى كتابة القصة القصيرة ، وهذا ما حدث معك ، هل هي حالة حنين لفن القصة؟ ـ فن القصة القصيرة متعة في الكتابة، فيها حالة من السرعة والكثافة، بخلاف الرواية التي هي بنت جهد طويل وزمن واسع، وبحاجة إلى الانضباط، وهذه ليست طبيعة القاص، الرواية تحتاج إلى عمل منظم وجهد مضاعف، ولا تعتمد كتابة القصة على فكرة الحنين فهي تأتي من خلال فكرة مسبقة. كيف ترى تجربة جيلك؟ ـ هو جيل متميز، معظمهم أعمالهم قليلة، ولا تقاس الأمور بالكثرة، لكن الاستمرارية شيء مهم، طلبت مرة أن تكون هناك مراجعة لهذا الجيل بطريقة نقدية، لنعرف ماذا قدم أبناؤه، نحتاج إلى نقد حقيقي يتابع تلك التجارب. لماذا لجأت إلى كتابة المسرح أخيراً؟ ـ المسرح له تأثير كبير في تجربتي، هو حالة من الاشتباك المباشر والتفاعل مع المتلقي أو الجمهور، وما لا يعرفه كثيرون أنني بدأت بكتابة المسرح وأنا طالب في المرحلة الثانوية.

مشاركة :