ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، مدعومة باهتمام المستثمرين بتحذير روسيا بوقف صادرات النفط والغاز لبعض المشترين. ويأتي ذلك بعد أن سجل الخام تراجعات خلال الأسبوع مع تأثر الطلب بالزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة من جانب البنوك المركزية وتأثير القيود المرتبطة بفيروس كورونا في الصين.   وبحسب "رويترز"، سجلت العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية 92.84 دولار للبرميل، مرتفعة 3.69 دولار أو 4.14 في المائة. بينما سجلت العقود الآجلة للنفط الأمريكي عند التسوية 86.79 دولار للبرميل، مرتفعة 3.25 دولار أو 3.89 في المائة.   وقالت تينا تنج المحللة في شركة سي.إم.سي ماركتس للخدمات المالية "بشكل أساسي، يشير الانخفاض الحاد في احتياطي البترول الاستراتيجي الأمريكي، إلى أن نقص المعروض لا يزال يمثل مشكلة سائدة في أسواق النفط الفعلية، لكن مخاوف الركود قد تستمر في الضغط".   وأعاق انخفاضات الأسعار، الشح الواضح في المعروض، وسط تحذير روسيا بقطع تدفقات النفط إلى أي دولة تدعم وضع حد أقصى لسعر خامها، إلى جانب خفض بسيط للإنتاج من جانب منظمة أوبك وحلفائها. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأول، "إنها تتوقع ارتفاع إنتاج الخام الأمريكي بمقدار 540 ألف برميل يوميا إلى 11.79 مليون برميل يوميا في 2022، انخفاضا من توقعات سابقة بزيادة الإنتاج بمقدار 610 آلاف برميل يوميا".   وقال محللون "إنه في ضوء توقعات العرض، فإن عمليات البيع، التي قللت المتوسط المتحرك لمدة 50 يوما إلى ما دون المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم في منتصف الأسبوع، ربما تكون مبالغا فيها، إذ إن الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، يمكن أن يتعافى سريعا".   وأفاد محللو بنك أستراليا الوطني "التنبؤ بالطلب الصيني أكثر صعوبة، وسط تداعيات انتشار الجائحة، لكن إعادة الفتح بعد كوفيد شهدت سابقا تراجعا بدلا من ارتفاع الطلب تدريجيا".   وتصاعدت حدة التوتر أكثر الأربعاء بين موسكو والاتحاد الأوروبي حول تسليم شحنات الغاز الروسي في حين حذرت كييف من أن كارثة في محطة زابوريجا النووية قد تكون لها عواقب تتجاوز حدود أوكرانيا.   ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أن تكون روسيا تستخدم الطاقة "سلاحا" ضد أوروبا، وهدد بوقف شحنات الغاز الروسي إذا حدد سقف لأسعار النفط والغاز الروسيين.   ويعتزم الاتحاد الأوروبي فرض حظر على استيراد النفط الخام الروسي بدءا من 5 ديسمبر المقبل وعلى المنتجات النفطية الروسية يوم 5 فبراير المقبل، في حين تم إعفاء بلغاريا من تطبيق الحظر حتى نهاية 2024.   وفي حين يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تبني سياسة مشتركة في مجال الطاقة، توقفت هذه المحاولة بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث تصر بعض الدول الأعضاء في التكتل، على إعفاء بعض المجالات على أساس عدم وجود بدائل لإمداداتها من روسيا.   وتجري بلغاريا محادثات مع فاديم فوروبيوف، رئيس شركة النفط الروسية لوك أويل، بشأن إمدادات الوقود الروسي لبلغاريا قبل الحظر الأوروبي الوشيك على استيراد النفط من روسيا بسبب حرب أوكرانيا.   وقال فوروبيوف خلال اجتماع مع الرئيس البلغاري رومين راديف، إن "ممثلي حكومة تسيير الأعمال في بلغاريا، والشركة الروسية، يناقشون السبل الممكنة لاستقرار البيئة الاقتصادية والتعامل مع التضخم"، حسب بيان صادر عن المكتب الرئاسي.   وهناك شركة تابعة لـ "لوك أويل"، تعمل في بلغاريا باسم لوك أويل نفتوكيم بورجاس، بالقرب من مدينة بورجاس البلغارية على البحر الأسود. وتعد "لوك أويل نفتوكيم بورجانس" أكبر شركة لتكرير النفط في شبه جزيرة البلقان والمورد الرئيس للوقود إلى بلغاريا.   وقال فوروبيوف إن "من المتوقع تشكيل مجموعة عمل خلال الربع الأول من العام المقبل، لبحث المقترحات والمشكلات المحتملة التي يمكن أن تظهر عندما يدخل الحظر الأوروبي على النفط الروسي حيز التطبيق في بلغاريا".   وبحسب بيان للحكومة البلغارية، ناقش كالاب دوني رئيس وزراء بلغاريا مع رئيس "لوك أويل" إمكانية خفض أسعار الوقود للمستهلك النهائي. ومن المقرر أن تنتخب بلغاريا برلمانا جديدا 2 أكتوبر المقبل.   من جهة أخرى، أظهرت وثيقة اطلعت عليها "رويترز" أن الكويت خفضت أسعار البيع الرسمية في أكتوبر لخامين تبيعهما لآسيا عن الشهر السابق.   وحددت الكويت سعر خام التصدير الكويتي في أكتوبر عند 3.80 دولار للبرميل فوق متوسط الأسعار المعروضة لخام عمان في بورصة دبي للطاقة وخام دبي على بلاتس، مقارنة بـ7.80 دولار للبرميل في سبتمبر. كما خفضت سعر البيع الرسمي للخام الكويتي الخفيف الممتاز في أكتوبر 4.60 دولار إلى 6.45 دولار للبرميل فوق سعر عمان/دبي.   من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 95.96 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 99.03 دولار للبرميل في اليوم السابق.   وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الخميس، إن "سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني تراجع على التوالي، وإن السلة خسرت نحو ثلاثة دولارات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 98.27 دولار للبرميل".