السعودية تعتزم إطلاق خدمة “تام” (TAM) لقياس نسب مشاهدي التلفزيون وتحليلها وتوفير ما تتوصل إليه من بيانات ومعلومات لمختلف المؤسسات الإعلامية، وغيرها من الجهات التي يمكن أن تستفيد من هذه المعلومات، في الارتقاء بالمحتوى الإعلامي والدرامي. الرياض - أعلنت شركة التصنيف الإعلامية (MRC) أنها تعتزم إطلاق خدمة “تام” (TAM) لقياس نسب مشاهدي التلفزيون في السعودية خلال الربع الأخير من العام الحالي 2022. ويعتبر مشروع “تام” مبادرة رائدة، يعنى بقياس نسب مشاهدي التلفزيون، ويوفر مجموعة بيانات حول تعامل الجمهور مع وسائل الإعلام تعرف بالمقياس الذهبي، وقد تم تصميم البرنامج ليخدم مقدمي خدمات البث التلفزيوني والناشرين الرقميين والوكالات الإعلامية والإعلانية المختلفة، ويتم تنفيذه بالتعاون مع شركة “نيلسن” (Nielsen) الرائدة في توفير قياس الجمهور والبيانات. ويدعم نظام “تام” الأهداف الأوسع لرؤية 2030 من خلال مساعدة المستثمرين المحليين والدوليين على مراجعة قراراتهم الإستراتيجية وتمكين أصحاب المصلحة في الصناعة من الوصول إلى الجمهور المستهدف من خلال نهج علمي وإحصائي. استطلاعات قياس نسب المشاهدة أصبحت تلعب دوراً لا يمكن إنكاره في رسم وتشكيل الساحة الإعلامية العربية ويتماشى النظام مع طموحات الرقمنة التي أقرتها رؤية 2030 ويوجِد نموذجا ملهما للشراكات بين القطاعين العام والخاص، وهو جزء من خارطة طريق المملكة لتحقيق النمو المستدام. وأوضحت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع أنها قادت مشروع قياس الجمهور التلفزيوني لأهميته في توفير بيانات موثوقة وذات معايير عالية لتمكين ودعم نمو قطاع الإعلام والبث. ويشكل الجمهور السعودي للمعلنين جزءًا كبيرًا من المستهلكين في المنطقة، لذلك أصبح قياس الجمهور أكثر أهمية للحصول على معلومات دقيقة تمكن أصحاب البث والمعلنين ووكالات الإعلان من تطوير المحتوى والتخطيط لحملات فعالة وموجهة للوصول إلى الجمهور المناسب. ويعد القياس منهجية بحث إعلامي مكرسة لتحديد حجم الجمهور ومعرفة خصائصه مثل (الفئة العمرية، والمنطقة الجغرافية)، وقياس كيفية استخدام المستهلك للمحتوى التلفزيوني والرقمي وتقدم هذه البيانات للمسوقين ومقدمي خدمات البث فرصًا جديدة لإعداد محتوى يرفع من تفاعل المشاهدين. وأضافت الهيئة، لطالما سعى المعلنون في المنطقة إلى جذب الجماهير التلفزيونية، وفي عالم اليوم حيث تتغير سلوكيات الجمهور حول المحتوى بسرعة، فقد حان الوقت لجلب قياس تلفزيوني ورقمي يتكيف مع التطورات. واستكملت شركة التصنيف الإعلامية عمليات التركيب والتدريب في أكثر من 2000 منزل في 24 مدينة على مستوى مناطق المملكة، وذلك قبل المدة المحددة للإطلاق بوقتٍ كاف، كما تم عمل مسح لحوالي 7000 منزل في المدن المستهدفة للتعرف على سلوك الجمهور والحصول على بيانات أكثر دقة، “مما يتيح استقطاب قاعدة عملاء عريضة ومميزة وكسب ثقة المستفيدين من الخدمة”. وأكدت الشركة حرصها على تقديم قراءات وأرقام حقيقية ودقيقة تخدم صناعة الإعلام، وتدعم الإعلان الشفاف والواقعي الذي يساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة مستقبلاً. رؤية جديدة لتطوير نسبة المشاهدة رؤية جديدة لتطوير نسبة المشاهدة وصرحت المهندسة إسراء عسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، بأن هذا المشروع الوطني يهدف إلى تحقيق التوازن في دراسة نسبة المشاهدين في السعودية، والاستمرار بتأهيل الشريحة الحالية لضمان دقة الأرقام المقدمة، وتقديم قراءات صحيحة وشفافة لتحقيق الهدف الرئيسي وهو خلق سوق الإعلام والإعلان الجديد على أسس متينة وقيم تعزز الشفافية، وتساعد الشركات الإعلامية. وأضافت أن نجاح مشروع “تام” والغاية منه هي خدمة مقدمي خدمات البث التلفزيوني والناشرين الرقميين والوكالات الإعلامية والإعلانية المختلفة في اتخاذ القرارات المبنية على معلومات واضحة عن عملائهم واحتياجاتهم. وتشمل خطة عمل شركة التصنيف الإعلامية في المرحلة القادمة قيام القسم التقني بإضافة العديد من المميزات الدقيقة التي تدعم الجودة وتحقق أقصى فائدة للاستبيان منها إضافة متوسط دخل الفرد، وطبيعة العمل، وعدد الساعات التي يقضيها الشخص لمشاهدة الدعاية وغيرة من المزايا الأخرى. الجمهور السعودي يشكل للمعلنين جزءًا كبيرًا من المستهلكين في المنطقة، لذلك أصبح قياس الجمهور أكثر أهمية للحصول على معلومات دقيقة تمكن أصحاب البث والمعلنين من تطوير المحتوى وأوضح المهندس بندر المشهدي، الرئيس التنفيذي لشركة التصنيف الإعلامية، أن “الإعلان عن تحديد موعد إطلاق مشروع ‘تام’، يؤكد حرصنا مع شركائنا على تجاوز التحديات المتوقعة مسبقاً، وتحقيق ما تعهدنا به من تقديم بيانات قياس موثوقة وشفافة وحقيقية، عن حجم الجمهور وخصائصه، وقياس كيفية تفاعل المستهلك مع المحتوى التلفزيوني والرقمي، وذلك باستخدام أحدث التقنيات”. ويقول خبراء إن “الحاجة ملحة لمقاييس للمشاهدة التلفزيونية، في ظل الجدل الساخن الذي تشهده الساحة حالياً حول نسب مشاهدة القنوات الفضائية العربية، التي باتت معياراً مهماً للوكالات الإعلانية في اختيار القنوات التي تبث إعلاناتها عليها”. وتلعب استطلاعات قياس نسب المشاهدة دوراً لا يمكن إنكاره في رسم وتشكيل الساحة الإعلامية العربية واللاعبين الأساسيين بها. ويؤكد الخبراء أن وجود مثل هذه الاستطلاعات لم يعد نوعاً من الترف أو الرفاهية لكنه ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها، ليس فقط في توجيه ميزانيات الإعلان، وهي ضخمة، ولكن أيضاً في توجيه صناعة الدراما التي أصبحت تقوم على المليارات التي تنفق سنوياً في هذا المجال، خصوصاً إنتاج أعمال للموسم الدرامي الرمضاني، فهذا الدور المتنامي يتطلب وجود جهات تتولى توفير معلومات وبيانات شفافة وموثوقة حول نسبة المشاهدين، وتمثل مؤشرات مهمة لإرشاد وتوجيه منتجي الدراما في الاتجاه السليم.
مشاركة :