قد يكون موضوع السكتة الدماغية موضوعا متشعبا وله العديد من الأبواب لطرقها والبحث فيها لأنه يعتبر من أكثر أمراض المخ والأعصاب تعقيدا لكونه مفاجئ الحدوث ولا يمكن للأعراض أن تعطي إنذارات مسبقة للجسم لتفادي حدوثه ومضاعفاته، وبسبب اطراد عدد الحالات في الآونة الأخيرة يجب أن يفسح المجال للبحث فيه أكثر والوقوف عند مسبباته الحقيقية بشكل جدي. علاقة او دور العلاج الطبيعي في اعادة التأهيل بعد الاصابة بالسكتات الدماغية، هذا ما سوف توضحه اخصائية العلاج الطبيعي زينب الهدار في المقال التالي: السكتة الدماغية تعتبر الأكثر شيوعا بالنسبة إلى جميع أمراض المخ والأعصاب الأخرى وتعرف بأنها نقص أو توقف مفاجئ في إمداد أحد أجزاء الدماغ بالدم اللازم ما يحرم هذا الجزء من الأكسجين والتغذية يسبب عطلا في الجزء المسؤول عنه ولا بد أن يمر عليه 24 ساعة ليطلق عليه اسم سكتة دماغية فعليا بعد الإصابة. وواحدة من أهم الأعراض الكثيرة هي فقد الحركة في أحد أطراف الجسم وفي اغلب الحالات هو يؤثر على أحد نصفي الجسم. وبحسب الدراسات فلم تبين أي منها سبب السكتة الرئيسي فهو مازال غير واضح وفي طور التدقيق، ولكن أشارت بعضها إلى أن هناك عوامل رئيسية قد تكون هي المحفز لذلك، فقدت بينت بعض الدراسات أن اضطراب القلق والتفكير الزائد والكبت والضغوط النفسية والاكتئاب هي أحد أهم الأسباب الحياتية التي قد تؤدي إلى السكتة الدماغية اذا استمرت فترات طويلة. وقد أجرى قسم علوم الصحة والتأهيل في جامعة بيتسبرغ الأمريكية دراسة في هذا الموضوع وقد توصلوا إلى أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض القلق والاكتئاب هم أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بغيرهم الذين يعيشون حياة طبيعية، وقد بين الباحثون أن احتمال نسبة الإصابة بالسكتة للأشخاص الذين يعانون من القلق تصل إلى 33%. ويأتي دور العلاج الطبيعي للأشخاص المصابين بالسكتة الدماغية لإعادة تأهيلهم حركيا لإنجاز وظائفهم بأقصى مدى من الاستقلالية والاعتماد على النفس، ومن خلال تجاربنا مع هؤلاء المرضى فالعديد منهم يشيرون أثناء العلاج التأهيلي إلى مرورهم بأزمات نفسية وضغوطات اجتماعية وتجارب سيئة خلال حياتهم أدت لتحملهم عبئ كبير كان السبب في إصابتهم بالسكتة الدماغية، وأكثر ما يعيق الاختصاصين في علاج مثل هذه الحالات ويقنن أحيانا من استفادة المريض من البرنامج العلاجي هو الجانب النفسي للمريض والصراع الداخلي بين تذكر ضغوطات الماضي والآثار التي تركتها السكتة الدماغية، ولا سيما أن المريض قد يحتاج إلى برنامج علاجي قد يستغرق سنوات للتعافي لأن العديد منهم يعانون من إعاقات طويلة الأمد. العلاج لمثل هذي الحالات يحتاج إلى برنامج تأهيلي لا يضم التأهيل الحركي فقط وإن كان من الأولويات، ولكن يجب أن يراعى الجانب النفسي بذات الأهمية لما له من العديد من الآثار على تقبل المريض لنفسه وتقبله وتهيئته للبرنامج الحركي في نفس الوقت للعودة والانخراط في المجتمع، لذلك يجب أن يؤهل العاملون مع هذه الحالات على كيفية التعامل مع الجانب النفسي للمريض حتى يكون البرنامج التأهيلي ناجحا وفعالا في مثل هذه الحالات.
مشاركة :