مخاطر ركوب إيران موجة احتجاجات تشرين

  • 9/9/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

توصل الإيرانيون الى قناعة بأنهم لم يعدوا يجدون القبول من شيعة العراق، حتى من الموالين لها. ولهذا بعد أن شعرت طهران بأنها خسرت تجارة دعم داعش وسعيها للقيام بأعمال إرهابية في العراق، وبخاصة في مناطق تعد سنية، وهيمنتها على مقدرات شيعة العراق، وجدت في إحتضان بعض الشباب الشيعي ليكون لهم حركة إحتجاجية على غرار حركات تشرين، وتحمل رايتها، وتخدم توجهات إيران بطريقة غير مباشرة هي الفرصة الأخيرة، لكي لا تضيع إيران الخيط والعصفور، وتخسر مكانتها كليا في العراق. قبل أشهر تم تسريب تقرير في غاية الأهمية. مختصر التقرير أن ايران بدأت بتجنيد شباب يتناغمون مع فكر تشرين ويدعون الي إسقاط العملية السياسية في العراق برمتها. ويقوم هؤلاء بالتهيئة لدخول الخضراء والترتيب للإنقلاب بمساعدة ميليشيات ايرانية داخل الخضراء وإعلان حكومة طوارئ، لأن إيران أدركت أن إعتمادها على الإطار كليا قد يوقعها بمزالق، وقد يفقدها السيطرة علي أوضاع العراق في وقت قريب. ويرى مراقبون للشأن العراقي أن توجهات ناشط عراقي يدعو الى إسقاط العملية السياسية في العراق برمتها، وهو خريج إحدى الجامعات الايرانية، ومن يتوافق مع طروحات وتوجهات من هذا النوع، حتى وإن كان يعلن معادته لإيران، هي الخطة السرية الأكثر فاعلية لتكتمل السبحة، ويكون بمقدور إيران أن تركب موجة حركة الإحتجاج العراقية من أحد عناصرها، الذي راح يشكل حضورا في مشهد حركة الإحتجاج العراقية. هذا الأمر دعا متابعين للشأن العراقي الى التحذير بجدية من خطورة توجه إيراني جديد للتوغل في الساحة العراقية، من خلال ركوب موجة الإحتجاجات بطريقة أو بأخرى، وهو أمر تريد إيران أن تجد لها مكانا بلون آخر، من خلال دعم سري لحركة إحتجاجية، حتى وإن أعلنت ظاهريا معاداتها لإيران. وأشار المتابعون الى أن مثل هذا الأمر يعد تطورا خطيرا ينبغي الحذر منه بشدة، كونه يتناغم في طروحاته مع الكثير من العراقيين في إسقاط نظام العملية السياسية برمتها. عندها تتهيأ الأوضاع لإيران للسيطرة مجددا على العراق تحت عناوين ثورية، وتكون قد كسبت جولات هيمنتها على العراق بطرق تتوافق مع مصلحتها في أن لا تسمح للاخرين بسحب البساط من تحت قدميها. ولهذا تسعى إيران كي تبقى تمسك بالوضع العراقي على هواها. ويؤكد متابعون للشأن العراقي الى أن أحد رموز حركة الإحتجاج، وهو يحصل على دعم سري إيراني، يحمل شهادة دكتوراه من إيران، ويعلن معاداته للتيار الصدري وللإطار على حد سواء لإبعاد الشبهات عن إرتباطاته بإيران، كما أنه في الوقت نفسه لا يتفق مع توجهات جماعة تشرين ويوجه لهم إنتقادات لاذعة. وهو يسعى لأخذ الدور منهم، في وقت يعمل على شق صفوف جماعات تشرين وإحداث الفرقة والبلبلة بين صفوفهم، وهو يريد أن يظهر نفسه أنه الوحيد الذي بريد تغيير النظام السياسي في العراق ويسقط كل رؤوس السلطة ورئاساتها الثلاث، وهومن يهيئ الاوضاع لأن تتولى مجددا قيادات موالية لإيران أوضاع العراق مرة أخرى. وهوما قد يتوافق مع طروحات ايران لإيجاد بديل عراقي غير الإطار، يكون هو من ينفذ أدواتها بشخصيات من ميليشيات داعمة له بشكل سري وعلي نطاق واسع، خشية أن تفقد إيران وجودها كليا في هذا البلد، ولكي لا ينطبق عليها المثل "لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي". ويؤكد مراقبون أن الناشط المدعوم بشكل سري من إيران، ويظهر بشكل لافت للنظر في حركة الإحتجاجات العراقية الأخيرة، يعمل على شق صفوف التشرينيين وبعثرة توجهاتهم ليكون هو البديل الأكثر حضورا، وهو مدعوم أيضا من بعض جماعات في الإطار وبعلمها، وهو يعمل على إحباط سعي حركة تشرين العراقية الأصيلة للوصول الي طموحاتها المشروعة لإنقاذ العراق من براثن إيران وذيولها في العراق، وهم أي جماعات تشرين الحقيقية من وجهة نظر ملايين العراقيين المشروع الوطني العراقي الأكثر حضورا ومقبولية وفاعلية، لإنقاذ العراق مماحل به من محن ومؤامرات للخروج به الى الحالة التي يتمناها العراقيون لوطنهم، وما يصبون اليه من تطلعات مشروعة. ويرى مراقبون أن إيران تحاول أن تبدل جلدها في كل مرة، عندما تريد التدخل في شؤون العراق، فبعد أن وجدت أن دعم شيعة العراق لم يعد يجد قبولا لدى ملايين العراقيين، وبالأخص من شيعة كانوا الى حد ما موالين لايران، وإذا بهم يخرجون عن فلكها، ويدعون علنا الى طرد إيران وحرمانها من التدخل في الشأن العراقي، كونها هي المتسبب في إضطراب أوضاع بلدهم، وهي من أوصلتهم بجماعاتها المسلحة والفوضى التي خلقوها في إيصال العراقيين الى تلك الحالة من التفكك والفوضى والإضطراب وضياع مستقبل بلدهم، وهم راحوا يرفضون بشكل قوي أي تدخل إيراني في شؤون العراق، ويدعون الى مواجهته بكل الوسائل لكي ينهوا قبضة ايران وهيمنتها على مقدراتهم، بعد أن بلغ تدخلها في هذا البلد أمرا مستهجنا الى حد القرف، وهم يجدون أن إنهاء التدخل الإيراني أصبح ضرورة وطنية كبرى، ينبغي أن تكون هدفا لكل حركة إحتجاج أو معارضة وطنية، تسعى لإيجاد تغيير حقيقي في نظامها السياسي، ينتقل بالعراق الى الحالة الأفضل، بعيدا عن أي تدخل من أي كان.

مشاركة :