الشيخ الشثري: هؤلاء زاولوا الإجرام وليسوا مجرد مخالفين سياسيين أو موقوفين في قضايا رأي

  • 1/4/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الشيخ د. سعد بن ناصر الشثري المستشار بالديوان الملكي، أن الإسلام بريء مما يفعل المفسدون من جرائم، لأنه يسعى إلى استقرار أحوال المسلمين واجتماع كلمتهم وصفهم. مضيفا أن تطبيق الحدود الشرعية وتنفيذ أحكام الله عز وجل في 47 من أفراد الفئة الضالة الذين أفسدوا في الأرض وحاربوا الله ورسوله وحاربوا المجتمع بكل مكوناته ويستبيحون الحرمات من الدماء والأموال ويسعون إلى التخريب والتفريق في الكلمة، نعمة وفضيلة وهو من المميزات التي تميز هذه الدولة المباركة ومن الآثار التي يرجى أن تحصل من مثل هذا الأمر حفظا لحقوق الولاية وطمأنينة النفوس. مبينا أن الناظر في تنفيذ هذه العقوبة يجد أنها لم تبن على أساس مناطقي أو مذهبي، بل جاءت بعد تمام النظر وبإجراءات قضائية متكاملة من قضاة مؤهلين وعلى درجات قضائية مختلفة، وحينئذ يطمئن الإنسان إلى أن هذا الفعل موافق لشرع رب العزة والجلال سائر على ما يحقق من مقاصد الشرعية. جاء ذلك في حوار للشيخ د. الشثري ل"الرياض" فيما يلي نصه: فرحة للمؤمن * د. سعد أصدرت وزارة الداخلية الحكم بالقصاص على 47 إرهابيا ما تعليقكم على هذا الأمر؟ - الحمد لله رب العالمين بسم الله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد فان المؤمن يرغب أن يكون جميع أهل هذه البلاد يسيرون وفق ما أمر الله به عز وجل من تحقيق مقاصد الشرع، ومن ذلك السعي في استتباب الأمن وحفظ الدماء والأموال والأعراض ولكن إذا وجد من يخالف مقاصد الشرع، وأدى فعلا من أفعال الفساد والإفساد فان المؤمن يفرح عندما ينفذ فيه حكم الله عز وجل، لأن من الطاعات تنفيذ حكم الله في المفسدين الذين يخربون في هذه البلاد بكل مكوناتها وأجزائها وممن يستبيحون الحرمات ولا يتورعون عن سفك الدم والحرام، وأخذ المال الحرام، ويسعون إلى تخريب البلاد وتفريق الكلمة وشق العصا وسلب الأموال العامة والمرافق، والسعي في محاولة التأثير في علاقة الدولة مع الآخرين، ويسيرون على أساليب مخالفة للشرع، حيث يعتمدون على البهتان وإظهار الحقائق بغير وجهها الصحيح ويحاولون أن يوغروا الصدور ويتبنون مناهج مخالفة لدين الإسلام تسير على قواعد وأسس لا تتوافق مع الدين، ولذلك نجدهم يسعون إلى التفجير وإلى القتل ويستهدفون أفراد المجتمع حتى أن شرهم وصل إلى قرابتهم وإلى من يحفظ الله بهم عز وجل الأمن في هذه البلاد من الموظفين كرجال الأمن ومن في حكمهم، لذلك فإن هؤلاء ليسوا من المصلحين، وليسوا من الإصلاح في شيء بل هم المفسدون في الأرض، والذين مازالوا يزاولون الإجرام ويسيرون عليه، بذلك فإن تنفيذ هذا الحكم جاء طاعة الله عز وجل بعد استنفاد وإتمام الإجراءات القضائية المتبعة، ولم تبن هذه الإجراءات على أي أساس مناطقي أو طائفي أو مذهبي بل جاءت لتحقيق أمر الله عز وجل، والسعي في جمع الكلمة وتآلف القلوب ودفع المفسدين عن السعي فيما يريدونه من إفساد وشق للعصا بتوجيهات خارجية ممن يدعوهم إلى الإفساد في هذا المجتمع، والمفسدون ليسوا مصلحين، وعملهم ليس من دين الإسلام بشيء، وهؤلاء زاولوا الإجرام وليسوا مجرد مخالفين سياسيين أو موقوفين في قضايا رأي. يجب التحذير من دعاة الضلال والفتنة لأن منهجهم مخالف لشرع الله وألا تأخذنا في بيان الحق لومة لائم منهج التكفير * المنفذ فيهم الأحكام منهم من يعتنق المنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة ما نصيحتكم لمن يعتنق هذا الفكر؟ - بفضل الله عز وجل أن هذه البلاد حباها الله بعلماء أجلاء يعملون بالكتاب والسنة يسعون إلى إرجاع جميع الناس إلى ما في هذين الأصلين العظيمين، ولذلك فإن أقوى دعامة للمجتمع للحماية من هذه العقائد الفاسدة هي الرجوع إلى هؤلاء العلماء الذين يستندون في كلامهم إلى آيات من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله، فإن الله عز وجل قد أمر بمراجعة هؤلاء العلماء، قال الله عز وجل (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) والذين يستنبطون الأحكام من الأدلة هم علماء الشريعة. وكما قال تعالى (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)، وإذا وجدنا من ينتهج هذا المنهج وجدنا أنهم يحاولون أن يرفعوا درجة بعض العوام ممن تنشأ لديهم معرفة كاملة بالشريعة ولا يميزون بين أحكامها وليس لديهم القدرة على استخراج الأحكام من الأدلة ولا يعرفون قواعد الاستنباط والفهم ويحاولون أن يرفعوهم في منزلة العلماء ليخدعوا بهم الناس وليكون هذا من أسباب الخلط، وعندما نجد هؤلاء وعندما نلتفت إلى هؤلاء الأشخاص نجد أنهم ليس لهم مكانة وليس لهم منزلة وليس لديهم علم صحيح مؤصل، إنما يرددون كلمات تشتمل على الشبهات التي ألقتها الشياطين في قلوبهم، لم يفكروا في عواقبها ولم ينظروا في صحتها، ومن ثم الواجب التحذير من دعاة الضلال ودعاه الفتنة لأن منهجهم منهج مخالف لشرع الله ولدينه بدون مجاملة في ذلك وبدون أن تأخذنا في بيان الحق وتوضيحه لومة لائم. إثارة الفتن * كيف نحمي أبناءنا من هذه الناس المضللة او الترويج لها او الانتماء لهذه المنظمات الإرهابية؟ - أبناؤنا من فضل الله عز وجل في الغالب هم على منهج صحيح ولديهم رغبة صحيحة في انتهاج المنهج الصحيح، وما وجد إنما هم شواذ قليلة وأفراد يسيرة، ولذلك فان هؤلاء الشباب من أبنائنا عليهم معتمد كبير في نشر الوعي الصحيح وفي دعوة الناس إلى المعتقد المبني على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهم مصدر أمن للمجتمع وهم من المقومات التي يحفظ الله عز وجل بها البلاد، وهم بإذن الله عز وجل على ثغور يحمون بها أبناء هذا البلد وجميع مكوناته، ولذلك فهؤلاء الشباب نعول عليهم كثيرا في رد كثير من الشبهات التي يلقيها الشياطين، وأتباع الشياطين ممن يحاول إثارة الفتنة، ممن ينتمون إلى الأفكار المخالفة وبلدان معادية. لجان متخصصة * يتساءل الكثير من العوام كيف يتم تصديق الاحكام من محكمة الاستئناف وكيف يتم اصدار الامر الملكي بإنفاذ ما تقرر شرعا على هؤلاء المجرمين؟ - كما نص البيان وكذلك في جميع البيانات التي يكون فيها أحكام قضائية متعلقة بالقتل، هناك درجات للتقاضي متعددة بعضها يحضر فيها الجناة وتأخذ إفادتهم وإقراراتهم، ويبين ما لدى القاضي من دلائل على إثبات ما نسب إلى المتهم ويعرف ما لديه من جواب، وتؤخذ هذه البينات وتطبق على القواعد الشرعية في هذا الباب، ثم بعد ذلك هناك درجات متعددة للتقاضي كل منهم لا يمت إلى الآخر بصلة، بل كل منهم ينظر نظرا مجردا، ونحسبهم من علماء الشريعة الذين يعتمد على أحكامهم القضائية، وبعد ذلك يدقق هذا الحكم من هيئة عليا ومحاكم رفيعة الشأن حتى يصل إلى المقام السامي فينظر من قبل لجان متخصصة وجهات متخصصة ثم بعد ذلك يصدق على هذا الحكم ويؤمر بتنفيذه وكما طالعنا البيان الصادر من وزارة الداخلية، وجدناه قد اعتمد على آيات قرآنية واضحة واستشهد في آيات كثيرة، وأحاديث نبوية متعددة، وبين فيه الجرائم التي ينتهجها هؤلاء، ففيه تأصيل شرعي واضح مبني على نصوص متعددة وعلى تحقيق مقاصد الشرعية. التبليغ عن أصحاب التحركات المريبة ولو كانوا من القرابة.. والتثبت من التبرعات.. وعدم إشاعة أخبار الكذب والبهتان جمع الكلمة * ما هي السبل التي تعين على إجماع الأمة ونبذ الفرقة وما يؤول إلى اختلال الأمن؟ - هناك الكثير من الأسباب منها الرد عند التنازع إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، كما في قوله تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)، وكذلك من الوسائل في ذلك اجتماع كلمة الناس على ولاية يأملون بها، ويكون ذلك من أسباب اجتماع كلمتهم، والوقوف في وجه كل من يحاول التفريق انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم (من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق كلمتكم وأن يشق عصاكم فاقتلوه كائنا من كان) رواه الإمام مسلم في صحيحة، وهكذا أيضا من الوسائل في هذا أن نتقرب إلى الله عز وجل ببيان الأحكام الشرعية المتعلقة بمثل هذه الحركات والتنظيمات، وكذلك نتقرب إلى الله عز وجل بان نبلغ عن كل من يكون لديه تحركات مريبة ولو كان هؤلاء من القرابة وهكذا أيضا عندما نريد أن نتقرب لله عز وجل بالتبرعات، نتقرب إليه بعد التأكد من الجهات التي تقبض هذه التبرعات، وكذلك من الوسائل ألا نكون ممن يشيع أخبار الكذب والبهتان التي يحاول بها هؤلاء أن يروجوا بها باطلهم لأن هناك مصادر خارجية تقوم بتهديدات وكلمات كاذبة في وسائل النشاط الاجتماعي، فمثل هذا الكلام لا قيمة له ولا وزن له ولا أثر له، ويحاولون بمثل هذه الكتابات أن يضعفوا التأييد الذي يكون من أهل الإسلام بهذا الفعل العظيم الذي قام به ولي الأمر تطبيقا لشرع الله، حينئذ لا ينبغي أن نلتفت لأخبار البهتان هذه، كذلك أيضا من وسائل جمع الكلمة حفظ الأمن، أن نحفظ المكانة لولي الأمر وعلماء الشريعة ورجال الأمن، وأن نعرف الأدوار التي يقومون بها وأن نبين أن لهم فضلا على مجتمعنا، وأن لهم أثرا عظيما في حفظ الكلمة واجتماع الناس وتآلفهم وطمأنينة القلوب، كذلك نتقرب إلى الله عز وجل في الدعاء له سبحانه أن يحفظ مجتمعنا من كل من يريد به سوءا وهكذا أيضا أن نعود إلى شرع الله، وأن نتمسك به فلأن الله عز وجل قد كفل لمن تمسك بهذا الدين أن تجتمع كلمتهم وأن تتآلف قلوبهم ويكونوا من أهل الأمن كما في قوله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبُدونني لا يشركون بي شيئا) وقال تعالى (واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا) وكما ورد ذلك في نصوص كثيرة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، تؤكد هذا المعنى. مسؤولو التنظيمات * ما الذي يجعل المرء يستهين بإزهاق الارواح وضياع الحقوق وتعريض مصالح الوطن للأخطار؟ - هناك أسباب متعددة أهمها ثلاثة أسباب: أولها الجهل بحقيقة دين الإسلام فان من جهل أحكام هذه الشريعة، ولم يعرف الخطورة العظيمة المترتبة على سفك الدم فإنه حينئذ سيقع في مثل هذه الأفكار، ولا شك أن العلم الصحيح المبني على الكتاب والسنة ينفي مثل هذه الجهالات وقد تواترت النصوص بعظم هذه الجريمة وشدة إثمها قال تعالى (وَمَن يَقتُل مُؤمِنًاً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَاِلداً فِيَها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)، والأمر الثاني: وهو الانخداع بالشعارات الزائفة التي يطلقها أصحاب هذه التنظيمات بحيث يظهرون للإسلام أمورا مخالفة لحقيقة حالهم، إن هذه الدعايات الزائفة ينغر بها بعض الناس لأنهم لم يلتفتوا إلى حقيقة هذه الدعايات، واغتروا في الشعارات الزائفة الرنانة التي يظهرها هؤلاء، أما الأمر الثالث: فهو عدم تطبيق الأحكام الشرعية المتعلقة بالنظر في مثل هذه التنظيمات، فإن أي تنظيم ينبغي للإنسان عندما يريد أن يحكم عليه أن ينظر في أمور متعددة منها تاريخ القائمين على هذه التنظيمات ما أصلهم وما هي أفعالهم الأولى ومن أين جاءوا وماذا فعلوا وبماذا خدموا دين الله في أوائل حياتهم والنظر في شهادات علماء الشريعة هل هم يؤيدون مثل هذه التنظيمات أو يحاربونها أم يقفون في وجهها، والأمر الآخر النظر في السلوكيات والممارسات التي يزاولها أصحاب هذا التنظيم، وهل هي متوافقة مع الشرع أو لا والأمر الرابع النظر في عواقب مثل هذه التنظيمات هل نتج عن افعالهم نشر لدين الله وتحبيب لعباد الله في شرعه، أو هم بضد ذلك.

مشاركة :