تشارلز الثالث: أشعر بـ«ثقل التاريخ»

  • 9/13/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعهد الملك تشارلز الثالث، في أول كلمة له أمام البرلمان بوصفه ملكاً لبريطانيا، بالحفاظ على مبدأ الحكومة الدستورية، مؤكداً أنه «يشعر بثقل التاريخ»، وأنه يعتزم المضي قدماً على درب والدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، التي اعتبر أنها ضربت خلال حياتها «نموذجاً للإيثار في أداء الواجب». وخلال كلمة مقتضبة، ألقاها صباح أمس في مقر البرلمان البريطاني بقلب لندن، أشاد الملك تشارلز الثالث في كلمته، التي أُلقيت بحضور عقيلته الملكة القرينة كاميلا وأمام 900 من أعضاء البرلمان بمجلسيْه، بـ «التقاليد البرلمانية الجوهرية»، التي تعمل «من أجل صالحنا جميعا»، وهو ما بدا إشارة إلى اعتزامه الالتزام بالتقليد الذي حرص من سبقوه في الجلوس على عرش المملكة المتحدة، على الالتزام به منذ قرون، بالإحجام عن التدخل في العمل السياسي. وجاءت الكلمة، عقب تلقي ملك بريطانيا الجديد، التعازي من رئيسيْ مجلسيْ العموم واللوردات ليندسي هويل وجون ميكفول، في مراسم تقليدية شهدتها قاعة وستمنستر، التي شُيّدت في القرن الحادي عشر، وتشكل الجزء الأقدم من مقر البرلمان. وخلال المراسم، خاطب هويل العاهل البريطاني بقوله: «إننا نعلم أنك تُكِنُ احتراماً كبيراً لتقاليدنا وحرياتنا الثمينة، والمسؤوليات التي يفرضها تاريخنا الفريد من نوعه، وأنك ستتحمل هذه المسؤوليات بالجَلَد والمهابة، التي أبدتها الملكة الراحلة»، التي وافتها المنية يوم الخميس الماضي عن عمر ناهز 96 عاماً. وعقب حضوره تلك المراسم، توجه تشارلز الثالث إلى أسكتلندا، مُستهلاً بذلك أولى جولاته في الأقاليم الأربعة المُؤَلِفة للمملكة المتحدة، بما سيشمل كذلك ويلز وإيرلندا الشمالية وإنجلترا. وفور وصوله إلى إدنبرة، شارك الملك وأشقاؤه الثلاثة، آندرو وإدوارد وآن، في موكب مهيب، شهد نقل نعش والدتهم الراحلة من قصر هوليرود هاوس؛ المقر الرسمي للعائلة المالكة في العاصمة الأسكتلندية، والذي كان قد سُجي فيه منذ عصر أمس الأول، إلى كاتدرائية سانت جايلز التاريخية في المدينة نفسها، وسط حشود من الأشخاص، الذين اصطفوا على جانبيْ الطريق. وفي الساعات التالية، شهدت الكاتدرائية نفسها مراسم وصلوات نهارية وليلية، شارك فيها الملك وأفراد الأسرة المالكة بجانب كبار الساسة البريطانيين، وفي مقدمتهم رئيسة الوزراء ليز تراس، تأبيناً للملكة إليزابيث الثانية. وسُمِح للعامة بإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الملكة الراحلة، الذي يُنتظر أن يتم نقله إلى لندن، مساء اليوم بطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني. وخلال وجوده في إدنبرة، التقى تشارلز الثالث أمس رئيسة الحكومة الإسكتلندية نيكولا ستيرجن، وكذلك أعضاء البرلمان هناك، الذين قدموا له التعازي في وفاة الملكة إليزابيث، التي فارقت الحياة في قصر بالمورال، مقرها الصيفي بأسكتلندا، بعد أكثر من سبعة عقود تربعت خلالها على العرش. ومن المقرر أن يُوضع نعش الملكة الراحلة في قاعة وستمنستر في لندن، لمدة خمسة أيام اعتباراً من يوم غد وحتى فجر الاثنين المقبل، قبل بدء مراسم تشييع الجنازة قبيل ظهر اليوم نفسه. ويُنتظر أن تشهد هذه الأيام الخمسة، إلقاء مئات الآلاف من الأشخاص النظرة الأخيرة على النعش، وسط تحذيرات من جانب السلطات، بأن البعض قد يضطرون للوقوف في طوابير طويلة للغاية، والانتظار لـ11 ساعة أو أكثر، قبل أن يتسنى لهم دخول القاعة. وأعلنت الحكومة البريطانية أمس، أنه تقرر الوقوف دقيقة صمت، في السابعة من مساء الأحد المقبل بتوقيت جرينتش، حداداً على الملكة الراحلة، وذلك عشية الجنازة، التي يُتوقع أن تشهد حضوراً دولياً رفيع المستوى.

مشاركة :