الزهايمر يصاحبه فقدان تدريجي لمهارات إدراكية مثل الذاكرة والمفهوم المكاني والمفهوم الزمني ويحتاج المرضى وذووهم إلى مساعدة المختصين لمعرفة الحالة جيدا وكيفية التأقلم معها لتحقيق أفضل نتائج للعلاج في المقال التالي توضح لنا اختصاصية العلاج الطبيعي زينب الهدار أهمية التأهيل الدماغي لمرضى الزهايمر. الزهايمر هو مرض يسبب ضمور في خلايا المخ السليمة، ما يؤدي إلى مشكلات عديدة تؤثر في الذاكرة بشكل كبير وتنعكس على سلوك الفرد وتؤثر على حياته وحياة المحيطين به بشكل كبير جدا. وضع المريض يبدأ في التدهور بشكل تدريجي لكن لا يمكن معرفة المدة التي يمكن فيها أن يؤثر هذا الضمور على الخلايا، وقد يكون الضمور بشكل بطيء أو سريع بحسب الظروف المختلفة المحيطة بالشخص المصاب نفسه. مسببات المرض مازالت مجهولة بسبب قلة الدراسات وصعوبة التواصل مع الأشخاص المصابين بالزهايمر ووضعهم تحت اختبارات لاكتشاف المسببات الحقيقة لذلك، ولكن العلامة البارزة للإصابة بالزهايمر والتي يمكن الاستدلال عليها هي تراكم بروتين «الأميلويد بيتا» في الدماغ وهو المسؤول المباشر عن ضمور وتلف خلايا المخ. ويمكن أن تمثل هذه العوامل فرصة للإصابة بالزهايمر مثل التقدم في العمر، أمراض القلب، ضغط الدم المرتفع والسكري وزيادة كوليسترول الدم، الغذاء غير الصحي المفتقر الى العناصر الغذائية الجيدة ولفترات طويلة في حياة الشخص وكذلك التدخين، قلة النشاط البدني والذهني، وقد تكون أيضا بسبب عوامل وراثية. أما عملية تشخيص الزهايمر فتعتبر عملية مرهقة جدا للمريض وأسرته، وعلى الرغم من الأبحاث إلا أنه حتى الآن لا يوجد أي علاج فعال للمرض، وإن ما يتوافر في الوقت الحالي من علاج يمثل علاجا محددا لتقليل فرصة تطور المرض فقط. ومن المهم أن ينتبه أهل المريض، وخصوصا في المراحل المبكرة لاكتشاف الحالة، إلى الدور التأهيلي وقد يتساءل البعض عن فعالية التأهيل لشخص لا يستطيع أن يعي من حوله ولا يستطيع تلبية احتياجاته اليومية؟ ولكن الدراسات قد أثبتت أن الأشخاص المصابين بالزهايمر الذين تلقوا رعاية تأهيلية مبكرة حافظوا على قدراتهم الوظيفية والحركية بشكل أفضل ولوقت أطول مقارنة بالأشخاص الذين لم يتلقوا أي عناية تأهيلية، لأن التأهيل كان بمثابة فرصة أخرى للجسم لتحسين وظائفه وبالأخص الحركية منها بالطرق التي لا يستطيع الدماغ استيعابها وإرسال الإشارات وتفعيلها بالشكل المطلوب لأداء الحركة المطلوبة. البرنامج التأهيلي قد لا يضمن التركيز على ما فقده الشخص من قدرات ومهارات بشكل أساسي، ولكن يركز على ما تبقى منها في إطار إنشاء حالة عاطفية جيدة مع المريض لاكتساب ثقته وجعله يتفاعل مع المطلوب من المهارات التي يجب أن توجه بصورة تفاعلية أكثر لزيادة انتباهه وتفاعله أثناء التدريب. كما يساعد التأهيل بالعلاج الطبيعي والوظيفي على تعزيز وتهيئة البيئة المحيطة للمريض وتوجيه عائلته بالطرق الجيدة للتعامل مع بعض الظروف التي قد يمر بها المريض سواء الحركية أو السلوكية وتوفير بيئة آمنة في محيطه تفاديا لأي حادث لا سمح الله. وقد تكون هناك علامات مهمة تشكل فارق في نجاح العملية التأهيلية مع المريض وتقاس 1 - بمدى تقبل المريض وقدراته لتعلم التقنيات الجديدة المعطاة خلال العملية التأهيلية. 2- محافظة المريض على هدوئه من دون إبراز أي سلوك قد يؤثر في التأهيل وأداء المهام المطلوبة خلال التدريب. 3- مدى تراجع الحالة، وتقاس بمدى تجاوبه مع المهارات المعطاة وقياس القدرات الوظيفية التي يستطيع المريض أن يقوم بها معتمدا على ذاته في كل جلسة تدريبية. وهناك بعض النصائح المهمة لأهل المصاب بالزهايمر: - يجب وضع نظام روتيني للمريض تحدد فيه أوقات ثابتة لنوم المريض واستيقاظه، تناول أدويته، وجباته اليومية ويجب فيها تقليل المنبهات وخاصة في الليل. - تشجيع المريض على ممارسة الحركة بشكل دائم قدر المستطاع من دون الوقوع تحت تأثير عاطفي سلبي يتسبب في تقليص حركة المريض من دون وعي جيد بمدى أهمية هذا الجانب. - الحد من نوم المريض في النهار ومشاركته في بعض الأنشطة التفاعلية، مما يوفر للمريض الفرصة للنوم الكافي غير المتقطع خلال الليل. - تهيئة المكان للحد من خطر السقوط بتوفير الإضاءة الكافية للمريض وأدوات الحماية سواء في غرفته أو في الأماكن التي يتردد عليها في المنزل. - قد يعاني المريض من اضطرابات وانتكاسات مفاجئة، وقد تكون هذه الاضطرابات مؤقتة التأثير أحيانا بحيث تؤثر على حركة المريض في وقت معين ثم يعود إلى طبيعته بعد الراحة وقد تكون بسبب تعب أو جهد بذله الجسم مما يربك الدماغ فيكون غير قادر على إرسال الإشارات العصبية إلى العضلات بالشكل المطلوب، فلا داعي للتوتر والقلق، فقط احرص على فهم مسببات الاضطراب للمريض والتعامل معها بشكل جيد.
مشاركة :