لقي نبأ وفاة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا تفاعلًا واسعًا ومتواصلًا في مملكة البحرين على المستويين الرسمي والشعبي، نظرًا لخصوصية العلاقات التاريخية العريقة الممتدة التي تربط بين المملكتين، والتي تعود إلى أكثر من قرنين من الزمن، ودور جلالتها في دعم هذه العلاقات لما تحظى به البحرين من مكانة لدى الملكة الراحلة وتواصلها الوثيق مع حكام مملكة البحرين، وعلى الأخص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وحرصها على دعوة جلالته لحضور مختلف الفعاليات التي تحظى باهتمام مشترك، خصوصًا سباقات الخيل وأشهرها «وندسور». وشهدت العلاقات بين البلدين الصديقين تبادلًا للزيارات من كلا الجانبين، إذ حرص صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على القيام بزيارات متواصلة للمملكة المتحدة ولقاء صاحب الجلالة الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة، خلال فترة توليه ولاية العهد، إلى جانب لقاءات سموه مع مختلف أركان الحكومة البريطانية. في المقابل، حرص جلالة الملك تشارلز الثالث على زيارة مملكة البحرين أكثر من مرة وفي مناسبات متعددة. وقد عبر جلالة الملك المعظم عن خالص تعازيه ومواساته للملك تشارلز الثالث وأعضاء العائلة المالكة وشعب المملكة المتحدة في وفاة جلالة الملكة إليزابيث الثانية، مشيدًا جلالته في برقية التعزية بالعهد النموذجي لجلالة الملكة إليزابيث الثانية وإسهامها الذي لا يقاس في تعميق وتعزيز العلاقات بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة، مؤكدًا جلالته أنه بوفاة الملكة إليزابيث الثانية فقد العالم مصدر إلهام وقوة. وكعلامة على احترام الملكة إليزابيث الثانية ولعمق العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين، أمر جلالة الملك المعظم بتنكيس الأعلام في مملكة البحرين لمدة ثلاثة أيام. كما أشاد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في برقية تعزية، بجهود الملكة الراحلة في تكريس حياتها لتعزيز مكانة المملكة المتحدة ودول الكومنولث وشعوبها. وأشار سموه إلى جهود وإسهامات الملكة الراحلة في تعزيز وتنمية العلاقات التاريخية والشراكة الوثيقة وروابط الصداقة التاريخية العريقة والمتميزة بين المملكة المتحدة ومملكة البحرين، إذ تركت إرثًا تاريخيًا للعلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الصديقين. من جانبها، استذكرت فوزية بنت عبدالله زينل رئيسة مجلس النواب مناقب الملكة إليزابيث التي مثلت على مر عقود رمزية عالمية ومرجعية لأمتها وشعبها وللعالم في القيم الإنسانية والتسامح والمحبة، وحظيت باحترام العالم. وأضافت: «فقدت مملكة البحرين برحيلها قائدة عظيمة كان لها الدور البارز والحرص الدائم في ترسيخ جذور الصداقة التاريخية بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة». إلى ذلك، استذكر علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى الجهود البارزة للملكة الراحلة وعطاءها الكبير الذي أسهم في نهضة ونماء المملكة المتحدة على مدى سبعة عقود، مشيدًا بما قامت به من مساعٍ مخلصة لتوطيد العلاقات التاريخية الوثيقة بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة، وتعزيز روابط الصداقة الطويلة بين المملكتين الصديقتين. وتفاعل تلفزيون البحرين مع خبر وفاة جلالة الملكة إليزابيث الثانية عبر بث تقارير وأفلام خاصة عن حياة جلالتها، عبر نشرات الأخبار، وما قدمته من جهود مخلصة في خدمة بلدها وشعبها، إلى جانب إعداد مجموعة من التقارير التي تناولت العلاقات التاريخية التي تربط مملكة البحرين بالمملكة المتحدة، ومساهماتها في تعزيز هذه العلاقة التاريخية. وسيطر خبر وفاة جلالة الملكة إليزابيث الثانية على الصفحات الأولى للصحف الصادرة في مملكة البحرين، والتي أفردت صفحات خاصة للحديث عن الملكة الراحلة وتاريخ العلاقات التاريخية بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة، مستذكرةً زيارتها إلى المنامة في فبراير 1979. كما تم نشر صور لجلالة الملك المعظم وجلالة الملكة إليزابيث في عدد من المناسبات، إلى جانب صور تاريخية في الصحف لإظهار العلاقات الوثيقة والخاصة بين المملكتين، وركزت على الدور الكبير لجلالة ملك البلاد المعظم وجلالة الملكة الراحلة في تعزيز العلاقات القوية بين المملكتين الصديقتين. وقامت مختلف الصحف المحلية بنشر صور تنكيس الأعلام فوق المباني في جميع أنحاء مملكة البحرين، تنفيذًا لأمر جلالة الملك المعظم، والذي يعبر عن الاحترام والتقدير الذي تكنه مملكة البحرين للملكة الراحلة ولعلاقات الصداقة التاريخية بين البلدين والشعبين. وتفاعل العديد من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في مملكة البحرين مع نبأ وفاة جلالة الملكة إليزابيث، إذ نشروا مجموعة من الصور القديمة والحديثة لجلالتها، وصورًا تجمعها مع جلالة الملك المعظم، معبرين عن حزنهم لفقدان شخصية تاريخية كان لها إسهاماتها الجليلة في تعزيز وتعميق علاقات طيبة بين المملكتين الصديقتين.
مشاركة :