بيروت 14 سبتمبر 2022 (شينخوا) اقتحم مودعان لبنانيان اليوم (الأربعاء) مصرفين في بيروت وجبل لبنان، وتمكنا من استعادة مبالغ من أموالهما بالقوة، في ظل الأزمة المالية الحادة في البلاد. وأعلنت "جمعية المودعين" اللبنانيين عبر حسابها في ((تويتر)) اليوم اقتحام أعضائها لفرع بنك "لبنان والمهجر" بمحلة "السوديكو" في بيروت، وبنك "البحر المتوسط" بمنطقة عاليه بمحافظة جبل لبنان شرق العاصمة اللبنانية. وتعمل "جمعية المودعين"، وهي إحدى تجمعات المجتمع المدني، على تحرير الودائع التي لا يمكن سحبها من المصارف اللبنانية إلا بشكل محدود جدا وبشروط قاسية. وذكرت قنوات محلية أن عملية الاقتحام في بنك "لبنان والمهجر" نفذتها فتاة تدعى سالي الحافظ، بمساندة أعضاء من الجمعية، وحصلت فيها على 20 ألف دولار من وديعتها. وأفادت وسائل الإعلام اللبنانية بأن الحافظ كانت مسلحة بمسدس، وعمدت إلى إلقاء مادة البنزين على نفسها وهددت بإحراق نفسها في حال عدم تسليمها وديعة لمعالجة شقيقتها المصابة بالسرطان. وأوضحت أن الموظفين سلموا المال للشابة التي خرجت من البنك مع أعضاء الجمعية، وتضاربت المعلومات بشأن توقيفها من قبل القوى الأمنية، قبل أن تظهر في مقابلة مع قناة ((الجديد)) المحلية بررت فيها فعلتها بأنها وصلت إلى مرحلة بيع كليتها من أجل معالجة أختها، مشيرة إلى أن المسدس الذي هددت به في المصرف كان بلاستيكيا. ولم يصدر أي بيان رسمي حول الحادثين حتى الآن. فيما قال بنك "لبنان والمهجر" في بيان إن "شابة مسلحة بمسدس مع مجموعة كبيرة من الأشخاص احتجزوا الموظفين والزبائن، وقاموا برمي مادة البنزين على الموظفين والموجودين داخل الفرع مهددين بحرقهم". وتابع البيان أن المقتحمين "حطموا بعض محتويات الفرع، وهددوا الموجودين بالسلاح وأجبروا مديره وأمين الصندوق على فتح الصندوق واستولوا على المبلغ الموجود فيه". وأوقفت القوى الأمنية شابين من أعضاء جمعية "صرخة المودعين". وقالت الجمعية في بيان إن قوى الأمن اعتدت بالضرب على أعضائها وأوقفت اثنين منهم. و احتجاجا على التوقيف، اعتصم عدد من الناشطين أمام ثكنة شرطة بيروت، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. وبشأن عملية الاقتحام الثانية، ذكرت وسائل الإعلام اللبنانية أن مودعا يدعى رامي شرف الدين، اقتحم فرع "بنك البحر المتوسط" في مدينة عاليه، وهدد بإطلاق النار من بندقية من طراز "بمب أكشن" إذا لم يحصل على وديعته. وأضافت أن شرف الدين حصل على 30 ألف دولار من وديعته أعطاها لقريب له قبل أن يسلم نفسه للأجهزة الأمنية. وتؤشر وقائع حادثتي اليوم إلى تفاقم ظاهرة سحب الودائع. وسبق أن شهد لبنان ثلاث عمليات مماثلة كان آخرها في 11 أغسطس الماضي عندما اقتحم مسلح لبناني أحد المصارف في شارع الحمرا في بيروت، واحتجز رهائن وانتهت العملية باتفاق على تسليمه جزءا من أمواله المودعة. ويعاني لبنان منذ عام 2019 من أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، ما دفع المصارف إلى فرض قيود على أموال المودعين بالعملة الأجنبية، ووضع سقوف قاسية على سحب الأموال بالليرة.
مشاركة :