مناورة أم رضوخ للضغوط.. إيران مستعدة للتعاون النووي

  • 9/12/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - أبدت إيران اليوم الاثنين مرونة بعد مواقف متصلبة حيال الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقالت إنها مستعدة لمواصلة التعاون مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة، بينما كشفت عن طائرة مسيرة قادرة على ضرب مدن رئيسية في إسرائيل التي هددت بمهاجمة مواقع نووية إيرانية إذا فشلت الدبلوماسية في إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015. ويأتي الموقف الإيراني بعد أن بدأت إسرائيل حملة دبلوماسية في الغرب لمحاولة إثناء الدول المنضوية في خطة العمل المشتركة (التسمية الرسمية للاتفاق النووي للعام 2015)، عن المضي قدما في احياء الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العام 2018 ويسعى خلفه جو بايدن لإحيائه مقابل تراجع إيران عن انتهاكاتها النووية. كما يأتي الإعلان الإيراني بينما عبر الاتحاد الأوروبي الذي يتوسط بين طهران وواشنطن في مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة، عن إحباطه من المواقف الإيرانية ورفض طهران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بداية باغلاق كاميرات مراقبة في منشأة نووية ثم لاحقا بمطالبة الوكالة بإغلاق ملف منشآت نووية عثر فيها على اثار يورانيوم مخصب ورفضت إيران الرد على استفسارات خبراء الوكالة. ويجتمع مجلس محافظي الوكالة اليوم الاثنين بعد ثلاثة أشهر من تبني قرار يحث إيران على تقديم إجابات موثوقة في تحقيقات الوكالة في آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع في إيران. وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا يوم السبت إن لديها "شكوكا خطيرة" بشأن نوايا إيران تجاه إعادة إحياء الاتفاق الرامي إلى كبح برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات. ورفضت طهران هذه التصريحات ووصفتها موسكو بأنها "في غير محلها". وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحفي تلفزيوني "تعلن إيران تعاونها البناء مع الوكالة باعتباره التزاما... وبينما هناك التزامات على إيران، فإن لها حقوقا أيضا"، مضيفا "من الطبيعي أن تتوقع إيران إجراءات بناءة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأعضاء مجلس محافظيها". وبعد 16 شهرا من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في الثامن من أغسطس/آب إن التكتل قدم عرضا نهائيا للتغلب على مأزق من أجل إحياء الاتفاق. وأرسلت إيران هذا الشهر أحدث رد لها على عرض الاتحاد الأوروبي، لكن بريطانيا وفرنسا وألمانيا قالت يوم السبت إن لديها "شكوكا خطيرة" بشأن نوايا إيران، بعد أن حاولت ربط إحياء الاتفاق بإغلاق تحقيقات وكالة الطاقة الذرية. ووصف كنعاني البيان الأوروبي بأنه "غير بناء". وقال "يجب على كل من الولايات المتحدة وأوروبا إثبات أنهما لا يعطيان الأولوية لمصالح النظام الصهيوني (إسرائيل) عند اتخاذ قرارات سياسية". وتوعدت إسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، بعدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة ذرية، قائلة إن طهران تدعو إلى تدميرها. وتنفي الأخيرة تماما أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها النووي سلمي. ونقلت وكالة مهر شبه الرسمية عن قائد القوات البرية الإيرانية البريغادير جنرال كيومارس حيدري قوله إن البلاد طورت طائرة مسيرة انتحارية طويلة المدى "مصصمة لضرب تل أبيب وحيفا في إسرائيل". وحذر رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) ديفيد بارنيا الزعماء الدينيين في إيران من "اللجوء إلى القوة ضد إسرائيل أو الإسرائيليين". وقال بارنيا في كلمة ألقاها في جامعة ريتشمان القريبة من تل أبيب اليوم الاثنين "يجب أن تدرك القيادة العليا في إيران أن لجوء طهران أو وكلائها إلى القوة ضد إسرائيل أو الإسرائيليين سيُقابل برد مؤلم ضد المسؤولين عن ذلك على الأراضي الإيرانية". وأضاف "هذا سيحدث في طهران وفي كرمانشاه وفي أصفهان"، مشيرا إلى المناطق الإيرانية التي رصدت فيها السلطات عمليات تخريب ضد منشآت أو أشخاص على صلة بالبرامج العسكرية أو النووية بالبلاد.

مشاركة :