الفراغ الرئاسي مستمر لأشهر جديدة في لبنان

  • 1/4/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد بداية 2016 مزيداً من التعثّر في الملف الرئاسي اللبناني. ولعلّ المبادرة الجدية الوحيدة في هذا الاستحقاق جاءت قبيل نهاية السنة الماضية من خلال المبادرة الرئاسية التي أطلقها زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري بترشيحه (الذي لم يعلنه رسمياً) للنائب سليمان فرنجية. لكنّ هذه المبادرة لاقت اعتراضاً شديداً من قبل عدة أطراف أبرزهما العماد ميشال عون الذي يرفض تسمية أي شخصية رئاسية سواه، ومن حليف "تيار المستقبل" رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الذي يرى في فرنجية حليفا للرئيس السوري بشار الأسد. بالرغم من العوائق، نالت المبادرة حيزا واسعا من الجدل، وقد دخلت الكنيسة عبر الفاتيكان على هذا الخط، وتبين بأن الكاردينال البطريرك الماروني بشارة الراعي أيّد مسعى الحريري لأنه يريد ملء الفراغ في رأس الدولة بأي طريقة، معوّلا على التوافق السياسي الذي سيفرضه الانتخاب في المستقبل. من جهته، أيد الفاتيكان مبادرة الرئيس الحريري، وبالرغم من عدم الإفصاح علانية عن رأيه، إلا أن أوساطا مقربة من دوائره أسرّت في مجالسها الخاصة بأنّ خطوة الرئيس سعد الحريري "هي المبادرة الجدية الأولى منذ سنة و7 أشهر، وهي الوحيدة التي تحظى بتفاهم بين مكوّنات لبنانية أساسيّة وبشبه إجماع كامل إقليميا ودوليا ما يمنحها حظوظا للنجاح ولإعادة ضخّ الحياة في المؤسسات الدّستورية اللبنانية". ولعلّ إعادة تسيير المؤسسات الدستورية هي الأولوية القصوى لدى الفاتيكان إذ يرى المسؤولون فيه بأنّ الدولة هي الضامنة لاستقرار لبنان ولاستمراريته ولسعادة شعبه برمّته بما فيه المسيحيون بحسب تعبير أوساط فاتيكانيّة. برأي الفاتيكان أن مبادرة الحريري – فرنجية هي الأولى من نوعها التي يمكن البناء عليها لأنّها حرّكت الملف الرئاسي الراكد منذ أشهر طويلة، وتنفي الأوساط أن تكون تمّت استشارة الفاتيكان باسم فرنجية أو بسواه. بعيدا من أي مواصفات سياسيّة أو حزبية، يهمّ الفاتيكان أن يلتئم البرلمان اللبناني بأسرع وقت ممكن لينتخب الرئيس العتيد، فيحصل المرشح على أكثرية الأصوات ويتبوّأ المركز الأول منهيا الشغور الممض للفاتيكان بشكل كبير، علما بأنّ المسؤولين الفاتيكانيين يرفضون قطعا التدخّل بانتقاء الأسماء العتيدة. وتعيد الدوائر الفاتيكانية التذكير بأن الأولوية القصوى هي لانتخاب رئيس للجمهورية وعدم التوقف عند التفاصيل الصغيرة لأن قيام الدولة وتسيير عمل مؤسساتها هو الأهم. الجدير ذكره بأن هذه العظات "الفاتيكانية" لا تجد أرضا خصبة لدى القوى المسيحية السياسية الفاعلة في لبنان التي أعادت خلط الأوراق على ضوء التطورات في الإقليم ما عرقل المبادرة الحريرية لفترة لا بأس بها وما سيمدد للشغور الرئاسي اللبناني لعدّة شهور بعد.

مشاركة :